مواقع الحكمة والمنطق ودقة التصويب كما بدأت تظهر في المرحلة الجديدة للمقاومة …
مرحلة الهجوم الدفاعي
بسام ابو شريف
ما من شك، بأن الأوضاع السائد في العالم أجمع ، سواء على صعيد معسكر أعداء الشعوب، او معسكر أصدقاء الشعوب هي أوضاع غير مستقرة مما يجعل من معسكر الاعداء على شمولية الهجوم واستمرار هذا الهجوم على الشعوب قضية أكثر تعقيداً مما كانت قبل ان تسود هذه الحالة من الفوضى وعدم الاستقرار التي برزت مع قرار الرئيس بايدن الانسحاب من افغانستان .
فقرار الرئيس بايدن الانسحاب من افغانستان ، كان قرار مبنياً على حسابات خاطئة وربما حسابات تعرف مردودها على الولايات المتحدة وعلى حلفاء الولايات المتحدة ولكن بايدن وفريقة الحاكم في البيت الأبيض قرر ان يغلبا الانانية الامريكية والمصلحة الامريكية الذاتية ، على كل المصالح الاخرى ، وعلى رأسها مصالح حلفاء الولايات المتحدة وشركائها والخاضعين لإملاءاتها والبلد الذي سيطروا عليه واحتلوه عشرين عاماً وصرفوا عليه كما قال بايدن ترليون دولار في محاولة لبناء دولة ادعوا انها ستقوم على اسس من ديمقراطية صنعت في مختبرات واشنطن او مختبرات لندن او مختبرات برلين.
ولقد نتج عن تغليب بايدن للأنانية المصلحية الامريكية على كل المصالح الاخرى بما فيها مصلحة البلد الذي احتله الامريكيون عشرين عاماً وحاولوا فيه بناء قوة عسكرية، اي جيش لدولة غير موجودة، نتج عن هذا التغليب ، انتشار سريع ، كانتشار النار في الهشيم من حالة القلق والترقب وفقدان الثقة لدى كل حلفاء واشنطن ابتداء من اسرائيل وصولاً الى المانيا.
فقد عبر بايدن بهذا القرار غير المحسوب النتائج عن نهج وليس عن قرار معزول منفرد محدد ، نهج جوهره ان لا مصلحة تعلو على مصلحة الولايات المتحدة بما فيه سلامة وامن واستقرار واستمرار حلفاء الولايات المتحدة في أوروبا وغير أوروبا.
ولا شك ان الدول الضعيفة التي تخضع لإملاءات البيت الأبيض هي التي تشعر بالقلق أكثر من غيرها وتشعر بعدم الاستقرار وعدم الثقة أعمق من غيرها من الحلفاء لأنها تعتمد أكثر على ما يسمى بالحماية الأمريكية او حفاظ واشنطن امن عائلات حكمت وحٌكمت في بلدان ترفض فيها شعوبها هؤلاء الحكام الذين خضعوا لإملاءات واشنطن واسرائيل وفتحوا الابواب واسعة امام الاسرائيليين الصهاينة والامريكان الصهاينة لنهب ثروات الامة العربية من خلال هذه العائلات ذات التاريخ الذي يحدد اسباب اختيار الاستعمار لها لتحكم وتتحكم في تلك البلاد العربية التي جزؤها حسب مصالحهم لتكون مستعمرات صغيرة يسهل نهبها وامتصاص دم شعوبها.
امام هذه الحالة من عدم الاستقرار والقلق وفقدان الثقة لدى الاطراف الحليفة لواشنطن والاطراف التي تتلقى املاءات واشنطن وتخضع لها والاطراف التي تشارك في مؤامرات واشنطن وتستخدم السلاح الامريكي والذخيرة الاسرائيلية لقتل أبناء الامة العربية ، اطفالاً ونساءً وشيوخاً وتدمر البنية التحتية وتدمر المستشفيات والمدارس والبيوت وتقتل الاطفال في اسرتهم كما جرى في غزة.
امام هذه الحالة السائدة في معسكر العدوان على الشعوب العربية والامة في كل مكان من الشرق الاوسط ، امامها برزت حالة جديدة لابد من التركيز عليها وشرحها حتى تتجاوب الجماهير بشكل سليم مع كل خطوة من خطواتها المتصاعدة والتي قد حددت اهدافها بدقة وحددت بوصلتها بدقة ويقود دفة السفينة الهاجمة نحو الاهداف المحددة قيادة شجاعة مصرة ملتزمة لا تخشى العدو وتؤمن ايماناً عميقاً بأن النصر حليفُ للشعوب المناضلة المجاهدة الصابرة والمصرة والمصممة على تحقيق اهدافها مهما كانت قوى العدو ومهما كان بطشه ودمويته وما يرتكبه من مجازر ضد الاطفال والمدنيين ضد الشعوب الامنة غير المسلحة.
