☆على مسمع الوحي☆
“ديوان جديد يحمل في طياته الكثير من المواضيع التي تتنوع بين الوطنية والإجتماعية والعاطفية،
ولمعرفة المزيد حول هذا الديوان كانت لنا هذه المقابلةمع الشاعر والأديب المقاوم
☆ علاء درباج ☆
*- بدايةً ما سبب تسمية ديوانك باسم قصيدة
“على مسمع الوحي”؟
~- بداية لا يسعني إلا تقديم الشكر لك الاعلامية المجدّة حنين أبو خير والتي أراها على مقربة من التميّز ،
طالما أن النهضة ومستقبل سورية الثقافي هو جزء إن لم يكن أولى إهتماماتها ، وطالما امتلكت أحد عوامل النهضة وهو عامل المحبة والتآخي والالتفات لبعضنا البعض نصرة لقضايانا ومعالجة همومنا التي منها رفع الأدب وإعلاء شأنه
وعودة لسؤالكم نقول
على مسمع الوحي هو ديوان أو مجموعة شعرية تخاطب الوحي بإيحاءات ونفحات شاعرية قدمناها مترجمين بذلك أحاسيسنا ومواقفنا و معترضين على أسلوب النُّظُم الذي بات مستهلكا لإدارة القصيد في سنواتها الأخيرة وباتت متهمة به القصيدة العامودية التي تجاوزت عن كونها انعكاس فعل وذهبت للفعل والافتعال دون روح
وبذلك تم تشهيد الوحي على الشاعرية التي قادت القصائد وكانت على مسمعه بكل حرف قلناه .
*- في قصيدة “على مسمع الوحي” تحدثتَ عن الواقع المرير الذي وصل إليه الشعر، فما سبب تردّي هذا الواقع؟ وكيف يمكن أن يعود للشعر ألقه؟
~ – على مسمع الوحي كانت لشرح وجع الواقع الأدبي الذي بات مخجلا في كثير من محطاته لكوننا فقدنا أهم عاملين من عوامل الأدب
ولنقل أنهما الركيزتان الأساسيتان
واللتان لا حراك ولا تقدم دونهما وهما ( اللغة والموهبة )
لذلك قلت
ضاقت عيوني ببحر الشعر والأدبِ
فالضاد أضحى بلا أصلٍ ولا نسبِ
وسنبدأ باللغة التي لا تعدو عن كونها ( وسيلة ) أساسية لنقل المادة بالعموم أو الشعر على وجه الخصوص من حالة الضمور إلى حالة الوضوح والتبيان
وتختلف مقاليد الوسيلة أو جودة الوسيلة بكل تأكيد بين شخص وآخر بحسب البعد والقرب عنها
وهذا لا يعني أن من تخضرم باللغة وامتلك أجود وسيلة
نال التمام كونه بحاجة للموهبة التي تعتبر هي الأساس
وهي ( الدرب ) الذي يؤهل الوسيلة للسير عليه ومن خلاله
وأيضا لا يعني أن من تخضرم بالموهبة
نال التمام كونه بحاجة اللغة
إذا في عالم الأدب أنت مطالب ( بوسيلة و درب )
فمن امتلك الموهبة امتلك الدرب
ومن امتلك اللغة وصل .
*- (والأم حبل من الله اعتصمناه) سطر من قصيدة “رتيبة التقوى” فكم نفتقد لظاهرة بر الوالدين في أيامنا هذه؟
~- بكل تأكيد وهناك فرصة جميلة أراها لا تعوّض
لرد ولو جزء بسيط من دين الأم علينا والتي بكل حال لن ولم تعتبره الأم كذلك بل نحن من اعتبرناه لعجزنا عن رده
فالأم هي مناسبة قائمة بحد ذاتها
وجب الاحتفال والابتهال بها كل حين
كونه لا يحدها زمان و لا يحدها مكان
لاتحدها حدود و لا يحدها كلام
ومهما قلنا : ومهما قالوا : يبقى القول قول والفعل فعل
أمام عظمة المعلمة الأولى ، أمام عظمة من أتينا ونأتي على ذكرها خاشعين .
