السودان الى أين ?
مصطفى حسان
هناك تسائل هل دخل المجلس العسكري السوداني في ورطة هجومة على ساحات اﻹعتصام أمام القيادة نتيجة للتهور أم أن هذا اﻹجراء اﻹستبدادي الكاتم للأنفاس ?
كانت من النوايا المبيتة لرئيس المجلس في البقاء على السلطة سوف يسوق البلد الى الفوضى الدموية , وسيترتب عليها نتائج سلبية في تفكيك السودان , وتعرضها لسيطرة قوى إقليمية وإستغلال ثرواتها أم أن هناك ?
سينياريو للتدخل اﻹقليمي ومن ثم التدخل العسكري ثم السيطرة على السودان وفقاً للقرار الدولي الذي سيصدر بإدانة اﻷعمال ضد المحتجين المدنيين .
هناك مظاهر سلوكيات دبلماسية وسياسية تحتاج لتحليل :
الزيارات التي قام بها رئيس المجلس العسكري لكل من السعودية واﻹمارات قبيل الهجوم لقوات التدخل السريع سبقتها تهديدات / حميدان نائب رئيس المجلس على ساحة اﻹعتصام أمام القيادة العامة قتل على إثرها في اليوم اﻷول 30 شخصاً في اليوم التالي اعلن عن إنتشال جثث من نهر النيل , وأرتفع عدد الضحايا الى 108 شخص __ على إثرها أرتفعت اﻷصوات الدولية , والمنظمات الحقوقية واﻹنسانية ثم إجتماع مجلس اﻷمن ﻹستصدار قرار بشأن السودان , ولم يكن معروفاً ماهي بنود هذا القرار اﻷممي الذي سيصدر في وسط هذا التعتيم جاء اﻹعتراض الصيني بعدم التدخل بالشؤن الداخلية للسودان هذا الموقف الصيني أثار لدينا التفكير , والتسائل لماذا ? في حين إن اﻷوضاع في السودان , وتعسف قوات التدخل السريع على المحتجين تدعوا الى التحرك الدولي لوضع حد لهذه الجرائم وحماية المدنيين .!
في اليوم التالي أنقشعت بعض الغيوم المعتمة من خلال تصريحات الرئيس الروسي بوتن بإحتجاجة وعدم موافقتة على التدخل العسكري في السودان .
فهناك احتمالات والله أعلم :
أنه خلال الزيارات التي قام بها رئيس المجلس العسكري للسعودية واﻹمارات وأمريكا أعطي الضوء اﻷخضر , وهذا ليس مستبعد فهوا الذي قام بتنفيذ سينياريو اﻹلتفاف على ثورة الشعب السوداني , وفبركة اﻹنقلاب الشكلي على عمر البشير وزجه في السجن , والتهيئة لسيطرة الجيش على زمام الحكم في السودان كما حصل في مصر __ عبد الفتاح السيسي مع مرسي …!!
هذا السينياريو في السودان تعرض لعراقيل بفعل إستمرار اﻹحتجاجات , والمطالبة بتسليم السلطة الى المدنيين فكانت من أهم العوامل لفشل سينياريو أن تكون السلطة في السودان بيد الجيش التي توحي بأنها بفعل تدخلات أيادي قوى إقليمية , ومن الدول والجوار العربي ظالعة بفبركة هذا المخطط كما حدث في مصر .
اﻹحتمالات في اﻹقدام المفاجئ لقوات التدخل السريع في المجلس العسكري بالهجوم على ساحة اﻹعتصام أمام القيادة العامة __ إما أنه قد تم إستغفال المجلس العسكري , وإدخاله في مستنقع التورط في قتل المدنيين ومن ثم عجز المجلس على السيطرة على الوضع من خلال تخبط المجلس وتناقض تصريحاته من التصعيد لقائد قوات التدخل السريع ثم التصريح الهادئ لرئيس المجلس اﻹنتقالي العسكري / عبد الفتاح البرهان بأن الباب مفتوح لمفاوضات لا قيود فيها فهي حالة تخبط وإرباك واضح ينتابهم وما تحمله من إستخفاف بأرواح ضحايا تلك المجزره المروعة __ ( هكذا هي المسألة من لم يقايس قبل القطع فليس هناك نفع ولا جدوى من القياس بعدها ) كما حصل في التخبط السعودي بعد جريمة مقتل خاشفجي .
أو أن المجلس مشترك مع تلك القوى اﻹقليمية بهدف شرعنة السيطرة العسكرية الدولية على السودان , وبقرار من مجلس اﻷمن بإعتبارة من الدول المطلة على البحر اﻷحمر والمجاوره لدول القرن اﻷفريقي كموقع إستراتيجي حيث يعيب أنظمة دول منطقة الشرق اﻷوسط بإختراق بعض القوى اﻹقليمية لمرافق الدوله الرئيسية المتحكمة بكل قرارات البلد المصيرية مما جعلها عرضة للفوضى واﻹحتقانات السياسية..!
كما حصل في تدخل حلف الناتو في القضاء على نظام معمر القذافي في ليبيا التي تتعمق أزماتها الداخلية أكثر وأكثر منذ ذالك الحين , وتلك هي أعمال القوى اﻹقليمية في منطقتنا العربية المشعلين لحروبها ورعاة اﻹنقسامات الداخلية , وحروبها الداخلية هم ألائك الرباعي ( الصهيوأمريكي , والسعوإماراتي ) ذوي النفوذ العسكري , والمالي في المنطقة
Discussion about this post