كتب / منتصر الجلي
وحي المساء رجلا عشريني
يحيط به الظلام من أربعة جدران وخامسهم السقف … كل ما حوله يعبر عن السواد حتى يديه صعب يراهن سوى يتحسس بهن المكان
المكان تحوطه عتمة فصول من الحياة الماضية حياة فصلتها عليه الأيام تفصيلا …كثوب كل يوم هو في لون
نعم هناك حيث يقطن رجل كره النهار وعشقه الليل، يتلمس حاجياته بيديه من خيط ومغزل، وتحت شجرة لها ظلال كظل أم على طفلها،
وتحت مجهر النجم الخافت يخاطب المساء بعبارته المعتادة .. .أين الصيف ؟
يعود بعد سويعات من انتظاره السرمدي المراقب للصيف يأخذ ورقة البردي ويسجل عليها :
(أنا هنا سواء أتيت أم لاهنا نصنع لحظات الانتظار )
منذ كان طفلا يخشى ثرثرة اللسان ومواجهة طوارئ الحياة ،
يمر ببطئ على أيامه وقد زرعها ورعاها يتفقد سنينه وأيامه أي ثمرة قد يجنيها من الانتظار الطويل ؟
يخرج إلى صنفه وأقرانه الآدميين يرتجله الخوف والشعور بعدم الأمان حينما يرى نظراتهم الغريبة تتسابق إليه كسهام صيد تلوي به الأرض …يختاله سؤال الغربة ما الشيئ الغريب فيّ لكي أكون نكرة بين هولاء ؟
من هولاء المهندمون بالكلام الذين يتسلقون أشجار الصحب وهم يزلقونك بأبصارهم …؟
ومع الأيام كبر ….
ووجد حيث هو اليوم – غريب كغربة أمسه الذي أتى منه يمر من أمام فنان رسم ، في دكانه الصغير يقول له :
كيف هي لوحتي ؟
يجيب عليه لا أعلم ولكن فنجان القهوة ينبئ بشخصية تكثر عليها الالوان وشخبطة خارج نطاق القدر بأيدي من هم أحبائك …
ياصديقي شخصك يغزوه الضعف ويكسوه الصمت وهو داءك لذا كثر جرحك كل ماطلع الليل أو سبقه النهار
لابقاء لك في حديقة يملؤها الشوك حتى وإن كانت ورودا فهي ذات يوم ستجرحك
يعود لمنزله الإنفرادي يفتح النافذة لعاصفة الأحزان وكآبة العالم ليكن قلبه هو ذلك الثقب الأسود الذي يلتهم كل الجراح …
وذات يوم نصحته أمه الخروج للمدينة ليبحث عن زاد يسد رمقه وكسرة خبز غادرت التنور قبل أيام طوال …
كسرة وماء هي في نظره خير من شبع يبطن البدن وينهك الفؤاد ويتركه بين حواشي الظنون ومبيدات الهواجس
يجلس وسط قبعة الظلام يحاكي قلبه :
ماذا أقدم لكي يرضوا عني ؟
وقد حملت إليهم كل ما آتاني ربي من خير على كتفي ويدي وقلبي ولبي ومهجة مكنوني ؟
أي زمان سوف يصافيني وأصافيه ويذهب عني زبد الأحداث ومبطلات الضعف ويصنع من أسمي وشكلي رجلا سويا دون التشوهات التي ينسبها إلي الأخرون بنظراتهم؟
يردد على وجدانه أسئلته هل أنا ذلك النائم على (كف قدري) يقودني حيث شاء لا أملك حيلة ولاقرار وهذا هو البلاء المبين؟
فقط مستمسك بمن يقود راحلتي أين ماحطت نزلت اتلمس من (البادية الحديثة)
زرع الرئفة والط٨يبة وحسن الخلق ومبادئ الوفاء …
أيها الرفيق… الغربة ليست غربة الديار فقط !
بل هي غربة المبدأ والقلب وغربة إنسانية باعت ضميرها للشيطان…
(اتلمس إنسان بمعنى الإنسانية حقا وهي قصة بحثي في الحياة
ومادون ذلك نخل باسقات ليس لها رطب أو ظل غير جسد بلا روح أو روح بلاحياة
أيقنت أن الانسان هو كرامة الله في أبينا آدم .. فوجب علينا تكريم المُكرِم والمُكرم أو لا إنسانية بعد هذا ..
ِ
ففطرتي تحترق حين ترى اعوجاج العصا وسير النهرعكس اتجاهه ، تنضب المعاني ويشحب الساكتون في زمن الحديث الكثير والصمت سجن الذين لا يعرفون للكلام سبيلا …
وفي مزدلفة الأوجاع يبيت المأسورون بحزنهم حيارى كسارى وقد دسمت أوداج الأخرون وهي تنهش منهم لحما طريا ضحكا وبراثن القول …..
وإلى هنا وقف وحي المساء بين رحيل الصيف وضباب قادم ينبئ بالشتاء وكآبته ..ووقفت كل خلية من جسده تودع بدمع آخر لقاء ببادية الحداثة.
ملتقى كتاب _ العرب _ والأحرار.
ملتقى الكتاب _ اليمنيين
الحملة _ الدولية _ لرفع _ الحصار _ عن مطار _ صنعاء الدولي.
كن شريكا _ بمكافحة _ الفساد#
Discussion about this post