للرجولة عنوان ..
لا يعرف الكثير من الناس إن للرجولة عنوان حقيقي يميز الرجل عن غيره فهم يجعلون من صاحب الشوارب رجل شجاع وصاحب نخوة وغيرة وبشرط إن يخط شعر شاربه في إناء الماء ويمسحه بشفته واسنانه السفلى فضلاً عن مظهره المميز بين الجميع ، لكن في حقيقة الأمر هذا الإعتقاد والتميز خاطئ فقد كان في التسعينات من القرن العشرين اغلب السراق الذين يسطون ليلاً ونهاراً على بيوت الناس ويسرقون اسطوانات الغاز والدجاج هم أصحاب الشوارب ،
ويعود بي الحديث إلى أيام الدراسة الجامعية حيث كنت في المرحلة الثانية كانت شواربي تمثل لي الغيرة و النخوة والرجولة بشعرها الزغبي الازرق و ناوئني شاب من كلية العلوم بايلوجي في القسم الداخلي لسكن الطلاب كل مرة يراني فيها يقول لي (موتني شواربك ماتزينهن) وفي إحدى الايام كنت امشط على المرآة وإذا به ذلك الشاب الذي يدعى علي خضير من محافظة كربلاء ومعه شخص آخر لا اتذكره جيداً وأمسكا بي وإذا علي خضير يخرج ماكنة حلاقة جوليت ليحلق شاربي امطت رأسي هرباً من يده فقشطت الماكنه شيئ بسيط من شفتي
ما أثار حفيظتي وصرخت بهم فتراجعوا وأخذت الماكنة من يد علي خضير وحلقت شاربي وقلت له هذا (هذا المثگل منه واحدا شيل لحيته والآخر ممتحن بيها ) فضحكوا واعتذروا وقالوا لي صراحة لا يليق معك وانته شاب بعمر العشرين سنة إنما فعلنا هذا لاجلك ويقول أحدهم ( لوكان الرجال بالشوارب لكان البزوني سيد الرجال) ، وكذلك الحال عند من يتزيا بلباس غيره فمن يلبس زي رجل الدين أو يتختم بالحجر العقيق ليس هو بنبي ولا هو زاهد ولايمثل مجتمع فقد يكون سارق أو محتال يريد أن يصل إلى مبتغاه ، ومع كثرة وسائل تشويه الحقيقة التبس الباطل بالحق حتى غدت الناس تتبع السفهاء والمحتالين وتجعلهم قادة واوصياء أنبياء
ويقول الإمام علي صلوات الله وسلامه عليه (اعرف الحق تعرف اهله واعرف الباطل تعرف من أتاه) فلا يحتاج الأمر إلى أن تعرف الحق من خلال الشكل أوا الملبس أو المستوى المادي أو معسول الكلام ، وكان أمير المؤمنين الإمام علي بن ابي طالب (عليهما السلام) بعمر العشرين أو الثلاثة العشرين سنة و فدى النبي بنفسه وكان يعلم إن قريش تريد قتل النبي فهذا هو الموقف الرجولي وسجله التاريخ للرجولة عنوان فلا تخدع بالمظاهر
رسول الكربلائي
كربلاء
rasoolobeid@gmail.co m
Discussion about this post