زيارة صادمة لأعداء سورية اليوم، ونتائج متوقعة ومتعددة من الزيارة المفاجئة عالميا، والمحسوبية عربيا، فقد عاد الوعي من جديد يتفتح ..!!؟
انطلاقا من الموقف الإماراتي الذي يستحق الترحيب والتنويه بوصفه موقفا مسؤولا وناضجا قوميا، السيد الرئيس بشار الاسد يؤكد بزيارته لدولة الإمارات العربية الشقيقة مبادرة سورية واستعدادها لكسر الحصار العربي عليها، وهي مدعومة بتعاون ودعم حلفائها في محور المقاومةاولا، ودول البريكس ثانيا، والأهم روسيا والصين .
فليس الرعب من العودة العربية والدولية الى دمشق، بعد صمودها وانتصارها، سوى الدليل على وزن سورية ودورها الحيوي في صنع التحولات والتوازنات، خصوصا بعد اجتياز الانتصار والعدوان الكوني الذي تواصل على سورية منذ سنوات تجاوزت العشرة، في وقت وواقع تجسد ما يستحيل على أيٍّ كان في العالم إنكار إنتصار سورية وإنجازها المبهر، بعد كل ما شهدناه من معادلات الحرب والحصار والصمود التي أنجزت الإنتصار بقوة شعب وموقف وإرادة قائد تحدى المؤامرة وانتصر عليها، وسينتصر على تراكماتها وما خلفته من إنعكاسات على سورية، وسببته من الفوضى والفساد والتخبط ..!! .
لذلك كان بيان الاحتجاج الأميركي حافلا باللوم والغضب، تعقيبا على زيارة الرئيس بشار الأسد الى دولة الإمارات، وهو ما يشير ويؤكد الرفض الهستيري لما تصفه واشنطن بأنه إعادة تأهيل وإحياء للنظام السوري ورئيسه خاصة، وذاك يثبت حقيقة انتصار الرئيس بشار الأسد وما يقابله الأميركي من الخيبة والفشل .
مرحلة اقتصادية سورية جديدة تدشنها زيارة السيد الرئيس بشار الأسد الإمارات..!! ..
ما نحن مقبلين عليه هو الإنفتاحات القادمة على دول متعددة، ما يؤكد التوقعات بانفراج اقتصادي قريب، بإخراج سورية من حصارها المفروض، فارضة أنتصاراتها وما عكسته من تأكيد مواقفها وعدالة قضيتها، والعالم يعلم ان سورية تملك مخزونا كبيرا من الموارد الثروات الطبيعية والحيوية، ولديها رصيد نوعي من الكوادر البشرية من أبنائها المؤهلين علميا وتقنيا في الوطن والعالم، وهم يشكلون ذلك الرصيد والمخزون الهام في فعله وتأثيره بعودة سورية لأفضل مما كانت عليه، والذي سبق أن تبدّى في سنوات الشدّة الخانقة، كما هو مورد بشري واقتصادي هام يّعتدّ به في مسار التعافي السوري واستعادة الحيوية الإنتاجية بإعادة الإعمار وتسريعها، ومن شأن بشائر النهوض وحيوية الدولة ومؤسساتها أن تكون قوة جاذبة ستدفع نحو دمج السوريين المقيمين والمغتربين في هذه العملية، خاصة وأن من ميزات سورية الاقتصادية قبل الحرب طاقة انتاج صناعية وزراعية ضخمة، حقّقت لها كفاية ذاتية، ومكّنتها من فتح أسواق قريبة وبعيدة بكفاءة تنافسية مشهود لجدارتها، وهي اليوم قادرة على انهاض مصادر ثروتها واسترجاع ألق التميّز السوري في زمن قياسي، مع توافر الوعي والإرادة والخطط الوطنية. ولاشك أن من يسبق الى دمشق سوف يحظى بميزات لها مردودها وأثرها الطيب ماديا ومعنويا .
الموقف الاماراتي ومؤشراته من زيارة الرئيس الأسد ..!!؟ حيث كان المفاجىء تجاه الموقف الإماراتي، هو تلك الهستيريا الأميركية من الانفتاح الإماراتي على سورية، والمباشرة في تعاون على كافة الأصعدة تقريبا، ما يؤكد الإشارة إلى وجود العديد من المشاريع مع الإمارات قيد البحث والدراسة بدأت منذ أكثر من عام، وهي متخصصة بموضوع الطاقة والزراعة والتطوير العمراني والصناعي، ويجري العمل على تفعيل هذه المشاريع إطلاقها والبدء فيها، إنها بداية جيدة ستشجع المستثمرين الخليجيين بشكل مباشر والإماراتيين بشكل خاص على البدء بتنفيذ المشاريع المتنوعة المخطط لها في سورية، خاصة وان الإمارات اليوم، تعتبر قوة اقتصادية مهمة جداً، لموضوع إعادة الإعمار .
بداية مرحلة عربية دولية لانفتاح سورية والانفتاح عليها ..!! لذلك نحن السوريون متاكدين أنه حتما ستشهد سورية عقب الزيارة مرحلة من الانفراج الاقتصادي، باعتبار أن الإمارات تعد البوابة لعودة العلاقات العربية السورية مع الدول العربية التي أجبرت بمواقف ضد سورية والضغط عليها وهي الملزمة بالتنفيذ لسياسة الحصار والذي فرضته الولايات المتحدة الأميركية، ما يؤكد المعادلات الواقعية ضمن المتغيّرات السياسية والعسكرية والتي ستدفع جهات عربية عديدة الى طرق أبواب دمشق، وفي ذلك خيبة امل صادمة لواشنطن، التي كانت وراء أكره دولا عربية وعالمية للخضوع وتنفيذ
الأوامر الأميريكية الصادرة اليها، والتي كانت وراء توريط هذه الدول في العدوان والحصار على سورية .
وهو ما تخشاه اليوم واشنطن من تفاعلات هذا التحول وتأثيره في البيئة الإقليمية، خصوصا مع توطّد شراكات سورية وتحالفاتها الدولية والإقليمية الوثيقة، التي لطلما توسّعت وتشعّبت اقتصاديا واستراتيجيا وسياسيا وعسكريا، خصوصا مع الأقطاب الصاعدة روسيا وايران، في وقت سعت سورية على الدوام الى تطوير الحوارات والشراكات العربية مع أصدقائها في العالم .
د.سليم الخراط
دمشق اليوم الثلاثاء 22 آذار 2022.
Discussion about this post