مرحلة جديدة … هجوم دفاعي حكيم متصاعد ببوصلة مؤشرها لا يخطىء
ان ما سنقوله هنا حول المرحلة الجديدة التي يشهدها عالمنا بشكل متزامن ومترافق مع حالة الانهيار المتدرج في معنويات معسكر العدوان ، واهتزاز ثقته بنفسه وازدياد قلقه الذي اصاب بشكل كبير قناعة هذا المعسكر بقدرته على الصمود امام الحركة الشعبية الواسعة لمقاومة مشاريعه وعلى رأسها مشروع الاستيطان في ارض فلسطين الاستيطان الصهيوني الاستعماري الذي اراد له استعماريو الزمن الحديث ان يكون حصناً ومخفراً وقاعدة امامية تحمي مصالح الناهبين لشعوب المنطقة وتحمي مصالح الذين يعتدون على الامة ويخضعونها من خلال حكام رهنوا انفسهم للاستعمار ليمكنوهم ، يمكنوا الاستعماريين من نهب ثروات المنطقة وزيادة على ذلك استخدام المنطقة جغرافياً وجيوسياسياً لضرب الاطراف التي ترفض التطبيع والاعتراف بالعدو الصهيوني والخضوع لإملاءات واشنطن وتهديداتها بالعقوبات.
عملية بناء وتراكم هذا المسار المتصاعد من الدفاع السلبي والايجابي الى الهجوم الدفاعي والايجابي ، بدأ منذ فترة طويلة ، اذ ان الانتقال النوعي من مرحلة نرد فيها على العدوان بضربات انتقامية ، الى مرحلة نشن فيها نحن كمحور مقاومة دفاعاً هجومياً على اعتبار ان العدوان حالة قائمة طالما هنالك احتلال لأرض فلسطين ، وان العدوان قائم طالما هنالك قصف لأطفال اليمن ومؤسساته وبنيته التحتية وطالما ان هنالك قصف لسوريا ودعم للارهابيين وطالما ان هنالك احتلال للعراق ولأرض سورية في شمال شرق سورية ، العدوان قائم.
فاذا كان العدوان قائماً كل الوقت لابد من شن دفاع كل الوقت وعلى كل الجبهات وهذا يعني حالة اشتباك مستمرة في مسيرة طويلة نعتبر فيها الاحتلالات الاجنبية وقيام دولة اسرائيل وممارساتها في الاراضي التي احتلتها عام 1967 ، عدواناً قائماً مستمراً لابد من مواجهته والمواجهة المستمرة تعني حرباً دائمة تعني تصعيداً ، تعني العمل لتغيير ميزان القوى من خلال الاشتباك وليس من خلال البيانات التي تقول ان اعتدوا علينا سنرد عليهم.
نعم هذه المرحلة تقول بوضوح وتعلن الحقيقة ان العدوان قائم في كل لحظة من لحظات حياتنا طالما ان هنالك اسرائيل المتمددة المستعمرة الطامعة بئساً ان تكون شريكاً في النهب العام لثروات الامة العربية من باب المندب الى فلسطين ومن المحيط الاطلسي الى الخليج العربي .
قلنا ان محور المقاومة كان يعمل منذ فترة طويلة لتعديل ميزان القوى بحيث يصل الى النقطة التي يشير فيها التراكم الكمي الى قرب التحول النوعي من الدفاع والرد على العدوان بضربات الى الهجوم الدفاعي والهجوم الدفاعي ليس بالضرورة هجوماً تستخدم فيه الاسلحة ولكنه هجوم دفاعي تحميه القوة العسكرية تحميه القدرة التي يتمتع بها محور المقاومة دون ان يطر الى استخدام تلك القوة الا اذا لزم الامر.
واذا بدأ اعلان هذه المرحلة بخطاب السيد حسن نصر الله بابحار اول باخرة ايرانية تحمل مازوتاً للشعب اللبناني وان الهدف هو انقاذ اللبنانيين جميعاً دون تفرقة طائفية او عرقية او اي تفرقة سياسية ، هذا الاعلان هو بداية اعلان التحول النوعي الذي نتحدث عنه.
