قراءة للنزاع اﻷميركي اﻹيراني.
بقلم . مهند محي الدين محمد .
يعرف ” ترامب “جيدا أنه يجيد اللغة
اﻹقتصادية والتي إن كانت هي محرك السياسة اﻷول إلا أنها لن تفضي إلى شيء خاصة مع دولة قوية تكاد أن تكون نووية .. في الحقيقة لم يقم رئيس أكبر دولة في العالم سوى تقديم هدايا ومكاسب للكيان ” الصهيوني ” وإنها باتت واضحة للجميع .. لكنه اﻵن يحاول بذل المزيد في الملف اﻹيراني .. ولم ينجح كما توقع ﻷن اﻷخيرة قاومت وتقاوم ببسالة وبمساعدة بعض من حلقائها في “تركيا” و”روسيا” و”الصين”. بعد أن قامت الدنيا ولم تقعد ﻹلغاء ” ترامب ” اﻹتفاق النووي الذي وقعه سلفه ” أوباما” .. وتابع بسلسلة من العقوبات القاسية بحق الشعب اﻹيراني خاصة على الساحة النفطية .. وعند انتهاء المهلة اﻷميركية للدول بإيقاف استيراد البترول من ” طهران” في محاولة لتصفيره .. كان لابد من رد فعل شجاع مزلزل وخير مايكون الرد أن يشعل النار في الكيان الغاصب عن طريق الأصدقاء في حركة الجهاد اﻹسلامي في “غزة “.. لتمتلأ سماء “فلسطين المحتلة” بصواريخ المقاومة التي ضربت المستوطنات وأذاقت الصهياينة الويل بمقابل رد اعتيادي من الطرف المقابل .. وقبل أن تنجح ” مصر” في الوساطة كانت “طهران” تنذر “واشنطن” ان اﻷمر ليس لعبة .. ليس بالنسبة لها فقط بل “أوروبا ” أيضا عندما أعلن الرئيس “روحاني”عن المهلة التي بانتهائها سيصعد الجانب اﻹيراني بإيقاف بيع الزائد من الماء الثقيل واليورانيوم المخصب .. وربما إجراءات أخرى قد يندم اﻹتحاد اﻷوروبي كثيرا فيما لو أهملها !!
واﻵن لم تجد ” أميركا” بدا من التلويح النفسي للحرب فأرسلت حاملة الطائرات “ابراهام لينكولن ” وأعادت انتشارها في مياه الخليج (الموجودة فيه أصلا ) ليس هذا فقط بل ضربت في ميناء “الفجيرة”السفن اﻷربعة السعودية واﻹماراتية في محاولة منها لزيادة الضغط الدولي على “طهران” .. وهنا عرفت”إيران” كيف تضرب عصفورين على الساحة اليمنية من جهة والأميركية من جهة أخرى من خلال الهجوم المدوي للطائرات المسيرة المفخخة على منشأتي نفط سعوديتيين الذي قام به الحوثيون .. اﻷصدقاء اﻷوفياء .. مما جعل الجميع يخشى كثيرا بدءا من “ترامب” وليس انتهاء بحلفائه في الخليج فسلاح النفط ليس مزحة أبدا .. وإيصال رسالة واضحة : نحن ايضا سنضغط إذا ما حدثت مفاوضات . هكذا إذن .. !! محاولات دائمة أميركية ورد إيراني دائم أيضا .. يحاول اﻷول إعادة الامور إلى نصابها على طاولة المفاوضات مرفقة برقم هاتف .. يظن أن الثاني سيتصل به .. في ظل تحركات سياسية وعسكرية واقتصادية تندرج ضمن ضغوط لرفع المكاسب واﻹيهام بحرب ستحرق اﻷخضر واليابس ..
هذا فقط مايحدث .. ولن تتطور اﻷحداث أكثر من ذلك .
Discussion about this post