*- قلتَ في أحد الأبيات من قصيدة ناقة المتنقل: (فلمحتُ في عينيكَ نور صحابة ولمحت في عينيَّ طهراً من علي) إلى أي مدى ترى أن المحبة والصداقة تتخطى كل المذاهب والعرقيات؟
~- إلى أبعد مدى يستطيع المرء أن يمد قلبه وعاطفته إليه
فالمحبة تولّد صداقة طاهرة و الصداقة عابرة للمذاهب
قلناها كما ذكرت في هذا البيت الجميل
والذي سرّني التقاطك له ومن كل قلبي
والذي عبّر في مضمونه أيضا أننا أبناء نور منه خلقنا وعلى عطره نموت وهو نور المحبة والإخاء
*- يعد الجهل أحد أهم أسباب دمار الأوطان وقد تطرقت لهذه الفكرة بإحدى القصائد..فبرأيك كأديب كيف يمكننا القضاء على الجهل وتطهير المجتمع منه؟
~- مقولتان للتاريخ لا يمكن لإمرئ على هذا الكوكب تجاهلهما لكونهما حكم من الأدب العالمي
وهما الأولى
للأب الخالد حافظ الأسد والذي قال
المعلمون بناة حقيقيون لأنهم يبنون الإنسان والإنسان هو غاية الحياة وهو ( منطلق الحياة ) …
والثانية كانت لباراك أوباما الرئيس السابق للولايات المتحدة الأمريكية الذي قال
إن كنت تظن أن كلفة التعليم باهظة
فانتظر حتى ترى كلفة الجهل …
ومن هاتين المقولتين نستخلص أقوى علاج لهذا المرض المستفحل الذي يسمى الجهل ، والذي يضرب عقل أمتنا ويهتك نسيج بدنها
وهو عقار التعليم والعلم وخلق معلّمين قادرين على بناء الإنسان الإنساني والحضاري للانطلاق والنهوض قدما .
*- الإنسانية هي السبيل لنهضة الأمم و الإرتقاء بها فبرأيك كم نفتقد لهذه السِمة حالياً؟
~- أنهيت في جواب سابق عن بناء الإنسان الإنساني والحضاري لأننا بالفعل نحتاج لهذه الصفة في داخل كل منا الصفة التي منها تكون الرحمة ويكون الأمان حيث كنا ، وبتوفر الأمان تتوفر سبل الإقلاع وبناء الأمم لذاتها
*- “رسالة فارغة” رسالة شوقٍ لحبيب قديم، فأين ذلك الحبيب الآن؟ و ما سبب هجرانه لك؟
~- لن أكون غامضا لكن في نفس الوقت لن أكون واضحا كل الوضوح ، لذا سأختار مابينهما سبيلا
وأقول أنه أحيانا يمر الحب في غير وقته
وأحيانا نحب من غير مستوانا أو عرقنا أو بيئتنا أو …
فينتصر علينا ماهو أقوى منا أو لنسميه الظرف
لا لضعف منا أو فينا إنما لتوقيت كان لصالحه علينا .
*- أين أمسى الحب في زمن الحرب؟ هل سيأتي يوم نستطيع فيه أن نعتنق دين الحب ونتخلى عن الحروب؟
~- الحب موجود لم ينقطع
إنما بنسب مختلفة وطرق مختلفة
ولو كنا نقصد العشق وربما هذا قصدك
فإن ذلك من نعيم الدنيا فهل من طعم لدنيا بدون ذلك
وهذا ماسمعناه وأطربنا في أغنية لصباح فخري
عيشة لا حب فيها جدول لاماء فيه
وبالمناسبة هذا العنوان بات ملكا لأي أديب فيكتب به عن الحب والحرب وكل بطريقته
وشخصيا قد ربحت جائزة الجولان للإبداع الأدبي عن قصيدة ( حب وحرب ) التي كانت شمولية في تناولها للحب
بينما في قصيدة أخرى خاطبت الله قائلا
رباه قل لي متى تشفي مواجعنا
وتجعل الكون بالآيات خفّاقا
وتمسح الحزن بين الخلق في عجل
وتجعل الحب قبل الدين سبّاقا .
