✍اشواق مهدي دومان
كاتبة سياسية يمنية
لا تذكروا آلهتنا بسوء ، من هنا يبدأ الظلم و يسترسل الظالمون في ظلمهم لبني جلدتهم ؛ فالجاهليون قدّسوا أحجارا مرسوم بها آدميين ، و امتد فكرهم بعد تحطيم رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله و سلّم ) للأصنام في فتح مكة و إطلاقه للطلقاء ، حيث فرّ أولئك الطلقاء و لم تفرّ منهم عقيدتهم و هي عدم تقبل فكرة العبودية للّه و حده ، و ترك عبادة الأصنام التي اهترأ مفهومها و اهتزّت صورتها و قيمتها برؤيتهم لها محطّمة ، مكسّرة ، مهشّمة ، عاجزة تماما عن دفاع عن النّفس ، و بالتّالي : كيف ستدافع عن الغير ؟
ففرّوا و انطلقوا معلنين ظاهريّا الاستسلام للّه لكنّ أعماقهم حكت و نسجت قصة كفر و جحود من نوع جديد يتناسق و ظرفهم النّفسي المصدوم ، و معنوياتهم المنحطّة من تحطيم الرسول و من معه لمعبوداتهم الجامدة ، و هي تؤمن بصمتها بلاحول ولاقوة إلا باللّه ،،
هرب الطلقاء و في النّفس حاجة لمعبود لكن لحقدهم على محمّد يريدون معبودا غير معبود ابن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم ، فأظهروا الإسلام و ظلّ الكفر يخامر قلوبهم و أفئدتهم و منهم ، و في ظِل هذا الفكر نشأ مؤسس دولتهم ( معاوية) آخذا عن أبيه حاجته لعبادة شيئ لكن الشّرط الأساسي ألا يكون ذلك المعبود هو اللّه وحده و هو نفسه معبود محمّد بن عبداللّه ( صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) ، دليل ذلك خواتيم عمر معاوية الذي مات على فراشه مرتدّا و الصّليب على صدره ، و قبل ذلك جعل من نفسه إلها يعبد حيث مجّد ، و بجّل نفسه ، و قتل كلّ ثائر يثور للّه ، و لعقيدة التّوحيد، و الايمان المحمديّ ، فقتل عليّا الذي شهد له رسول الله أنّ القرآن معه و هو ( علي ) مع القرآن ، وقتل ولده يزيدُ الحسينَ في تناقل لراية الجحود بمحمّد و آله ، و قبل ذلك قتلت أمّه ( هند بنت عتبة ) الحمزة بن عبدالمطّلب ، و تراتل و تراسل بين أولئك المرتدّين بُغض النبي و آله في دولتهم الأمويّة حين ذكر يهوديّ في مجلس هشام بن عبدالملك رسولَ اللّه بسوء و لم تهتز شعرة لهشام ما يدل على أنّ رسول اللّه خارج عن إطار معتقدهم بالإيمان به كنبيّ و رسول ، و لكنّ إيمانهم به كان مخرجا و رثوه من أبي سفيان زوج هند قاتلة حمزة ، و لا يغيب عن الفكر أن حمّالة الحطب : زوج أبي لهب ( أم جميل ) هي أخت أبي سفيان أي: عمّة معاوية ، و بهذه الأسرة التي شنئت رسول اللّه و آله امتدّ ظلمهم لآل البيت فتوارثوا فكرة التّخلص بالتّصفيات الجسديّة من حملة راية محمّد و آله ، و من ناصرهم ، و التّاريخ زاخر ومليئ بقصص قتل بني أمية لكلّ محبّ أو من يحمل راية محمد بن عبداللّه و آله من قريب أو بعيد ، فكيف ببغض آل بيته فقد جعلوه تقرّبا منذ حمزة و إلى زيد بن علي بن الحسين الذي قتلوه بكل استمتاع مخرجين غيظ نفوسهم فقتل، و تمثيل، و صلب ، و حرق لجثته الطّاهرة ، و ذرّ رماد جثته في نهر الفرات مايوحي بعقدة نفسيّة و فوبيا حقيقيّة عاشها و يعيشها المنافقون من كلّ مؤمن حرّ .
