✍ عبدالرحمن الحوثي
كاتب ومحلل سياسي
الحلقة التاسعة
8/10/2019
لطائف نتائج الأعمال على المستوى الفردي والمجتمعي والدولي
الجزء 1من2
➖➖➖➖➖➖➖
الخبير العليم, القادر على كل شيئ, العدل, الذي أبدع في الخلق, وجعل لكلٍ ناموس يسير عليه بنظام لا يختل, كل مخلوقاته واقعة تحت قهره وسلطته سبحانه.
الإنسان هو المستخلف في ارض الله المأمور برفع كلمة الله, بإعمار الارض, بالسير على الهدى الذي يؤدي إلى رجوعه الجنة.
قال تعالى “”وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ”
جعل الله الجزاء لأعمال بني آدم بعد الحساب يوم القيامة إما ثواب يفضي الى الجنة او عقاب يجر إلى النار.
الحياة هي مبنية على الاعمال, وكذلك الجزاء مبني على عمل إبن آدم.فمن كان عمله موافق للنواميس الإلهية التي جُبل عليها الكون.
فمن كان عمله يمثل عملآ إيجابيآ_ متوافق مع الفطرة التي هي مطابقة للدين الحنيف_سيكون مردود هذا العمل في الحياة الدنيا إيجابيآ على صاحب العمل, بغض النظر عن الجزاء يوم القيامة الذي سيحرم منه من كان غير مسلمآ, او من كانت نيته لغير الله كالرياء وغيره, ولكن الجزاء الدنيوي سيوافق عمله.
نرى أن الغرب قد فهم هذه السنة الكونية فعمل على بناء الأرض, وسعى نحو العلم وهذه من الإيجابيات فكان المردود عليه الإزدهار والبناء في بلده…مردود إيجابي علمنا إياه سبحانه بقوله “”وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا”
ولكن حياتهم هناك يسودها الضنك والتعب وعدم الهدوء النفسي الحقيقي لماذا؟ لأن عدم الإيمان بالله فعل سلبي ومردوده سيكون سلبيآ قال تعالى “”وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا*لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدًا*”” وهكذا.
الشاهد فيما نقوله هو أن الإنسان بعمله يحدد نوع الحياة التي سيعيشها, يحدد مكانته وقدره بين المخلوقات, يحدد هل يعيش حياة إيجابية ام سلبيه.. وكذلك يحدد حياته يوم القيامه بالطبع مع ثبوت قاعدة التوبة للعاصي من الجزاء, واما اثر العمل الذي فعله فلابد أن يناله إن خيرآ فخير او شرآ فشر.
جميعآ نعرف قصة أبينا آدم مع إبليس…كان سلام الله عليه في نعيم العيش, فأغواه الرجيم فماذا حصل…نعم إستغفر آدم ربه وتاب الله عليه ولكن نتيجة عمله السلبي عادت عليه سلبيه فاستحق الخروج من ذلك النعيم إلى النصب والتعب.قال تعالى “”وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ”” تظلما نفسيكما بالنتيجة السلبية.وقال تعالى””فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ””
تاب عليه كي لا يعاقب يوم القيامه, ولكن أثر عمله السلبي اصابه بنتائج سلبيه لا بد منها ولن يفلت منها احد.
👈 نعرف قصة يونس….قدمت يداه عملآ سلبيآ فنال نتيجة عمله السلبيه قال تعالى “”فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ*””
فأصبح داخل بطن الحوت…فتاب يونس عليه السلام إلى ربه وتاب عليه ولكنه لم يخرج من بطن الحوت, التوبة كي لا يعاقب يوم القيامة, وعندما قام يونس بعمله الإيجابي من التسبيح كانت النتيجة إيجابية وهي الخروج من بطن الحوت قال تعالى “”فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ*لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ*””
وبعد التوبه والعمل الإيجابي أسنده ربه سبحانه وتعالى بالعناية واللطف والرحمة قال تعالى “”فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ*وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ*””
👈 وأيضآ قصة يوسف عليه السلام عندما أُدخل السجن ظلمآ لحكمة إلهية ويمكن ان يخرج بقدرة الله في اي وقت ولكن يوسف عندما فعل عملآ سلبيآ بالركون على رفيقة في السجن وعلى سيد رفيقه كانت النتيجة السلبيه لعمله ان بقي في السجن بضع سنين بالرغم انه قد استغفر الله وتاب عليه سبحانه.قال تعالى “”وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ*””
فأستغفر ربه وتاب عليه لكنه نال جزاء عمله وبقي بضع سنين.
لن نطيل اكثر وللحديث بقية وسنرى كيف سيكون وضع كل واحد منا , ووضع المجتمعات وايضآ الدول من خلال موقع وموقف كل واحد مما يحدث للشعب اليمني المظلوم, من خلال افعال كل جهة ومواقفها من القتل والاعتداء وانتهاك حرمة الشعب اليمني, وكل ذلك من خلال الواقع المعاش وقراءة الاحداث.
كتبت ذلك من زاوية عملي كمحلل وليس رجل دين…وسيكون هذا مدخلآ يُفهم من خلاله ما سنذكره في الجزء الثاني..
القاكم في الجزء الثاني…نسأل الله الهداية والثبات, والعاقبة للمتقين.
#الحملة_الدولية_لفك_حصار_مطار_صنعاء
#نصر_من_الله
Discussion about this post