فخطوة حزب الله باعلان باخرة المازوت الايرانية ارضاً لبنانية منذ ابحارها نحو لبنان هي لا شك خطوة هجومية ، اذ انها ارفقت مباشرة بوعد بأن من يمس تلك الباخرة التي تحمل انقاذاً للبنانيين من أزمتهم الخانقة وانقاذاً للكهرباء والماء والمصانع والمستشفيات في لبنان.
هذا الاعلان هو خطوة ومن المتوقع لأي شخص يفكر بمثل هذه الخطوة ان يفكر أيضاً بأن هذه احراجاً وتحدي كبير للولايات المتحدة دون ان نذكر الطفل المدلل للولايات المتحدة “اسرائيل” والذي زود بأسلحة ليلهو بها عبر قتل العرب والمسلمين والمسيحيين في فلسطين ولبنان وسوريا والعراق واليمن.
هذه الخطوة هي خطوة هجومية احكم تخطيطها ، وبوكلت بشكل احرج معسكر العدوان والَجمه وحشره في زاوية لا يتمكن معها من ضرب تلك الباخرة.
ولم يتوانى القائد الشجاع الفذ الحكيم المصمم المصر المرابط حسن نصر الله ، لم يتردد في اتباع هذا القرار ، واعلان اول خطوة في الهجوم الدفاعي ، بخطوات اخرى هجومية دفاعية ارتقت بمستوى التحدي واكدت على حكمه اختيار المسار ودقة بوصلته وقدرة من يمسك بالدفة على قيادة السفينة نحو بر الامان.
ماذا فعل القائد الملهم ، القائد الشجاع ، القائد الذي لا يكذب على شعبه بل يقول للناس الحقيقة ويطلب منهم التضحية من أجل خير المجموع ومن أجل انتصار الشعب ومحاربة الفساد والفاسدين.
الفساد والفاسدين هم شركاء للمعتدين وهم أجهزة تخضع لإملاءات المعتدين وادوات تستخدم من سفيرة امريكا في بيروت وسفراء العائلة السعودية والخليج في بيروت للتآمر على الشعب اللبناني والتآمر على الشعب اللبناني يعني بالضبط التآمر على محور المقاومة ويعني بالضبط التآمر على الشعب الفلسطيني وقضية فلسطين ويعني بالضبط الخضوع لإملاءات اسرائيل وواشنطن ومن سار في ركبهما.
اذن تحديد المسار باتجاه هجومي تصاعدي هو اعلان عن مرحلة جديدة هي مرحلة الهجوم الدفاعي والسير في هذا المسار ليس سهلاً بل هو عملية تحف بها المخاطر وتحيط بها جيوش الاعداء ومؤامراتهم وخططهم ولابد انه رغم عدم استقرار وعدم الثقة الذين يسودان معسكر الاعداء بعد قرار الانسحاب من افغانستان ، لاشك ان هذا الجو لا يعني عدم تخطيط هذه الجهات المعادية لارتكاب جرائم ضد محور المقاومة او محاولات وقف هذا التصعيد الهجومي الدفاعي وتدمير المسار الجديد ، بحيث لا تجروء قوى محور المقاومة على الشروع في مثل هذا الهجوم مرة اخرى.
وتماماً مثل ما يفكر هذا العدو في الرد لمنع هذا المسار من شق طريقه وحفره بالصخر وتثبيت بوصلته واهدافه بنفس الوقت محور المقاومة يعمل ليثبت هذا المسار ويتابع تصاعده المنطقي وتصاعده الجدلي وتصاعده العملي من خلال حماية كل خطوة تؤخذ على هذا الطريق وهذا المسار لحمايته من مؤامرات معسكر الاعداء.
وهنا ايضاً تبرز سمة عامة وصفة مميزة لهذا الخطوات الجريئة نحو التحول النوعي في عمل المقاومة ومحور المقاومة من دفاع كرد على الاعتداء الى دفاع هجومي يعتبر وجود الاحتلال والكيان الصهيوني اعتداء قائم ومستمر في كل زمان وكل مكان.
لذلك تابع القائد في خطوة غير مسبوقة ، تابع كلامه المباشر مع الامة بأسرها عبر حديثه للشعب اللبناني ، فالكلام من السيد حسن نصر الله للشعب اللبناني كان موجهاً لكل طفل وشاب وامرأة ورجل في أمتنا التي تنتشر على ارضها من فلسطين الى باب المندب ومن موريتانيا الى اقصى العراق موجه ليقول لهم نحن نخوض مساراً جديداً محفوفاً بمخاطر كبيرة لكننا نحمي هذا المسار بما نمتلك من قدرات وقوة وارادة وتصميم وقدرة على الصبر والمرابطة والهجوم لأننا نمل الحق ، والحق لا يعلى عليه.