كلّ ذلك هو فكرهم الذي امتد إلى ابن تيمية محلل تعذيب و حرق و ذبح و سحل وصلب من يعارضه، و من ابن تيمية الذي نشأ فكره متأثرا باليهود الذي كان يتردّد إليهم في دمشق بسوق الورّاقين حين أخذ منهم فكر تجسيد اللّه، و تجسيمه ، و وصفه كوصف بشر مع أنّه المعبود الذي ليس كمثله شيئ ، وهكذا إلى محمد بن عبدالوهاب المدعوم من اليهود و مؤسّس الفكر الوهابيّ الذي ينتهج منهج بني أميّة في :
– لا تذكروا الهتنا بسوء – و في مقابلها سبّوا و اشتموا من كفر بآلهتكم و آمن بربّ محمّد ، فكان التّخلص ممن يذكر آلهتهم بسوء عقيدة و ثقافة ، و آلهتهم في ثقافتهم المنتميّة لفكر اليهود هي ذات فكرة أبي سفيان في الاصنام و نفسها فكر معاوية و يزيد في تنصيب أنفسهم آلهة يُعبدون ، و كلّ مستكبر يعدّ نفسه إلها و ما إبليس و فرعون إلّا من جاهروا بالكفر و إلّا فالمنافقون كُثُر ، و إلى اليوم وجدنا سلمان و من قبله و من يدعو إليه يعبد لكنّه كبني أميّة يشترط في معبوده أنّ يكون مجسّما و هنا يعبدون أنفسهم و يعبدون أصناما بشريّة ؛ فبنو سعود و من على شاكلتهم وترامب يتبادلون العبوديّة ، حيث سلمان يعبد ترامب ، و ترامب يعبد المال و شيطان المال و كلّ بقرة حلوب يعبدها ترامب لكنّ عبادته خرجت عن منهجيّة التّقديس فقد رأينا ترامب حين استهزأ و سخر من بقرته الحلوب ( سلمان ) أمام جمهوره و أمام العالم ، ذلك لأن ّ كلّ صنم يضع نفسه حيث يشاء ، أو بمعنى آخر إنّ ترامب يمنّ على سلمان أنّه من وضعه و نصّبه إلها معبودا في الحجاز كعمر بن الخطاب حين صنع له إلها( في جاهليته ) من تمر فكان كلّما جاع أكل منه ، و لهذا نجد الوثنيّين لليوم من بوذيين و غيرهم يتقرّبون لأصنامهم بتقديم وجبات غذائيّة ، ولعلّه امتداد الفكر الماديّ الوجوديّ التّجسيمي التّجسيدي الكافر باللّه ، و المؤمن بعبادة معبود لابد أن يكون مادة أو جسدا ، ليجد هذا الفكر السّخيف من آل محمد شهابا رصدا يؤمن باللّه ربّا ومعبودا لاشريك له و هو معبود نراه في مخلوقاته و صنعه المتقن و في ضره و نفعه و استجابته لعباده و حبّهم و تمكينهم و نراه في صفة الكمال و العظمة و الذي وحده ليس كمثله شيئ ، ربّ نؤمن به غيبيّا فهو وحده عالم الغيب و الشّهادة ، و سنواجه أموييّ هذا العصر بمنهجيّة رسول معبودنا الواحد الأحد الفرد الصمد ، سنواجه التجسيدييّن الذين لايؤمنون إلّا بالجسد و غرائزه و يضعون صنمهم ليأكلوه إن جاعوا و قد امتدت عقيدتهم إلى اليوم في فكر : ” ثورة الجياع ” حين لم يثوروا على عقيدة تُحرّف و إسلام يشوهه الوهّابيّون و شعب يقتل في اليمن ، و أرض و عرض ينتهك و إيمان باللّه و رسوله و كتابه يُميَّل عن الصّراط السّوي، لكنّ ثورتهم كانت كثورة جاهليي العصر الجاهلي ، ثورة بطون لا تشبع و علوم لا تنفع ، و عيون لا تدمع ، و دعوات لا تُسمع .
و نعم نحن نرزخ تحت وطأة فاقة و جوع و فقر لكن المسؤول عن ذلك هو من صنع ذلك الجوع و الفاقة و الفقر و المرض و هم قادة من يتداعى لثورة الجياع ( كما يسمّونها) ، إنّ قادتهم ترامب و بقرته سلمان و بنو زايد و حميرهم و مطاياهم مرتزقة العدوان و منافقو العصر و الأوان ، فهذا كلّ ما في الأمر ؛ و لهذا لم يوفق أصحاب شعار : ثورة الجياع حتّى في تسميتهم و حملتهم الإعلاميّة ، و شعارهم الذي تكشّف للعاقل و المتامل أنّها نهقة ترامبيّة سلمانيّة حماراتيّة وهابيّة أمويّة سفيانيّة معاوييّة يزيديّة جاهليّة تلبس ثوبا عصريّا ، للالتفاف على انتصارات رجال اللّه ، و تركيعهم و تطويعهم للمحتل الأمريكي الغازي الباغي نفطنا و غازنا و خيرات بلدتنا الطّيّبة ، ،
و لكن ما لم أستطع الرّبط بينه هو شعارات حملاتهم من :
ثورة الجياع إلى : بسمتي أو سلاحي ابتسامتي !!
فمتى كانت الابتسامة سلاحا لثورة و هيئة و صورة لثوّار ؟! إلّا لو كانت ثورة عاهرات الرّايات الحمراء ، فوحدهن من يبتسمن لزبائنهن، و وحدهن من يرفعن شعار : ابتسامتي سلاحي و المتعارض مع الجوع ، فذلك ربط شاذ و نشاز و ممحوق و آفل ،،
فكيف ثورة و كيف ابتسامة و ( مشخرة )
أفيدونا – يا أصحاب شخرارة الرّايات الحمراء – التي يجددها ترامب و تاريخه المعروف في محفوظات الصّحف الالكترونية و غيرها ب أنّه …….
فيا أصحاب ثورة الجياع : كيدوا كيدكم ، فلن تجدوا إلّا أحفاد حمزة و محمد رسول اللّه و علي والحسين و زيد، و والله لو وضعوا الشّمس في أيماننا، و القمر في أيسارنا ما تركنا حفيد رسول اللّه سيّدنا و قائدنا / عبدالملك بدر الدين الحوثي ، صاحب ثورة القرآن الحقيقيّة ، و الذي عبد اللّه وحده ، و دعى للقرآن مسيرة و نضالا ، و قال : اصبروا و صابروا و جاهدوا، و مضى في سبيل واحد هو سبيل اللّه بينما تفرّقت بكم السّبل فهنتم و ثورتكم يا :
جياع المبادئ و القيم ، و السّلام .
من أرشيفي للعام الماضي
Discussion about this post