السلام في اليمن على الطريقة الامريكية .
بقلم الكاتب محمد صالح حاتم.
– ماهو الجديد الذي جأت به أدارة بايدن بشأن انهاء الحرب والعدوان ورفع الحصار على الشعب اليمني؟
– مابقي من اوراق لدى التحالف السعودي الامريكي للضغط على صنعاء لتقبل بشروط السلام المرسومه من قبل الرياض وواشنطن؟
منذ وصول بايدن إلى البيت الأبيض اعلن وقف الدعم للسعودية في حربها وعدوانها على اليمن، وضرورة ايقاف الحرب ورفع الحصار، والعمل على تخفيف معانات الشعب اليمني، كلام مضى عليه اشهر ولم يلمس الشعب اليمني الجدية من امريكا على ايقاف العدوان وتحقيق السلام في هذا البلد الذي انهكته الحروب والتدخلات الخارجية طيلة عقود من الزمن، على الرغم أن إدارة بايدن كانت قد عينت ليندر كينغ مبعوثاً خاصا ًلها لليمن، والذي اعتبره البعض سحب امريكا للملف اليمني من تحت إدارة بريطانيا والتي تعتبر المعنية بهذا الملف في مجلس الأمن وكذا تعيين مارتن غريفيث البريطاني مبعوثا ًامميا ًفي اليمن.
المبعوث الامريكي ليندر كينغ كان قد اعلن عن مبادرة سلام في اليمن قبل عدة إيام او خارطة طريق، واعلن انتظاره لرد صنعاء على هذه المبادرة، والتي اعتبرتها صنعاء مبادرة قديمة وهي عبارة عن اشتراطات السعودية، وانه تم رفضها من قبل عندما قدمت خطة الاعلان المشترك التي قدمتها الأمم المتحدة هذا كلام رئيس الوفد اليمني المفاوض محمد عبدالسلام، والذي اعلن انهم لم يتلقوا مبادرة جديدة، وإن ايديهم ممدوده للسلام العادل والشامل، وانهم مستعدون للجلوس للتفاوض مع السعودية ومع امريكا بعد وقف الحرب والعدوان ورفع الحصار، وطالب عبدالسلام بفصل الملف الانساني عن الملف العسكري.
وما اتضح من كلام عبدالسلام ان امريكا تقوم بالالتفاف على الشعب اليمني، وتتلاعب بالسلام في اليمن، وتطالب صنعاء بوقف العمليات العسكرية بتجاه مأرب والتي اصبحت القوات المسلحة اليمنية على ابواب مدينة مأرب آخر معاقل الأخوان المسلمين في اليمن، فمبادرة ليندر كينغ عبارة عن مناورة تهدف لحماية مدينة مأرب، وعملية تظليل للعالم، بهدف الضغط الدولي على صنعاء وتحميلها مسؤلية تفاقم الأوضاع الاقتصادية في اليمن، بسبب رفضها لما سميت مبادرة السلام الامريكية والتي قد تكون مرجعيتها هي مبادرة كيري التي اعلنها وزير الخارجية الامريكي نهاية حكم اوباما وقبيل مغادرته البيت الأبيض.
فأمريكا ومن خلال إدارة بايدن تسعى للضغط على صنعاء بالورقة الاقتصادية والوضع الانساني،ومن خلال المناورة باسم الحوار والتفاوض وجولات لتحقيق السلام في اليمن،بالمقابل لاتريد أن تعلن وقف الحرب والعدوان ورفع الحصار على اليمن، فهي من جانب تعلن قلقها من تفاقم الوضع الانساني في اليمن ومن جانب آخر تريد ان تبقى اليمن تحت الوصاية السعودية الامريكية عن طريق القبول بخطة السلام التي قدمها مبعوثها ليندر كينغ. وهو مالم تقبله صنعاء ولن تقبله خاصة ً بعدما اصبحت تمتلك من القوة العسكرية مايجعلها تستطيع استهداف العمق السعودي ولديها مخزون كبير من الصواريخ والطائرات المسيرة المصنعة محليا ً وهو ماكشفت عنه صنعاء قبل إيام ، بل واصبحت هي من تملك زمام المعركة العسكرية على أرض الواقع.
فعلى امريكا ان تعيد حساباتها وان تعمل على انقاذ السعودية واخراجها من المستنقع اليمني الذي ورطتها فيه قبل ان تغرق وينتهي اكبر حليف لها في الشرق الاوسط…!
Discussion about this post