(( توجهات وتوجيهات السيد وتخاذل الآخرين)) ..
.
مصنع أكتفاء نموذجا للاستجابة وللتخاذل …
من المؤلم والموجع أن تكون الفجوة كبيرة جدا بين القيادة وعظمتها ونظرتها وبين القائمين على الدولة وبطئهم وبعد الكثير منهم عن التطلعات والتوجيهات والتوجهات .
د.يوسف الحاضري
كاتب وباحث في الشئون الدينية والسياسية
abo_raghad20112@hotmail.com
لا نعلم ما هي الأسباب التي لا تجعل كثيرين من مسئولي الدولة يرتبطون وجدانيا و فكريا وعمليا مع قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي كإرتباط المجتمع به ، بل مازالت الروتينية تجتاح الكثير للأسف الشديد ولذا لم نجد اي تقدم في الجوانب التي دعا اليها السيد ووضع لها أسس قويمة وقوية في شهر رمضان الماضي ورمضان قبل الماضي وقبل قبل الماضي وهو يدعوهم الى الإهتمام بالزراعة والتصنيع المحلي وغيرها من امور معينة ، فأصحاب الزراعة فهموا ان دعم الزراعة انهم يوفروا حراثات ومبيدات وانتهى الامر غير مدركين ان هذه امور روتينية لا تحتاج لسياسة ولا الى رؤى واجتماعات ولا الى توجيهات من السيد بل الاهم من هذا هو السوق الزراعي وكيفية تهيأته للمزراعين بحيث يجد مكانا يروج مزروعاته فلا يصل في نهاية الزراعة الى ان يخسر ويندم على اللحظة التي لجأ فيها الى الزراعة ، لذا فلم نجد تحرك لانشاء مصانع تعليب عصائر او مصانع شبس أو مصانع للصلصة او ﻻي منتج للمنتجات الزراعة ولم نجد سياسة حقيقية تقوم الدولة بشراء المنتج وترويجه او تصديره او دعم للجمعيات الزراعية في هذا الصدد حتى اصبح المزارع يتحرك على ما يسمى (الحظ) فاحيانا يوافق حصاده للمحصول رواج كبير لمحصوله واحيانا كثيرة يصادق كساد كبير وهذه العشوائية لا تعكس مدى توجهات القيادة الثورية ولا تطلعات الشعب اليمني على الأطلاق وهناك أمثلة كثيرة جدا على هذا الوضع المأساوي للزراعة والمزارعين.
اما في موضوع التصنيع فللاسف المعاناة اشد وأوجع واكثر إيلاما لذا لا نجد هناك توجه حقيقي لهذا الجانب لعدة اسباب منها استمرار تدفق المنتجات المستوردة من الخارج والتي تطغى على المنتج المحلي وايضا حتى على مستوى الحكومة نفسها فهناك عدم ثقة مطلقة بالمنتج المحلي فمثلا لدينا مصنع أكتفاء ينتج عدة اصناف لعل اهمها المنظفات ولها عدة سنوات ولكن تخيلوا أن الدولة نفسها لم تدعم هذا المصنع من خلال استخدام منتجاتها في المرافق الحكومية كالمستشفيات والمرافق والمصانع والمكاتب الحكومية وغيرها بل مازالت مرتبطة بالمنتج الخارجي الذي يصل من الامارات والسعودية في وقت انه لو قامت المستشفيات الحكومية (المدنية والعسكرية والأمنية) فقط بالتعاقد مع هذا المصنع وشراء منتجاته لكفى المصنع ولأدى ذلك الى ان يتوسع المصنع بل وانشاء مصانع أخرى بدلا من دفع مئات الملايين من الريالات للمصانع الأجنبية خاصة ومنتجات هذا المصنع قوي جدا وطالما استخدمه في منزلي منذ خروجه للسوق غير ان عدم اهتمام الحكومة بهذه التفاصيل تجعلهم بعيدون كل البعد عن التحرك تحركا سليما وحقيقيا ودقيقا بكلما يوجه به السيد بل تزداد الفجوة اتساعا وبعدا حتى لربما قد ملأوا قلبه قيحا والله المستعان على ما يقومون به .
هي دعوة ايضا للمجتمع ككل ثقوا في منتجات مصانعكم المحلية لترتقي وتتوسع وترتقوا وتقووا معها فعندما تجدون منتج يحمل اسم (اكتفاء) أكتفي به ولا تستبدله بغيره وجربه وانظر الفارق ليس على المستوى المادي الملموس ولكن على المستوى النفسي والروحي فمنتجاتك العسكرية دقت ودمرت ودكت كل حصون الاعداء ونسفت تصنيعهم نسفا وكذلك تصنيعك المدني والله الله في ذلك.
#د_يوسف_الحاضري













Discussion about this post