اللواء الركن علي الكحلاني
كاتب وخبير عسكري استراتيجي.
في مثل هذا اليوم، الثاني من شهر يوليو عام 2015، قامت طائرات العدوان السعودي الإماراتي والمُحمّلة بعدد من القنابل أمريكية الصُنع بتدمير منزلي تدميراً كاملاً وفقدان كافة محتوياته. لقد كانت هذه هي الجريمة هي الأولى من نوعها بحق أسرتنا ولكنها لم تكن الأخيرة حيث تلتها سلسلة من الغارات الجوية التي استهدفت 16 منزلاً من منازل الأسرة بشكل متتالي ومُتعمد والتي تهدف لإبادة الأسرة أسوةً بأكثر من 441,126 منزلاً قام العدوان بقصفه وتدميرة على رؤوس ساكنيها من أطفال ونساء ورجال وكبار في السن دون مُراعات حُرمة المنازل ودماء الأبرياء.
.
هذه الجرائم هي نتيجة عجز العدوان ومرتزقته لأن يجرونا في ُمستنقع مشاركتهم هذه الجرائم بحق اليمن والشعب اليمني، لذلك أرادوا معاقبتنا بطريقتهم الخاشقجيه التي استهدفت شعباً بأكمله، شعب كان كُل جرمه في أعينهم أنه رفض أن يكون جزءاً من مخططهم ولم يشارك في مشاريعهم الفتنوية للإطاحة بالوضع الداخلي.
.
إن هذه المنازل اليوم بمثابة معلماً تاريخياً وخير شاهداً للتاريخ عن مدى الإجرام الذي يرتكبه العدوان السعودي الإماراتي وعن وصمة العار التي ستُلاحق الخونة والمُرتزقة اليمنيين الذين جعلوا من قصف المنازل السكنية بمن فيها من أطفال ونساء وسيله رخيصة لإستعادة شرعيتهم المزعومة ووسيلة لمحاولة إرضاء لأنفسهم المريضة.
.
وفي العام الخامس للصمود باتت هذه المعالم التاريخية خير من يُخبر العدوان ومرتزقته أنهم لم ولن يحصدوا سوى الحسرة في نفوسهم ولم ولن ينالوا النصر ولا الشعور بالرضى طيلة حياتهم ولم ولن يتمكنوا من إطفاء نار الكراهية التي تمكنت منهم، فالفشل والخزي والعار سيلاحقهم طيلة حياتهم وصفحات التاريخ التي لن ترحمهم جرّاء ما ارتكبوه بحق اليمن وبحق الشعب اليمني.
.
ومع ذلك أقول للعقلاء ولكافة من تورطوا من دول العدوان على اليمن بأكملة، عليكم السعي بخطوات واثقه وثابته نحو السلام من خلال إيقافكم لهذا العدوان والتعامل مع اليمن كدولة ذات سياده وطنية تربطكم بها مصالح مشتركة بعيداً عن الهيمنة والوصاية التي لن يقبل بها الشعب اليمني.
.
وعلى الصعيد الشخصي أقول لمؤيدي العدوان من إخواننا اليمنيين أن عليكم العودة لأرض الوطن واستغلال قرار العفو العام، فالدولة ونحن وكافة الشرفاء ندعوكم وأيدينا ممدودة لكم بالسلام في حين مايزال هذا الباب مفتوحاً بمصراعيه أمامكم وما عليكم سوى اتخاذ قرار جريئ بالعودة بين إخوانكم قبل أن يتخلى عنكم العدوان وتُهزموا، فحافظوا على ماتبقى من كرامتكم ففي عودتكم شرفُ عظيم ستحضون به وستتمكنوا من محو كل مامضى من سوءات أعمالكم ومواقفكم.
علي محمد يحيى الكُحلاني
الثاني من شهر يوليو عام 2019 ميلادية
Discussion about this post