نقول تابع القائد خطواته ، اذ القى كلمة جديدة لا يفصلها عن الكلمة الأولى سوى ساعات، ايام قليلة، وهذا غير مسبوق ، فالقائد حسن نصر الله نادراً ما يتكلم الا في مناسبات اساسية ، الا في هذه الحالة تكلم في مناسبة نبشت من دفتر مكتظ بمناسبات وذكريات كل منها يشكل حدث يستحق خطاباً موجه للشعب حول حالة الثورة ، حالة المقاومة ، وافكار المقاومة لبناء المستقبل.
اتبع خطابه الأول ، الذي أعلن عن ابحار السفينة الأولى بخطاب جديد يقول ان هنالك سفينة ثانية وثالثة وهذا مسار ، اي ان خط امداد لبنان بالمحروقات من ايران خط ثابت ومستمر ومحمي بقدرات المقاومة وقوتها ولم يكتفي بذلك بل انتقل في نفس الخطاب من هذا التصعيد الى تصعيد آخر.
اذ اعلن بوضوح ان من حق الشعب اللبناني ان يستخرج نفطه وغازه من مياهه من تحت مياهه وانه لا يجوز ان يجوع الشعب اللبناني ويفتقد للدواء ، اضافة للغذاء وان لا يجد المحروقات وان لا يجد الكهرباء وان لا تعمل مستشفياته بينما لديه ثروة تحت مائه يحرم من استخراجها.
وطبق القائد ، ما طبق على مسار الامداد بالمحروقات من ايران اي انه اعلن انه سيعمل من أجل استخراج النفط والغاز من قوة لا تخشى قوة معسكر الاعداء التي طالما هددت بأنها ستمنع بالقوة لبنان من استخراج ثرواته من تحت ماءه.
هذه الخطوة هي تصعيد أخطر من تصعيد مسار السفن التي تنقل المحروقات اذ انها تحمي في طياتها تمكين لبنان والشعب اللبناني من ايجاد دخل كبير للبلد وللشعب ، خاصة اذن كان المسؤولين عن ذلك يتمتعون بالشفافية والصدق والاستقامة ويبعدون الفاسدين عن لمس هذا الامر ، ويحولون كل قرش يدخل لبنان لخدمة لبنان ، ابتداء من الصناعة التي تستخدم الزبالة اللبنانية لتنتج منها مواد قابلة للاستخدام ودخل كبير بدلاً من ان يتوزع الفاسدون اموالاً طائلة ثمناً لجمع الزبالة من المحافظات والمناطق.
وصولاً الى اعادة بناء ميناء بيروت بحيث يكون أضخم وأكبر وأكثر قدرة على ان يكون أكبر ميناء في البحر الأبيض المتوسط ، وأكبر ميناء لمد دول المنطقة ببضائعها القادمة من اوروبا والغرب ، وبناء البنية التحتية بناء جديداً ومد شبكة كهرباء لا تنقطع كل ربع ساعة ، وابعاد الفاسدين عن الكهرباء والتلفون والبنية التحتية ، واعتبار اعادة بناء لبنان بشكل حديث واجب وطني وقومي وواجب على محور المقاومة.
هذه خطوة لا شك ارعبت معسكر الاعداء ، وارعبت واشنطن وارعبت تل ابيب، ولا شك ان هذه الجهات بغرف عملياتها تعيد النظر والحسابات حول طبيعة الهجمات التي كانت قد خططت لتوجيهها لضرب محور المقاومة ، اثر قيام المقاومة بتوجيه ضربات ماكنة لمواقع العدوان.
ونضيف الى ذلك ان الادارة الامريكية بدأت تشعر بأن المستنقع الذي غرقت فيه هي وحليفها العائلة السعودية وغيرها من دول الخليج واسرائيل في اليمن أصبح منهكاً وتريد الخلاص منه تماماً كما شعر بايدن بالنسبة للوضع في افغانستان.
ومن هنا ، نرى ان الرد الامريكي الاسرائيلي الرجعي العربي سوف يتركز على سوريا والعراق ولبنان ، ولا شك ان سوريا هي هدف معلن لبايدن فقد اعلن من مرة انه يكره بشار الاسد وانه يرى انه لابد من الضغط بالقوة على سوريا من ان تستمر القوات الامريكية في حماية نهب النفط السوري وارساله عبر شاحنات من كردستان العراق لبيعه باسعار بخسة بينما يحرم الشعب السوري من ثرواته التي تسرق وتنهب وتوزع على الفاسدين.
