كتب \ منتصر الجلي
21 سبتمر.
أُسرع ….ثم أُسرع ,أسرقُ من الوقت عقاربه , تتساقط حمولتي على جانبي الطريق كلاً يرى أشيائي وهي تتركني عمدا أو سهوا …..تنادي علي كهولة الأيام : هناك خلفك أسماء ووجوه صحف وتلك ذكرياتك تهفوا خلفك انتظرها ….أين تذهب
يهزني شوق الليل أن التفت ! وهل انظر للخلف ؟
لااستطيع فهودجي صغير وزادي بقدر معدتي النائمة على حجارة الصبر …يقف ضميري رجلا سويا عليه الذبول وصفعات السنين …أسئله من أنت ؟
يرد قائلا أنا الأمس والمساء السجين أنا صبرك وحزنك وبقايا طريقك ….
يغتالني الصمت…وخاطري يجرني للغربة إلى عالم المثالية كما حدثني جدي أنه عالم بلا زوال يهدي إلى الرشد ….على يدي وشم كحلي نقشته (التجربات ) إحدى وصيفات مخيلتي طفلة بسن السابعة إحترقت عائلتها يوم سافر والديها عن عالم الذاكرة والمخيلة متحورين إلى بشر فتاهت بهم الحياة …رحلوا عني بعيدا ….أما الموقر النبيل لم يترك عالم المخيلة هباء بل ذهب أمام ناظري ليبحث عن معجزة موسى لنجد على النار هدى …..
هذه قصة المأساة التي أغترب بسببها اليوم ..
أي غربة حكمت علي بقولهم ونسيانهم وفلسفة شعورهم الداخلية ؟ ليت من حولي يعلمون لماذا أغادر ؟ ويعلموني لماذا يغادرون ؟ يا ضميري ارزع معالم للسنين مشهد وشاهد أني مررت من هنا أنسج أكفان لأيامي الميته …
إذا سئلك قلمي أين السلطان ؟فأخبره خرج يبحث عن قرار سيد به رمق خوفه الذي سلبه كل شيئ حتى عاد بلا ثقة أو هوية أو مكان يآوي إليه وما على التراب من منازل أخرجته من بابها وقلوبها …ليس إلا أنه صامت وصادق ولم يكن يجيد مسرحية التراجيديا…أو لعبة السيرك على الحبل …
نعم أيتها الليلة المقمرة انطفئت مصابيحي في هذه المدينة , هي مدينة يعشعش على سقفها الإستفهام تضعك في جب الأموات الأحياء فلا أنت حيٌّ ولا أنت بميت وبين مياسم ليلها ونهارها شيئ إسمه (مادة ) فذهبت بزكاء الإنسانية وشعورها الأوحد .
Discussion about this post