– تعامل الشيطان مع وضع اليمن في هذا العصر بطريقة أسرع مما تعامل بها في عهد النبي محمد ، فلم يوعز لعبيده في التحرك لقتل حامل الحق النبي محمد الا بعد 13 عاما من الدعوة للحق ، أما في اليمن فقد أوعز لعبيده للتحرك لقتل حامل الحق السيد حسين الحوثي بعد أقل من سنتين ، وكما أستقوى النبي بأهل اليمن وهاجر إليهم كان الشهيد القائد كان قد هاجر إلى قلوب وافئدة أبناء اليمن وأستمر الحق ماضيا وحاضرا ولو كره (عبيد الشيطان)
بقلم د.يوسف الحاضري
كاتب وباحث في الشئون الدينية والسياسية
abo_raghad20112@hotmail.com
– كلما جاء الحق وأهل الحق الى مجتمع غارقا في وحل سيطرة وتحكم الشر وأهل الشر فإن الشر يتحرك بكل طاقاته وإمكانياته وحملته لإيقافه وإشعال الصراع ضده بجميع الطرق والأساليب وهذا ما سطره القرآن مع كل نبي ومع كل حدث ولم يكتف الله سبحانه وتعالى بتسطير الأمر مع نبي واحد والتي ستكون سنة من سنن الله ضمن الفطرة البشرية ، فسردها في كل حدث وقصة ومع كل نبي بل انه سرد مع كل نبي معظم الصراعات التي عاشها وفصلها تفصيلا نذكر بعض الآيات ( فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوا آَلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ ) وقال ( قَالُوا لَئِنْ لَـمْ تَنْتَهِ يَا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْـمَرْجُومِينَ ) وقال ( قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آَلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ لَئِنْ لَـمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا ) وقال ( قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَـمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ) والقران مكتظ بهذه الأمور التي تعطينا رؤية عامة وعميقة وثابتة وموثقة بأن الحق والباطل في صراع دائم لا ينتهي حتى آخر الزمن الدنيوي ليصلا إلى الله يوم القيامة ليفصل بينهما بالعدل .
– كان قوم نوح وقوم إبراهيم والمصريين في زمن يوسف وووو حتى الوصول إلى قريش في عهد النبي محمد كانت هذه الاقوام والقرى تعيش حياة مستقرة في الجانب الأكل والأمن (الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف) ، فلماذا أرسل الله الأنبياء مادام أمور الناس المعيشية من أكل وشرب مستقرة ؟ هل تسائلنا ووقفنا كثيرا عند هذه النقطة وتأملنا الى وضع القرشيين قبل عهد النبي محمد كيف كان الوضع مستقرا وما إن جاء محمد صلوات الله عليه وآله حتى بدأت المشاكل تجتاح مكة وأهل مكة جميعا ، لدرجة أن ابو وأم عمار بن ياسر الذان كانا في وضع مستقر قبل محمد وكانا يعيشان في أمن وأكل وشرب وما إن جاء محمد حتى تم ربطهما بالأرض وقتلهما ، وكذلك كثير من الشباب كانوا يعيشون حياة رفاهية ومسابقة في الفخر والعلو على بعضهم البعض وما ان جاء محمد حتى تشتتوا في الأرض منهم من تم ضربه ضربا مبرحا وشارف البعض على الموت وبعضهم تشرد (هاجر) في الأرض وهرب الى أرض الحبشة تاركا أرضه وأهله وبيوته وأمواله وكل شيء وراء ظهره ، بل وصل الأمر الى ان يحصل صراع وصدام بين الأب وأبناءه والأخ وإخوته و و و ، فلماذا هذا الوضع ؟؟ ولماذا لم يكتف الله بتوجيه نبيه بأن ينزوي في مكان ويعلق لافتة عليها (من أراد الدين الحق فليأتي إلينا وعيشوا حياتكم طبيعي وتقاربوا وانصهروا مع الباطل واهل الباطل فلن نشق عليكم ولن نكلف عليكم ولن نجعلكم تدخلوا في مشاكل خاصة وأموركم سابرة )؟؟ لماذا ما كانت تأتي الرسالة الدينية على شكل مكمل للوضع المعيشي والامني والمجتمعي بحيث ان الأساس يكون الاكل والشرب وآذا ما تضرر مصدر أكلك ومعيشتك لا مشكلة أن تتدين وتقوم بالطقوس الدينية لله لكن اذا حصل مثلا أدنى ضررا بمصدر معيشتك واكلك وشربك فلا يجب ان يكون الحق والدين حاضرا بل يترك على جنب حتى نلقى طريقة تتناسب مع الوضع ولا يضرنا شيئا في (الراتب) او نضحي من اجله بدماءنا ونرهق أنفسنا ونتعب ؟؟؟
الإجابة على هذه التساؤلات التي تتواجد حقيقة في قلوب وافكار كثير من الناس ولو بصور أخرى ويكررون نفس الكلام الذي كان يطلقه منافقوا عصر النبي (ان محمد شقبة ) اي نحس وبلوى وكنا في حالة مرتاحة ومستقرة وما إن جاء حتى جاءت المشاكل معه وبدأ الأب يتقاتل مع ابنه والاخ مع اخيه ووو إلخ ، حيث يكررون في عصرنا ان السيد الحوثي والمسيرة القرآنية (شقبة) على المجتمع اليمني حيث كان الوضع تمام والراتب شهريا وماكان به حرب هكذا وشهداء وتضحيات هكذا !! فالنفاق يتوارث جيلا بعد جيل ؟؟ هؤلاء هم أساس البلاء نفسه وهم أهم عناصر القوة للباطل وللشيطان لأنهم يدعون أنهم من يمثل الحق ويتقمصون لباس الحق ويظهرون بمظهر الحق ،لأنهم الخط الأول الذي يتصدى للحق عندما يتحمل حاملوه مسئوليتهم للتصدي للباطل المستشري في مجتمع ما فينشرون هذه الافكار والأطروحات بلغة الناصحين المحبين الذين يحملون على عاتقهم مسئولية رفاهية المجتمع وحب الخير له ، وبالعكس عندما يتحرك الباطل للتصدي للحق نجدهم اول الناس ايضا المثبطين المرجفين ( وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا ) حيث أصبح منطقهم ( أمريكا والسعودية و17 دولة تحركت وحشدت جيوشها وما هي الا اياما معدودة ويقضوا على المسيرة القرآنية وأهلها ) لذا يجب ان نجد لنا مكانا شاغرا مع التحالف لكي نعتز بعزة أمريكا وقوتها وبترول السعودية وابراج الإمارات الزجاجية ورفاهية تركيا ، بدل ما نحن جالسين مع الحوثيين كل ايامهم وتوجيهاتهم أحشدوا للجبهات ، إنفروا في سبيل الله ، قاتلوا الشر ، أنفقوا في سبيل الله وغيرها من أمور لا تتناسب مع رغباتنا وغاياتنا !!! نعم فهذا منطقهم وان لم يتكلموا به لفظيا فقد تكلموا به عمليا العمل أبلغ من الكلام .
