بقلم د.يوسف الحاضري
abo_raghad20112@hotmail.com
عندما بدأ العدوان الأمريكي السعودي على اليمن قبل حوالي 5 أعوام تحركنا مباشرة لإقامة دورات تدريبية وتوعوية في جانب (التضليل الإعلامي وكيفية مواجهة هذا التضليل) خاصة أن 70% من حرب العدوان معتمد على التضليل الاعلامي وتوجيه العقول والتلاعب بها ، وتم استهداف مئات الناشطين والناشطات في هذا الجانب وبالفعل كان له نتائج رائعة ومفيدة على مستوى مواجهة ومجابهة الآلة الإعلامية الضخمة التضليلية التي يستخدمها العدو ، ولكن يتضح الآن بعد فترة 5 أعوام ان هناك كثير ينسى لذا يسقط بسهولة في بساطة وهشاشة ما يستخدمه العدو من تضليل فيضخمها بجهله وبضعف وعيه فيجعلها قوية ومؤثرة ضمن إطار هدف ” المتلاعبون بالعقول” فيصبح عقله أداة سهلة الأستخدام بيد العدو دون ان يخسر اي شيء وهذا سببه الأكبر ” عدم الأرتباط الحقيقي بالوعي المستمر الذي يتم تزويدنا إياه من قيادة أنصار الله ضمن أطر المسيرة القرآنية ” .
تخيلوا كيف يمكن لقضية سخيفة ومضحكة كقضية (البالطوهات النسوية) ان تعصف بكثير من ناشطي واعلامي انصار الله بهذا الشكل فجعلهم يتفاعلون بسلبية مفرطة مع الأمر لدرجة انهم يربطون بينها وبين الجبهات المقدسة الطاهرة الراقية ، في وقت انه لو وقفوا قليلا امام ذلك المظهر والمنظر كانوا ادركوا انها حركة غبية من العدوان هدفوا من خلاله ما نجحوا فيه من خلال ما وصل اليه كثير من الناشطين والاعلاميين .
لن أعتب على المرتزقة الذين تفاعل مع الحدث بتلك الصورة ولا على المنافقين الخفيين وسط مجتمعنا ولا حتى على السذج الذين ادى ضعف وعيهم للسقوط بسهولة في هذا الأمر (رغم أنهم مسئولون ومحاسبون مثلهم مثل المرتزق والمنافق) غير ان جل عتبي على اولئك الذين كان لزاما عليهم أن يقفوا موقفا حازما وحاسما وواضحا وقويا امام ضعف وهشاشة هذا العمل التضليلي الذي جاء به العدوان هذه المرة بهذه الصورة ليوجه عقولهم واستطاع ان يوجههم وينتصر عليهم رغم انه باطل وهم في موقف الحق ، والذين عليهم ان يؤمنوا ايمانا مطلقا بمنهجيتهم وتحركهم ولا يكونوا مطية تمتطى من قبل العدو فهم سيأتون تارة اخرى بشكل آخر فالشيطان توعد ان سيأتي بصورة وجهات متنوعة من فوقنا ومن تحتنا وعلى ايماننا وشمائلنا فهل سنسقط مرة اخرى كهذا السقوط !!!
كان لزاما على ناشطينا التروي امام الحدث هذا خاصة وان اول من أثار الامر هو العدو واعلامه واعلاميه وناشطوه عوضا عن اسلوب التصوير للعمل ونشره في وقت ان مثل هذا العمل ان كان من قبل القائمين على الدولة ما كان ينبغي تصويره اساسا ونشره عوضا عن ان الامر لو كان بشكل نظامي كان سيشمل كل محلات العاصمة مثلا وليس دكان او اثنين لكي يصنعوا مسلسلا دراميا مثيرا كوجبة اعلامية للعدو ، كما ان الأمر لو كان منظما كان سيتم التعميم على الجميع فيصل التعميم اساسا الى هؤلاء الناشطين والاعلاميين الذين سقطوا في تضليل وتوجيه العدوان ، كما ان انصار الله لم يتفاعلوا ولن يتفاعلوا مع مثل هذه قضايا بمثل هذه الأساليب اطلاقا حتى مع المرتزقة الذي يتجاوز خطورتهم خطورة البالطو بكثير بل يتعاملون بأسلوب التوعية والتثقيف والنصائح ، كما انهم لا يصادرون ولا يحرقون ولا يخسرون الآخرين بمثل هذا الاسلوب ولنا في المقاطعة دروسا كثيرة كيف انهم لا يمنعون بيع وشراء المنتجات الامريكية ولكنهم ينصحون ويوعون ويربطونها بالثقافة والفكر القرآني ، وغير ذلك من نقاط كان يمكن لنا جميعا ان نستوعب هذا التخطيط الخبيث من العدو .
للاسف الشديد هناك الكثير من الذين سقطوا في فخ (البالطو) تفاعل معها اكثر مما تفاعل مع كلمة السيد القائد عبدالملك الحوثي الأخيرة الخاصة بالهوية الإيمانية وهذا عيب كبير في نفسياتهم ، وللاسف الشديد اصبح الكثير مننا كتلة واحدة يرفعنا منشور ويطرحنا خبر ويتخبطنا ذات اليمين وذات الشمال طرح وتغريدة وصورة ومقطع يأتينا من هنا او هناك ونحن نمتلك هذا القرآن العظيم وهذه القيادة الإيمانية العظيمة ، فهل ستكون البالطو أخر اخطاءنا وسقوطنا في فخ التضليل العدواني بنا ام سنسقط تارة اخرى وتارة اخرى امام هؤلاء الضعفاء فكرا ومنهجية وجيوشا وعدوانا على اليمن ارضا وإنسانا !!!
#د_يوسف_الحاضري
Discussion about this post