يوم القدس العالمي وقداسة الوحدة الإسلامية بين السنة و الشيعة
أنا الشيعي و أنت السني نؤمن بقوله تعالى ( ان هذه أمتكم أمة واحدة وانا ربكم فاعبدون ) و بديهي أن هذه الآية تكشف لك ولي أن الوحدة الإسلامية بيني و بينك مسئلة عقائدية مقدسة لا مسئلة سياسية؛لأنها جعلت الإيمان بالوحدة الإسلامية المقدسة كالإيمان بربوبيته وعبادته – سبحانه و تعالى – من اجل ذلك فقداسة الوحدة بيني وبينك كقداسة التوحيد و الإيمان بالله.
والذين يؤمنون بأن الوحدة قضية سياسية لا قضية عقدية يتخلون عن الوحدة الإسلامية سريعا حين هجوم المتعصبين من الشيعة أو أهل السنة.
و هناك أمر آخر لابد من معرفته : إن أئمة أهل البيت المطهرين من الامام علي الى الامام محمد بن الحسن العسكري عليهم السلام قدموا الأدلة العقلية و النقلية أن الوحدة الإسلامية من الأمور العقائدية المقدسة،وترى في مسلكهم في القرون الهجرية الثلاثة الأولى أنهم جعلوا الوحدة الإسلامية قضية تكاد ترتقي إلى مساق التوحيد و معرفة الله وجرت سيرتهم دعوة الشيعة على المشاركة في الفتوحات الإسلامية و على مشاركة أكثر المسلمين و هم من أهل السنة في أمورهم العبادية والإجتماعية والسياسية،وقد ذكرت الكتب عنهم قصص خالدة حول ذلك.
وفي قصة صلح الإمام الحسن عليه السلام مع معاوية وقصة قبول الإمام الرضا عليه السلام لولاية العهد بعد الخليفة المأمون العباسي وقصة دعاء اﻹمام علي بن الحسين عليهما السلام للجيش الاموي دلالة واضحة على ذلك.
والمحنة الكبرى ان الذين يصرون بان الوحدة الإسلامية مسئلة سياسية لا مسئلة عقدية يبتغون من ذلك ان يجعلوا من الوحدة الإسلامية حبرا على ورق؛لأن الولاء و اﻷخوة والتراحم والتناصر بين أعضاء من يوافقهم في التسنن او يوافقهم في التشيع،وبالتالي تلاشت عندهم الوحدة الإسلامية في زخم العصبية المذهبية الجاهلية المشحونة بالأنانية.
و المصيبة التي تقلق كل مسلم ان القول بأن الوحدة الإسلامية من أمور السياسية تفكك أي صلة بين السنة و الشيعة فتجد هذا السني يفرح بمقتل ذلك الشيعي وترى ذلك الشيعي يسر بمقتل ذلك السني.
و ربما أصدر ذلك الشيعي فتوى ضد حركة حماس لأنها حركة سنية،و أصدر هذا السني فتوى ضد حزب الله او أنصار الله لأنهم من الشيعة.
إن إسرائيل اليوم يقف معها المتعصبون من الشيعة و السنة و تجدهم اليوم لا يرون أي قيمة ليوم القدس العالمي.
عصام العماد
5/5/2021
Discussion about this post