بقلم /عفاف محمد
إعلامنا الحربي لم يكن ماكينة إعلامية كبيرة تدير مؤسسات وفروع وكوادار إعلامية متنوعة، وتحركها أجهزة حديثة ..وفريق منظم، ووو…الخ مما تحتاجه مؤسسة إعلامية ضخمة لتحقيق نصر إعلامي كبير وإن كان مخالف للواقع ..
إعلامنا الحربي عبارة عن كاميرا صغيرة على كتف مجاهد بسيط ..قد يكون مصور محترف ولكنه لاينتمى لشبكة واسعة ،ولايحمل تقنيات خاصة .
في بطون الجبال والوديان في زمهرير الشتاء وحر الصيف يحمل تلك الكاميرا، وداخله إيمان وثقة بالله وعزم شديد لنقل الصورة الحقيقة من ارض المعركة للعالم ..
يرافق المجاهد اليمني البسيط تلك الطبيعة الوعرة التي التحمت مع الفرد اليمني وباتت هي من تسانده بتسخير إلهي ،يعدو في تلك الساحة مدافعاً عن أرضه ومقدراتها ..وكأنه نمر افريقي شرس ،يحمل أسلحته البسيطة ويجابه من تساندهم غرف العمليات المتقدمة ،وخطط عسكرية وهندسية ابتكرها عباقرة من الخبراء الأجناب ،ومع كل ذلك فشلوا امامه ،فهذا المجاهد يلتقط بتلك العدسة الصغيرة صوراً ينذهل لها الرائي ،ولو كانت تلك المشاهد محكية لما صدقها عقل لبيب ، لأنها قد تعد أمور خارقة ..!
ودور الإعلام الحربي البسيط هو أن اوصل تلك المشاهد العجيبة الغريبة،بمصداقيتها ،
تتملك العدو الرهبة امام تلك المشاهد العظيمة، ويتملكنا الفخر امام مشاهد علقت في الأذهان سواء لمجاهد سطر أعظم البطولات بأبسط الآلات، مثل ولاعة ،او حجر، او سلم من حبال ..!
او مجاهد خلف مشهد إنساني عظيم مثل مشهد ابو قاصف وغيره وغيره ممن اذهلونا بمواقفهم الشجاعة الشهمة ..
وعندما نقارن بين جيش العدو الإلكتروني الذي شروه بملايين الدولارات وجندوا له آلاف المحترفين ،وبين إعلامنا الحربي نجد فرق شاسع في الواقع ،وحبل الكذب قصير كما يقال ،ومهما مووهوا ،ومهما زيفوا، ومهما فبركوا ،فالمشهد المزيف سرعان ما يهتك ستاره ويتضح زيفه ،العدو يمكر ويؤمن بنظرية إكذب ثم إكذب ثم إكذب حتى يصدقك الناس ،لكن ذلك لايجدي ولايستمر .
تلك العمليات الأسطورية مثل عمليتي نصر من الله والبنيان المرصوص ،سطر من خلالها المجاهدين أروع الصور والتي تبهت المتتبع لخطواتها وإنجازاتها ،ماتم الاستيلاء عليه من مساحات شاسعة، ومن عتاد ومن عدة ، والعدد المهول من الامأسورين والفارين ،يعد أمراً مهول للغاية ،إنتصار عسكري مبهر ،ان إنتصار المبادئ والقيم ،إنتصار للنزاهة والشرف والمصداقية إنتصار للدين .
المشاهد تتوالي علينا من الإعلام الحربي وتوثق ذلك الإنكسار للعدو ،والإنتصار الساحق لرجال الله ،فسلام الله على إعلامنا الحربي الصادق الشفاف ،وعلى مجاهدبنا الأشاوس الأبطال من سلاحهم الحقيقي هو الإيمان بالله ،وهو من يؤيدهم بنصرة ،وسلام الله على قيادتنا الحكيمة التي لها الدور الأول في الإرتباط المباشر بين العبد وربه ،وتسهم ايضا في غرس القيم الأصيلة والمبادئ السليمة التي ترقى بالفرد وتنعكس على سلوكه ،ويكتسب الفرد المؤمن المهارات من خلال مايواجهه من محن، و يتشد عزمه ،وبالتالي يتقن عمله ويثمر خيرا يعم الجميع .
Discussion about this post