…………. هاجس قلم………
محمد حسين فايع
كثيرة هي الاحداث الني قدمنا لها قراءات وكثيرون هم الاشخاص الذين قيمنا مواقفهم ومن ثم توجهاتهم لنصدر في النتيجة احكامنا عليهم.. لنكتشف بعد ذلك كم من الاخطاء، في قراءاتنا وتقيماتنا وتقديراتنا وكم كانت احكامنا متسرعة وخاطئة وقد تكون مجحفة بحق اولئك الاشخاص
واعتقد ان مرجع تلك التقيمات والاحكام الخاطئة هو اننا نتعاطى مع الاحداث والمواقف بما تملي علينا ردود فعلنا المتسرعة.. الناتجة اصلا عن سطحية وجزئية في النظرة لذلك الحدث او لموقف ذلك الشخص دون ان نلحظ النظرة العميقة والشاملة للحدث او الموقف.
اعتقد انني شخصيا بحاجة دائما الى مراجعة قراءتي ومواقفي وتقيماتي وخاصة من الاشخاص بل في حاجة ماسة الى الاعتذار وطلب المسامحة من كل شخص وضعت لهم يوما من الايام تقيما وبنيت عليه احكام متسرعة تجاههم.
على هذا الصعيد اسمحوا لي ايها الاعزاء ان اوضح امرا هاما مرتبط بموضوع القرأءات والتقيمات والاحكام الخاطئة والمتسرعة، فمن خلال مسيرة احداث ووقائع مواجهتنا لتحالف العدوان على مدى مايزيد عن خمس سنوات نجد انه مع كل حدث وفعل تصعيدي للعدوان وخاصة على المسار العسكري او الامني يكون لنا جميعا ردود فعل غاضبة وهذا امر طبيعي وهو ما يجب ان يحدث دئما الا ان ردود فعلنا وخاصة اعلاميا قد تصل بالكثير منا الى استبطاء القيادة والتساؤل لماذ؟ لا ترد!!.. ثم نبداء بعد ذلك بوضع المقترحات والحلول ونعمل على استعجال القيادة الى الاخذ بتلك التدابير والردود التي نراها بحسب تقديراتنا صائبة… لكننا فيما بعد طالما اكتشفنا ان تقديراتنا تلك كانت خاطئة ومتسرعة سواء في مضمونها او في توقيتها ولو ان القيادة عملت بها لكانت نتائجة مخيبة وغير مؤثرة على العدو بل لحدث ماهو اسوء من ذلك لكان ترتب على فعلها وتوقيتها المستعجلين نتائج تصب في مصلحةالعدوان.
ان اكتشافنا لذلك يتجلى اكثر، حينما تنفذ القيادة بعد حين عملية الرد والردع عندها يتضح لنا بجلاء ان عملية الرد جاءت في وقتها فعلا وكانت بكل مافيها الى نتيجتها عملية وفعل حكيم ومؤثر
اذ يتضح لنا ان العملية لم تنفذ الا بعد ماوصل العدو الى مرحلة من التمادي ظن معها انه اصبح من يمتلك التحكم بكل عناصر المبادرة وانه اصبح بمقدوره الاستمرار في اجرامه المتمادي.، بينما كانت تقديرات القيادة الحكيمة تعمل على تهئية ارضية مكتملة في اطار السنة الالهية وحينما تصدر التوجيهات لتنفيذ عملية الرد الرادعة فان عملية التنفيذ تتم في الزمان والمكان الذي لا يحتسبه العدو وبفاعلية وبتاثيرين كبيرين ومؤلمين للعدو وعلى كافة الاصعدة والمجالات
في مسار العملية تتجلى ان على مستوى خطتها اوطريقة تنفيذها او على مستوى النخبة التي نفذتها اعلى مستويات الحكمة واعلى الوعي الايماني واعلى مستويات التحرك والفعل الحكيم، وهكذا يتضح لنا وللعدو بواقع الفعل ان العملية بكل بقيادتها التنفيذية الميدانية وبجميع افرادها نخبتها وبكل وسائلها المستخدمة قد ادىالجميع وظيفته على اعلى مستوى من النجاح والفاعلية التأثير ..
في النتيجة يجب ان ندرك قضية هامة مفادها ان حكمة ووعي القيادة بكل امتدادات وتاثيرات توجيهاتها انعكس بالفعل من خلال ماجسدته وتجسده تلك النخب الايمانية المنفذة من ايمان واعي وبصيرة وتحرك حكيم وهو لعمري مستوى لا يلقاه الا ذو حظ عظيم.
اللهم صل على محمد وآله، وبلِّغ بإيماني أكمل الإيمان، واجعل يقيني أفضل اليقين، وانتهِ بنيّتي إلى أحسن النيات، وبعملي إلى أحسن الأعمال »
Discussion about this post