يخشى بايدن من خطوات تصعيدية في سوريا على نسق ما اعلن عنه القائد نصر الله بالنسبة للبنان ، يخشى بايدن من ان تصبح القوات الامريكية هدفاً للهجوم لذلك تقوم قواته الخاصة بعمليات انزال واختطاف عناصر من المدنيين بلغوا عن انهم يحاولون انشاء قوى شعبية مسلحة لمقاومة الاحتلال الامريكي، ويدفعون مئات الملايين من الدولارات لعشائر يحاولون جذبها وتشكيل تنظيم ارهابي جديد منها وضم بقايا التحالف الارهابي من داعش والنصرة ، الى تلك القوى بقيادة امريكا لتوجيه مزيد من الضربات لقوات الجيش العربي السوري البطل.
ولذلك تماماً كما يفكر بايدن بخطوات تصعيدية هجومية عدوانية على سوريا ، لابد من التفكير من قبل محور المقاومة بفرعه السوري ، بتنظيم ودعم وتنشيط وتوسيع حركة مقاومة شعبية لا تترك للأمريكي المحتل او بقية القوى المحتلة لحظة من الهدوء ولابد من التركيز على المناطق الغنية بالنفط والغاز وان تحرم الفاسدين والعملاء من فتات ذلك الخير السوري الذي تنهبه الولايات المتحدة وتصدره في شاحنات الى كردستان العراق لبيعه لتركيا.
اذن مطلوب من فصائل المقاومة الاخرى ان تتخذ خطوات تصعيدية تعبر تعبيراً عن النقلة النوعية التي عبر عنها القائد حسن نصر الله واعلن من خلالها عن خطوات عملية هي تحد كبير لمعسكر الاعداء لابد من نشر التحدي على جبهة اوسع لتكون لبنان جبه من جبهاته وفلسطين جبهة اخرى وسوريا جبهة ثالثة واليمن جبهة رابعة والعراق جبهة خامسة.
هكذا نفقد العدو قدرته حتى على التفكير في كيفية الرد حتى على التفكير في كيفية الانتشار وحتى على التفكير في كيفية استخدام الالات الدمار التي سلمت لاسرائيل والذخائر المحرمة دولياً.
علينا ان نرفع الشعار الذي يدعم المسار الذي حدده القائد نصر الله ، علينا ان نتخذ الخطوات التي ترفع من حالة التصدي الدفاعي الى حالة من الهجوم الدفاعي في كل مكان في اليمن يجب أخذ مآرب ويجب تحرير كل محيط الحديدة ويجب اخذ شبوه والانتقال الى تحرير جنوب اليمن لأن هذا يقلب الموازنات والتوازنات رأساً على عقب هناك.
ولا نشك أبداً في ان بايدن والبيت الأبيض واسرائيل والحلفاء يعتبرون تحرير مآرب ضربة على نافوخ معسكر الاعداء تشكل هزيمة نكراء لهذا التحالف الذي صرف حتى الان أكثر من ثلاثين مليار دولار على حرب تدمير البنية التحتية وقتل اطفال اليمن.
هنالك واجب على بقية فصائل محور المقاومة حتى تصل الى مستوى التحدي الذي وصل اليه فرع محور المقاومة بقيادة حزب الله ولا شك ان القائد حسن نصر الله الذي يقود محور المقاومة في كل مكان قد حدد دون يذكر ذلك واجبات بقية فصائل محور المقاومة في رفع مستوى التصدي والتحدي بحيث تكون التحولات النوعية قائمة في كل ساحة من الساحات خاصة في الساحة الفلسطينية.
هذه العبقرية في التخطيط ، تنظر لها الأجهزة الصهيونية والأجهزة الأمريكية خاصة الامنية والاستخبارية منها بعين القلق وعين الخوف ، اذ ان خبراء او ما يسمى خبراء امنيون أمريكيون وإسرائيليون يرون في ان ما اتخذه القائد نصر الله من قرارات وخطوات وتحديد لمسار جديد قد تكون خطوات تسبق افكاراً جديدة لسياسة الهجوم الدفاعي تنال من معسكر الاعداء اكثر وتصيب منه أهداف ادق واكثر حساسية وتجعله هو في موقع الدفاع وتجعله هو في تراجع دفاعي لا يملك معه سوى الخضوع لشروط المنتصر شروط محور المقاومة.
.
Discussion about this post