“قتلوكَ صَمتَاً”
قصيدة نارية للشاعر محمد راجح
________________
قتلوكَ صمتاً لا انفجارْ
والصمتُ عارْ
لكنهم ألفوه منذ الطلقة الأولى
وأنت ألفت طعم الإنتصار.
الحربُ عندك أن تموت بعزةٍ
وبغزةٍ
الحرب عندهم اجتماعٌ طارئٌ
يُتلى نهايته بيانٌ أو قرار.
..
الحرب عندك
أن تثور لأجل أرضكَ
أن تثورَ لأجل عرضكَ
أن تثور لأجل جيلٍ كاملٍ
ولكل هذا
أنت تدخل في حروبك باختصار.
الحرب عندهم السياسة
والصحافة
والحوار.
…
قتلوك لكن لم تغب
زاد احتضان الأرض لك.
لم تبلغِ السبعين عاماً
كنت في العشرين حين علوت
نحو اللهِ
والملأ الكريمُ استقبلك.
يا سيدي كَتَبَت دماؤك جملةً:
من يفتدي الوطن المقدس لا يموت
الروح باقٍ إنما الجسد المؤقت مَن هَلك.
…
تركوك وحدك في العراء
تدربوا سبعين عاماً أو يزيدُ
على التقدم للوراء.
قالوا كثيراً عنك:
إنك طائشٌ
تختارُ أن تبقى عزيزاً
في زمان الإزدراء…
لو أنه باع القضية مثلما بعنا
لأوغل في الثراء.
..
قالوا كثيراً عنك
حين مضيتَ وحدك في ثبات.
ضحكوا:
أطفلٌ في يديه حجارة ويقول أن النصر آت؟!
هي ترهات
لا نصرَ إلا في الجلوس مع العدوِّ
بكل حزم حول طاولة النقاش..
فالحرب.. حربُ مفاوضات.
Discussion about this post