– إن لم تكن أمريكا والكيان الصهيوني وأدواتها من الانظمة السعودية والإماراتية هي الشر ورأس الشر والباطل في الأرض فمن ياترى سيكون بل يا ترى ما مفهوم الشر والباطل الحقيقي ان لم يكن ما قاموا ويقومون به هو الشر المحظ؟؟ لذا كان أحكم قرار وأكثره إيمانا وإرتباطا بالله وبمنهجية انبياءه ورسله وكتبه هو قرار (المواجهة ضد امريكا وأدواتها) الذي أتخذه احكم من في الأرض واكثرهم إيمانا وإرتباطا بالله السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي حفيد النبي محمد نسلا وفكرا ومسيرة وصراطا وقرآنا ، لأنه لو لم يتحرك للوقوف في وجه الباطل فلن يقوم للحق وأهله قائمة بعد ذلك لأن الصراع بين الحق والباطل سنة من سنن الله في الخلق دون النظر الى ما يمتلكه الباطل من امكانيات عظيمة وكبيرة بعكس الحق فالنصر لا يحدده أمكانيات بشرية بل هي خاصة بالله (نصر الله – ينصر من يشاء ) ، والعام السادس يكشف عورة الباطل واهله وهشاشته وجوفائيته ويظهر قوة الحق وأهله وعظمته وتمكينه وتمكنه ، أكتشف كل ذلك كدليل إضافي للمغفلين الغارقين في ضلال الباطل ولم يستطيعوا ان ينظروا او يسمعوا او يفقهوا للحق (لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها اولئك كالأنعام بل هم اضل ) نعم فهم أضل من الحمير والكلاب والبقر والغنم وغيرها من الأنعام الذين مازالوا يراهنون على الشيطان الأكبر امريكا بعد 6 سنوات من الآيات الربانية الظاهرة الواضحة البينة العظيمة فهو لن يكون اكثر من حبة ذرأها الشيطان في النار (ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الإنس والجن) .
– القتال والجهاد والتحرك هو الذي يرفع الإنسان ويجعله عزيزا بعزة الله ويجعل له مكانة في الدنيا وإن أستشهد في سبيل الله يكون ممن قام بمسئوليته على اكمل وجه كما يريد الله فأستحق التعجيل في الجزاء قبل يوم الجزاء (بل احياء عند ربهم يرزقون) لأنهم أظهروا الحق قوة لا يقبل الرضوخ للباطل وقيادة الباطل المتمثلة في الشيطان ضد قيادة الحق المتمثلة في الله عز وجل فقدموا الله عزيزا عظيما قويا ولم يظهروه ضعيفا مسكينا بائسا كما هي حال تلك المناهج الباطلة الشيطانية التي يدعي اهلوها انها منهجية النبي محمد صلوات الله عليه وعلى آله .
– من يسر الله لنا انه جعل لنا القتال والتضحية بالدم والروح والمال (خيرا لنا) وهذه من رحمة الله ان يكون الأمر كذلك ( كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ) بل جعل فيها الحياة الدائمة الأبدية (بل احياء عند ربهم) وهذا من تيسيره لنا في التحرك للدفاع عن انفسنا اساسا ضد المعتدي الظالم الجبار المتكبر ، فنحن ونحن نتحرك للدفاع عن عزتنا وعرضنا وكرامتنا نكون الرابحين في كل الأحوال ولا نخسر شيئا وهذا من لطف اللطيف لتسهيل هذه العبادة التي هي الأساس وهي الأهم لبقية العبادات ، والتي لابد ان يبقى الباطل منكس رأسها خاضعا ذليلا مطرودا ملعونا كما هو حال حامله الشيطان الذي طرد ولعن وأذل وكسرت شوكته ومكانته واصبح ملعونا للأبد ، فكن من اتباع من تريد ايها الإنسان ، وتيقن ان الاكل والشرب ليست سوى وسيلة للقيام بمسئوليتك في الحياة وليست للتمتع والتلذذ وإلا فما تشبع في الدنيا بجزء من وجبة شهية مهما كبرت فتكتفي بجزء منها وتأنف البقية حتى لو كانا عسلا يسيل ولحما مشويا فتتركه وراءك ، عكس الجنة الذي يكون الأكل والشرب فيها ليس لسد حاجة الجوع والعطش كما هو حالها في الدنيا بل سيكون للمتعة واللذة وهذا يعني انه لا يكون هناك جوعا وعطشا ومقابل له لا يوجد شبعا وارتواء ، فلا تجعلها مقياسا لك وتزن نفسك وتضعها بدراهم معدودة بل اجعل قيمتك الاسمى التي وضعها الله وحددها لك ( إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ الْـمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآَنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) الجنة ومن سيعطيك قيمة اكبر من الجنة فبع نفسك له ان وجدت يا اصحاب الوعود والخمسمائة ريال سعودي !!!
#د_يوسف_الحاضري
telegram.me/goodislam
Discussion about this post