حصاد الاوهام
الكاتبة / كاتبة يحيي السني / كندا
من الواضح ان الاستراتيجية الوحيدة لترامب في الشرق الاوسط هي حلب البقرة السعودية حاليا وباسرع وقت ممكن فبدأ بصفقة الاسلحة التي وافق عليها ترامب وتتضمن بيع أسلحة الى السعودية بقيمة ثمانية مليارات دولار بحجة التوترات الإيرانية اللتي اصطنعها هو بنفسه.
لقد استند السيد ترامب إلى جانب نادرا ما يستخدم في القانون الفيدرالي لدفع صفقة بقيمة 8 مليارات دولار من خلال تجاوز الكونغرس. لقد فعل ذلك بحجة أن التوترات المستمرة مع إيران ترقى إلى مستوى الطوارئ الوطنية.
وأثارت هذه الخطوة غضب أولئك الذين يخشون أن تستخدم القوات التي تقودها السعودية الأسلحة ضد المدنيين في اليمن. واتهم بعض الديمقراطيين الرئيس بتجاوز الكونجرس لأن بيع الأسلحة – بما في ذلك القنابل الموجهة بدقة – كان سيعارض بشدة في الكابيتول هيل. خصوصا مع سمعة السعودية السيئة في مجال حقوق الانسان وحربها التدميرية في اليمن التي تطال الابرياء من النساء والاطفال وهي حرب عبثية استفادت منها حكومة ترامب بشكل كبير وتسعي الى استمرارها وايجاد الاعذار و التهديدات الكاذبه من اجل حلب البقرة السعودية.
أنتقد أعضاء الكونغرس بشدة سجل حقوق الإنسان في المملكة العربية السعودية بسبب دورها في النزاع اليمني ولمقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في إسطنبول في أكتوبر الماضي
تصاعد الإجراءات التي اتخذتها إدارة ترامب في منطقة الخليج من ارسال سفن حربية وحاملات طائرات والتلويح بارسال جقوات برية وطرح هذا التصعيد العديد من التساؤلات حول ما إذا كان الرئيس يسعى إلى مواجهة عسكرية مع إيران هذه المرة بالفعل وليست مجرد فقاعة من اجل استمرار تدفق البترودولار الخليجي الى خزائن امريكا
بعد اتمام الصفقة وتحقيق المراد من خلق التوترات في المنطقة فاجىء ترامب العالم بتصريح من اليابان اثناء زيارته الحاليه لها نفى الرئيس ترامب يوم الاثنين أن الولايات المتحدة تسعى لتغيير النظام في إيران ،وان أمام إيران فرصة لتصبح دولة عظيمة في ظل القيادة الحالية ولا نسعى لتغيير النظام.
منذ سنوات بعيدة وحتى اليوم لم تتغير نظرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للخليج. فهو طالما رآها مجموعة من الدول التي تمتلك قدراً هائلاً من الثروة النفطية، وأن عليها أن تدفع مقابلا “لخدمات” الولايات المتحدة في حفظ عروشها
كان آخر هذه التصريحات ما قاله من أن “الدول الخليجية لم تكن لتكون غنية لولا حماية الولايات المتحدة، ولا يمكن لنا أن نستمر في دفع التكلفة المرتفعة لتواجدنا العسكري في المنطقة”مضيفاً أن “الدول الغنية جدًا في المنطقة ستدفع المزيد من الأموال وهذا مايحصل حاليا وسيحصل مستقبلا وليس امام دول الخليج المهترئة سوى القبول والرضوخ لانها تعلم ان مملكاتها واماراتها لن تصمد اسبوع واحد بدون الدعم والحماية الامريكية.
وعندما رد جمال خاشقجي في تغريدة قائلا ((تصريحات ترامب سيئة جدا في حق المملكة وكل دول الخليج وتستحق ردا مباشرا عليها والأفضل لو كان ردا خليجيا موحدا ، بالطبع لا امل في ذلك )) صدر الامر الملكي بتصفيته لان مثل هذه التصريحات تعتبر في نظرهم مزعزعة لكراسيهم اللذي يدفعون المليارات من اجل الحفاظ عليها
ترامب لايرى دورا لامريكا في منطقة الخليج اكثر من كونها شرطي يعمل بالاجرة وليس أكثر من جامع للمال في مقابل خدمات سياسية وعسكرية لبعض الانظمة الدكتاتورية المتسلطة ودول الخليج تعلم هذا وتتجرع السم وتتقبل مرارة ترامب من اجل الحفاظ على كيانها الهش
حاليا ومستقبلا هذه هي سياسة ترامب في الشرق الاوسط وهي سياسة “ادفع لتبقى” – جنود ترامب مقابل أموال الخليج ودول الخليج تتسابق من اجل ان تحصد الاوهام وان غداً لناظره قريب .
كاتبة يحيي السني *
كندا ”
Discussion about this post