*- الشاعر علاء درباج أُصبت وأنت تدافع عن ثرى وطنك ومازلت على العهد و الوفاء للوطن رغم إصابتك في حين البعض من شباب الوطن اختاروا الهرب خوفاً من القتال وانت الجريح الذي بُخست حقك، فما سبب تمسكك بموقفك ووطنك؟
~- كل يختار ما يناسبه من كان أهلا للحرب قد بقي
ومن كان فأرا بالهروب فقد هرب
ولكن سؤالي يرتد ومع سؤالك هل من هرب قد هرَّب معه كل ما يحب ومن يحب أم أنه تخلّى وترك وراءه مايستحق الدفاع عنه
وبالمناسبة الحرب ورغم قذارتها منحتنا فرصة لنُعرّف
ونعبّر عن رجولتنا في ساح خُلقت للرجال وبالشدائد
وشخصيا وبهذا الصدد وباختصار وبفخر
قد أرسلت زوجتي وطفلي يوسف للقرية فينتظرونني هناك كي لا أربكهما وأكسر قلبهما قبل بدئ المهمة بيومين التي كانت خطرة لدرجة أن نتيجتها واضحة ستعيدني إما شهيد وإما جريح
وقد كتب القدر جرحي
وها أنا أكتب بعد القدر أدبي وشعري
وأدبي وشعري سيجيبانك عن مالم يصل ، لكَي يصل .
*- في قصيدة “مرآة” أشدت بالأنثى وتحدثت عن قيمة النساء، فهل ترى المرأة تُعطى قدرها الحقيقي في مجتمعاتنا الشرقية؟
~- أبدا” لا تعطى المرأة لا حقها ولا جزء بسيط من حقها
لأننا ببساطة لا نؤمن بحقوق الإنسان ولا نؤمّنها
فكيف نكون قادرين بعدها على تأمين المرأة وحقوقها
وأما أنا فلها مني الحق أن أخلّدها وبطريقة لا تقل شأناً
عما قام به العملاق نزار قباني قبلي .
*- من خلال قصيدة “سامحيني” اختصرت مآسي قصص الحب في بلاد الكبت والأعراف والتقاليد، فما السبيل لنصرة الحب الوئيد؟
~- نصرة الحب كما نصرة العلم ونصرة الحق تكون بالوعي وبالتوعية
وبالوعي نملك مفاتيح النهضة ومفاتيح النصر التي من ضمنها الإنتصار على كل مايعيق من عادات وأعراف ومطبات رجعية ….
*- في ظل النصر الذي تحققه سورية عسكرياً تحدثت عن حرب لقمة العيش التي تُشنُّ على المواطن السوري، فأين المواطن بين مطرقة الحصار الإقتصادي وسندان الفساد؟
~- أرى أنك تركت أصعب سؤال لآخر سؤال
لذا سأحيلك لقصيدة تجيبك بأفضل من أي شيء أدليه هنا فلا يُغني أو يثمن
وهي قصيدة رسالة إلى المتنبي التي تكاد تكون جامعة
في طرحها وإجابتها وهي آخر قصيدة في ديواني
( على مسمع الوحي )
مع تمنياتي لك بالنجاح والتوفيق وهو حليفك ونصيرك بإذن الله مع باقات من المحبة الإعلامية حنين أبو خير ..
*ختاماً لا يسعنا إلا تقديم الشكر لك الشاعر الجريح المقاوم علاء درباج مع تمنياتنا بالتوفيق الدائم.*
#فريق رؤى للثقافة والإعلام#