( الحلقة الخامسة)
بقلم_الخبير عباس الزيدي
■ تحديدالاهداف •
اثبت حزب الله ومن واقع تجربته الفذة والفريدة ان الارادة هي اقوى من عوامل القوة فلولا الارادة الصلبة لماتحققت كل المكاسب صحيح ان اغلبها عن طريق القوة لكن الاخيرة لايمكن الحصول عليها الا من خلال الارادة الناشئة من الاخلاص والصدق بعد التوكل على الله وحسن الظن به تبارك وتعالى لذلك عند التمعن في تاريخ حزب الله ومراجعة خطابات سماحة السيد رضوان الله عليه ستجد كل ماتم التخطيط له تحقق بنسب مرتفعة و كبيرة خلال سفره المقاوم الخالد و وفق ماتقدم كانما نجد غياب مصطلح المستحيل في ادبياته حيث تلاشى هذا المصطلح وانعدم بالمرة و كان للصبر والتصبر والتواصل اثرا بالغا ومهما لبلوغ الاهداف•
وضع حزب الله جملة من الاهداف خلال مسيرته الظافرة واخذ بنظر الاعتبار دور تلك الاهداف في حماية المصالح من التهديدات وكذلك دورهافي الإفادة من الفرص المتوفرة في البيئة المحلية والدولية لدفع وتعزيز مصالح لبنان الى الامام ولاشك كان لتحرير الارض وطرد الاحتلال وتوفير عنصر الامن وتحقيق السياده (برا وبحرا وجوا ) ءات اولوية كبيرة •
عند التامل في الاهداف التي حددها الحزب ستجد ان لهذه الاهداف خواص منهجية منها المرغوبية من الجميع حيث انها تخدم المصلحة الوطنية وبذلك استطاع حزب الله كسب محبة المتصف وكشف نوايا العملاء واحراج البقية وفي ذات الوقت هذه الاهداف جديرة بالنفقات والتضحيات التي تبذل من اجلها لذلك قدم اغلى مايمكن من تقديمه من خيرة شبابه و رجال الله في عمليات التحرير وطرد الاحتلال وهزيمته وهذا العطاء وتلك التضحيات انفرد بها حزب الله فقط دون غيره على مستوى لبنان في حين منافعها ومكاسبها وآثارها الجميلة والنبيلة ولم تكن لحزب الله فقط بل كانت الى لبنان بالدرجة الاولى وللامتين الاسلامية والعربية ولجميع الاحرار في العالم وبذلك ومن ارض الواقع نقول ان الجميع مدان لحزب الله ورجاله على هذه الانجازات والانتصارات وعلى ذلك العكاء وتلك التضحيات•
وبطبيعة الحال ان ذلك يتطلب مقدمات واستعدادات لتحقيق الجدوى من خلال توفير ادوات القوة اللازمة لتنفيذها مع اختيار الفرص المعقولة للنجاح فاخذ حزب الله وباشراف مباشر من سماحة السيد رضوان الله عليه يتسابق مع الزمن لتطوير قدراته الامنية والعسكرية ومواجهة جيوش وأجهزة استخبارية متعددة تخندقت مع الكيان الغاصب في الدعم القتال و ولم يقتصر ذلك على مواجهة جيش الكيان الصهيوني الذي جعل رجال الله منه اضحوكة للعالم وحوله الى خرافة لكثرة الضربات والخسائر والهزائم التي تلقاها بالدرجة التي تمكن خلالها حزب الله من قلب الكثير من المعادلات وارسى للعديد من قواعد الاشتباك فاصبحت المقاومة الإسلامية في لبنان موضع فخر وافتخار وقوة لايستهان بها ومدرسة عظيمة لصناعة الرجال رغم الفارق الكبير مابين حزب الله واعدائه في التسليح والقوة العسكرية والموارد البشرية والقدرات والامكانيات المادية وهذه النتائج الفريدة والنوعية والخلاقة لم تحصل لولا الجهود العظيمة التي بذلها رجال الله وهنا لابد من التذكير باننا نتحدث عن حزب وليس دولة بل منظومة كبيرة العناوين والرموز _عظيمة الانجازات والانتصارات هزمت قوات الاحتلال في اكثر من معركة ومنازلة في حين عجزت جيوش عربية ذات قدرات عالية منفردة او مجتمعة من تحقبق ماحققه حزب الله وبهذا الانتصار العظيم فتحت صفحة جديدة من صفحات العز والكرامة ليس في لبنان فقط بل على مستوى الاسلام والعرب والعالم ولى فيها زمن الهزائم والخيبات والانكسارات وجاء زمن الانتصارات على ايادي رجال الله بقيادة سماحة السيد حسن نصر الله رضوان الله عليه •
لقد استطاع حزب الله من تحقيق المرامي السياسية ( الاهداف) والوصول الى الغايات ( المصالح) حيث ان الاهداف بنود عمل بحاجة الى جملة من الافعال
ومن الجدير بالذكر هنا الاشارة الى الطريقة التي مايز بها حزب الله مابين الاهداف ومابين المصالح والغايات •
في نظرية حزب الله ان الهدف هو مايسعى الحزب الى تحقيقه من خلال جهد مبذول بمافيها استخدام القوة بينما المصالح هي صور لواقع مأمول او امنيات التي تتضمن على الفاعل وليس الفعل بينما الاهداف نشاط هادف لتحقيق ذلك الواقع ( المأمول ) وان الاهداف تستمد شرعيتها من خدمتها للمصالح والاخبرة تستمد شرعيتها من خدمة لبنان والمجتمع وذكرنا سابقا ان الاهداف لايمكن ان تحدد دون التفكير بالقوة التي تحتاحها بينما المصالح لا تعير اهتماما للفوة اللازمة لحمايتها كونها امنيات يسعى الى الوصول اليها
ان امتلاك مقومات القوة عامة والعسكرية خاصة كانت موضع نقاش وبحث طويل وعمل دؤوب استمر الى اكثر من خمسين عام ( نصف قرن) ولازال قائما حتى هذه اللحظة ولم يقتصر على قضايا التدريب والتسليح والتطوير بل شمل معرفة قدرات العدو ومواكبة كل تطور حاصل في جميع المجالات وشمل ايضا معرفة تفكير ونوايا العدو والوسائل والاساليب التي يستخدمها لتحقيق مشاريعة العدوانية وهكذا نفذ حزب الله الى عمق الكيان الغاصب والى مراكز تفكيرة في التخطيط والادارة وجمع الكثير من البيانات والمعلومات لوضع خطط المواجهة التي تحقق الانتصار وهزيمة الاعداء على النحو التكتيكي والاستراتيجي
Discussion about this post