بقلم الكاتب والناشط السياسي :
محمود موالدي
/// الثقافة والعجز ///
أن الثقافة بمعناها الحي ،،، وعمقها المتجذر في تاريخنا الثقافي العريق،،
جمع تراكم المعارف الإنسانية،،
وتقديمها للمجتمع بأسلوب مثالي موجه،، يقود المجتمع نحو التقدم والإذدهار ،،
وإذا كانت الثقافة خلاصة لتجارب إنسانية ..يعبر المثقف من خلالها على خواص هذه التجربة …وتسليط الضوء نحو الحقيقة والنور والجمال ..
فتكمن القوة في ذلك ،، على عبقرية التعبير وأدات الاتصال مع أفراد المجتمع ،،،
فيجهد المثقف لكشف مفاتن تجربته الإنسانية ،، في وقت ينحسر الدعم لصالح الغوغائية من المستثقفين والهوات …
ويعيش جمع المثقفين في حاضنة العوز.. من جهة تنعكس على الواقع اليومي ..
وفي إشكالية المثقف والمجتمع من جهة ثانية ..
وتتمثل في العزلة التي يعيشها بعيدآ عن مجتمعه واستخدامه لمصطلحات لا يفهمها المجتمع.،،،
لاتجعل خطابه مؤثرآ ولا يشكل أي تغيير ،،
والتطور السريع في المعلومات ..
والكم المعرفي الهائل ،، الذي جعل المثقف يحاول جاهدآ مستغلآ وقته لمواكبة هذا التطور الفكري ؛؛؛
مما جعله ينفصل عن واقعه ،، ويكون أقل ارتباطآ بمشاكل مجتمعه ،،
واجتماع منابر النُخَب المثقفة في أماكن بعيدة عن المجتمع ،، بغرض عرض معلوماتهم بعيدآ عن محاولة تطبيقها ،،،
أو حتى عرضها على المجتمع ،،
وأكثر العناصر تأثيرآ :
هو استغلال السلطة لبعض المثقفين؛؛؛
مما جعل أفراد المجتمع تفقد الثقة في هذه الفئة بشكل مطلق،،،،
في حين يعيش المجتمع نفسه ..أزمة …
وهي أزمة أن لايدرك واقعه الحقيقي ،،،
وذلك يحدث بسبب الصراعات الداخلية على مستويات عدة..
فعلى المستوى السيكولوجي أو النفسي ..نجد مثالآ واضحآ في حاجة المجتمع ..لبساطة ويقين المعرفة ..بينما المثقفون مشككون ،،
وبالتالي يتجه المجتمع لفئة من المثقفين الزائفين ..
والذين يقدمون معرفة زائفة يعتمد عليها المجتمع ..
وتتجه به نحو الهاوية ..
يأتي دور عناصر المجتمع من الفئة المثقفة ..والفاعلة ..بأن تبدأ عملها بشكل أعمق من مجرد ؛؛
خطابات وكتابات ..بجعل أفراد المجتمع تعي أولآ:
وجودها ..من خلال معرفة الذات
وتحديد كينونتها
وذلك بتحليل الصراعات التي يعاني منها ،، وإيجاد حلول فعلية لها.
وعلى المستوى الإقتصادي والسياسي
نجد أن المجتمع..ليس لديه رؤية واضحة ،،
أو حتى حقيقية..عن وضعه السياسي والإقتصادي الحقيقي،،
الفرد في المجتمع يرى أن مصالحه المباشرة هي محور المجتمع ،،
بينما مصالح هذا الفرد تتعارض مع فرد آخر ..
مما يجعل محصلة مجهودهما معآ صفرية العائد !!!!
وهذا يحدث كنتيجة مباشرة لحاجة الفرد لتأمين احتياجاته الغريزية ،،
ولإعتماده على مثقفين زائفين غير مدركين للحقيقة ،،
وهذا كله كنتيجة لحاجة الفرد النفسية لليقين والإستقرار المعرفي ،،؛؛،،
فيقوم السياسيون المتنفذون باستغلال تلك الحاجة وسدها للمجتمع ،، من خلال دعم المثقفين الزائفين ،، وإنشاء مؤسسات ووظائف حكومية معتمدة ،، هدفها فقط أن تضخ اليقين الزائف ،،
والذي يصب :
في مصالح شخصيات وأحزاب سياسية معينة ،،
على حساب مصالح المجتمع وأفراده أنفسهم ..
الذين يعتقدون أن هذه المؤسسات ..
تم إنشاؤها بالإساس ..لحمايتهم ..
وحماية هواجسها المريضة !!!!!….
Discussion about this post