# الدين منطق السياسة #
المنطق علم , وهو آلة تعصم الذهن وترشد العقل وتهذبه وتهديه مراعاة للفكر والتفكير من الوقوع في الخطآ ….. ???
ولذلك فالمنطق آلة تقويم على خط طريق الإستقامة , ومحاولة لعصمة المسيرة والسير من الوقوع في الإنحراف , أو إرتكاب زلل , أو حصول خطأ أو محذور يلام ويعاتب عليه , لما يؤديه من ضرر … , ومشاكل … , وكوارث .
والدين هو وحي الله سبحانه وتعالى , المتضمن عقيدة التوحيد ( لا إله إلا الله ) , وما تشتمل عليه من تشريع ومفاهيم ومشاعر وسلوك ……. ???
ومن خلال وصف الدين بأنه وحي إلهي , فهو معصوم مستقيم , راشد قويم , يهدي ولا يضلل , ويرشد ولا يتيه , وهو خط إستقامة الكتاب الإلهي المنزل رحمة للناس أجمعين , وهو بوصلة القيادة والتصرف والسلوك والإدارة والحكم في كل ميادين الوجود والحياة , والممارسات والتفكيرات , والإندفاعات والتجاذبات , والتوجهات والمستقبلات …… ???
والسياسة … , فقد نعتها فقهاؤها وعلماؤها , وممارسوها والعاملون على أساسها , وطلابها ومريدوها , وما الى ذلك من شخوص وعلائق وإرتباطات , بأنها فن الممكن , والعمل والحراك على أساسه . وقالوا أنها فن … لأن لها ألوانآ وتقلبات , ووجوهآ وأثيابآ مزركشات , ودروبآ ومنحنيات , وأبلقات وتمحورات , وخداعات وتمويهات , ولبوسات وتشخيصات , وأنها فن من فنون التمثيل والمسرحيات …… , وكل ذلك لأنها فن فالت مطلق من كل التحديدات والتقييدات , كما هو الممثل الذي يبذل الجهد مستخدمآ الوسائل كافة المتنوعات , ليكون نجمآ في عالم الفن والمجال الذي هو متخصص فيه . وتلك هي نوع من المكيافيلية السياسية والتفكير في ميدان الفن والتمثيل والمسرحيات ……… ???
فالسياسة فن الممكن , كما هو الفنان الممثل هو فن المقدرة والإقتدار , لا فرق بينهما ; إلا أن هذا ميدان سياسة , وذاك ميدان تمثيل وظهور على المسرح , فهما متوافقان … , متماثلان … , متشابهان … , منسجمان … , هدفآ وغاية , ومنطلقآ وحراكآ , وسيرة عمل منتج , معرض للخطأ والفشل والخطل … , وللنجاح والإبداع والتوفيق ……… ???
فإذا عزلنا الدين وفصلناه عن السياسة والمجتمع بما هو منطق وآلة عاصمة عن الوقوع في الخطأ , فالسياسة حرة طليقة , تعمل على الهوى والمزاج , وعلى الطموح الإنساني الطاغي النابع من غريزة حب الذات اللامهذبة , واللامهداة , ولا المرشدة , ولا المبوصلة على خط إستقامة التفكير المقوم المخطط له وحيآ , والسلوك الحسن المستقيم المأمور التصرف على أساسه كما هو مبسط في القرآن ………. ???
ولذلك تبقى السياسة فن الممكن , وخاضعة للتغيرات والتقلبات , طبقآ للأهواء والأمزجة , والمصالح والمنافع , التي تتحكم فيها الرياح الهابة والعواصف القاصفة , والأعاصير والمنخفضات , وتقلبات حراك الجو السياسي وتجاذبات القوى الكبرى المتسلطة طغيانآ وإحترابات , وإستعمارآ وإحتلالات , ونهبآ وسرقات , وما الى ذلك من دواهم وفزاعات , ودواهي وزمجرات , وتوعدات وحصارات , وعقوبات وتهديدات ……….. ???
وأما إذا إرعوت السياسة وإستحكمت وضعها , وإنصاعت من أجل ثبات وإستقامة خط سيرها , وسلمت قيادها الى بوصلة حكيمة تحسن صنع قيادتها وتدبير أمرها , وحفظها من الوقوع في الإنحراف , أو الخطأ , أو الزلل , أو الميل جنحآ الى ظلم وتعد , وجور وإستئثار , وباطل ودمار , وما الى ذلك من أخطاء وزلات , وإنحرافات وميول ………. , فإنها تكون في مأمن وسلام , وصحة وإستقامة , ونفع وعدل , وإرضاء وقناعة , وإنسجام وتعاون ….. , وتكون قد ملكت عناصر قوتها من خلال إستيحاء عصمتها من بوصلتها الموحى اليها , التي تهديها وتهذبها وترشدها …….. فيكون عطاؤها عدلآ وإعتدالآ , بلا ميل أو إنعزال , وحقآ وإستحقاقآ , بلا إثرة أو إستئثار , ……… ???
وعلى أساس كل هذا , تكون السياسة بدلآ من فن الممكن وعلى أساس الهوى والمزاج والمصالح والمنافع اللامشروعة ; فإنها تتحول الى ” أداء علم الواجب ” , والسير بموجب تشريعات موحاة صالحة , وقوانين معصومة حكيمة مدروسة مخطط اليها إلاهيآ , ومفاهيم قرآنية جاهزة معدة , وسلوك أخلاقي نبيل مرسومة خارطته في القرآن وسيرة الرسول النبي محمد وإله المعصومين الميامين والأولياء والصالحين أسوة وقدوة …………???
وبذلك تكون السياسة المتبعة على هذا الأساس , أنها إدارة عدل وإستقامة , ومسيرة قيادة واعية حكيمة , تفرض وجودها وطريق ومنهج حاكميتها قناعة , وعلى أساس الرضا والإنسجام بين القيادة والقاعدة ……. , وبين السياسي القائد الصالح المكلف إدارة وخدمة , والشعب المعتقد المؤمن الآمن المطمئن المخدوم السعيد الرغيد عيشآ , والمتجاوب المتعاون سلوكآ وتعاملآ وإنتظامآ …… ???
وذلك هو تحقيق قول ” الإسلام يقود الحياة ” , وأن السياسة علم أداء الواجب ….. وأنها جزء لا ينفصل , أو ينعزل , أو يتجزأ من كيانه العام التام , الذي هو نظام دين الإسلام , حتى تكون السياسة الجزء من الكيان بمعية الأجزاء المتشابكة المترابطة العاملة إشتراكآ ووحدة تحريك , قد أدت وظيفتها , وأنجزت واجبها , وحسنت صنع عملها , وفاضت ثمارها عطاءآ ونتاجآ ……. ???
والحمد لله رب العالمين ……
حسن المياح ~ البصرة .
Discussion about this post