( أبو طالب موجودا في كربلاء )
كيف؟؟ *( أن جميع شهداء أهل البيت في كربلاء وعددهم 28 شهيداً من بني هاشم هم من نسل رجل واحد فقط وهو أبو طالب عليه السلام ، وأبو طالب هو واحد من عشرة إخوه أولدهم عبدالمطلب وهم : *( أبوطالب ، عبدالله ، الحارث ، الحمزة ، العباس ، الزبير ، الحجل ، المقرم ، ضرار ، أبو لهب )* ، وللبعض من هؤلاء الأخوة التسعه أعمام النبي (صلى الله عليه واله وسلم ) عشرات الأبناء ومئات الأحفاد ، إلا أنه لم يشارك أحد من أبنائهم على الإطلاق مع الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء ، مضافٱ إليهم أختهم ( صفيه ) بنت عبدالمطلب عمة النبي وزوجة( العوآم أبن خويلد) أخو السيده خديجه وأم الزبير بن العوام والد الزبيريين والذي لم يشارك أيضا منهم فردٱ واحدٱ مع الحسين عليه السلام ٫ فهل الصدفة ساقت إلى ذلك أم هو التخطيط والحكمة الإلهيه أرادت أن يتفرد هذا البيت بكل المناقب ، فأي منقبة هذه التي نالها ( أبو طالب سلام الله عليه ).
فبهذا يكون مؤمن قريش ( أبو طالب ) وكأنه الحاضر الغائب يوم عاشوراء في كربلاء ، وبمعنى آخر أن كربلاء تجسدت في شخص واحد وهو شيخ البطحاء أبو طالب ، وأن أبا طالب قد مثّل كربلاء بأجمعها ، فأصبحت كربلاء منه وهو منها ، وهذه خصلة لم ينلها أحد غيره من بني هاشم .
كما أنه لا يخفى على البصير اللبيب أن أبا طالب هو من تكفل بتربية وحماية النبي (صلى الله عليه واله وسلم ) حتى إظهار دينه ، فيكون بذلك النسل المشارك في كربلاء قد حفظ الدين من الاندثار في كربلاء ، فيكون بذلك نال الحسنيين في حفظ الدين في بدايته وحين لثمه من قبل الطغاة والظالمين والمنحرفين يوم كربلاء ، فمن مثله وقد استشهد جميع أحفاده في أفضل معركة حصلت على وجه الأرض ، وشهداؤها أفضل الشهداء لم يسبقهم سابق لا قبلهم ولا بعدهم ، حينما وسمهم الإمام الحسين بهذا الوسام العالي والرفيع عندما قال : ( إني لا أعلم أصحاباً خيراً من أصحابي ولا أهل بيت أبر ولا أوصل من أهل بيتي ) .
ألم يقل النبي (صلى الله عليه واله وسلم ) : ( لو ولد أبو طالب الناس كلهم لولدهم شجعاناً )؟، للتو قد عرفنا معنى مقولة النبي هذه ، فأي ملحمة وشجاعة قدمها أحفاده في كربلاء ، فكأنه هو من أسسها وهندسها وأشرف عليها وأعد هؤلاء الفتية لمثل هذا اليوم ليحفظ الدين من طمس معالمه , كذلك قوله ( صلى الله عليه واله وسلم ) في عقيل : إني أحب عقيل حبين حبٱ له وحبٱ لحب أبي طالب إياه وأن ولده مقتول في نصرة الحسين ) .
فهذا الرجل الشامخ لا نسمع له ذكر في أيام عاشوراء ، والذي قدم كل ما يملك من مال وحماية وولد لله ثم للنبي الخاتم ، ولو من باب رد بعض الجميل له وعرفانا لما قدمه نصرة للدين ولصاحب الدين ولحافظ الدين ، فهذا المربي يستحق منا مراجعة أنفسنا وتخصيص بعض مجالسنا للخوض في سيرته العطرة ، الم يسمى النبي( صلى الله عليه واله وسلم ) العام الذي توفي فيه ابو طالب والسيده خديجة عام الحزن لما يكنه له من معزة .؟؟
فالمعروف أن أبا طالب قد أنجب أربعة أولاد من زوجته السيدة فاطمة بنت أسد هم : *( طالب ، عقيل ، جعفر ، علي )* والأول مات في حياة أبيه ولم يُعقب ، أما الثلاثة فمن نسلهم أمتد نسل أبو طالب ، وهذا النسل هو المقصود هنا وهو من شارك في معركة كربلاء ب(28 شهيداً ) كلهم من صلب أولاده الثلاثة…
Discussion about this post