الشفاة الذابلة
كتبت /جهاد فايع
نصوم صيام لا نحس فيه لا بعطش ولا جوع ولا اي ارهاق
ومع ذلك نتذمر من التعب نتذمر من اي نقص وأي شي لا يوافق رغبتنا
في أول ليلة من ليالي شهر رمضان جلست مع نفسي واعدت محاسبتها في غضون ١٥ دقيقه او اكثر بقليل
بدأت اصارح نفسي واتكلم معها بمصداقية كاملة
كيف يكون حال ذلك المجاهد المرابط وهو تحت حر الشمس وهو في وقت جهاد وجلوسه في العراء وفي المترس الذي يتكون من اكياس تراب او من بعض من الحجار ؟!ومع ذلك يستشعر عظمة هذا الشهر الكريم وعظمة ساعاته
وعند حلول وقت الإفطار ، يبدأ بشكر الله على نعمة الجزيلة التي لاتعد ولا تحصى
ويأكل أكله وينام بعض الوقت بعد تطبيقه للبرنامج وبعد أن يستغفر الله ويسبحه ويقدسه ويبكى بين يدي الله ويعترف بتقصيره وذنبه وبعده عن الله
فينام له ساعه او ساعتين وينهض بعد ذلك ووجهه يشع منه النور
وتكتسي تقاسيم وجهه الراحه
ويشعر بكل الطمأنينة وكأنه يملك كنوز الدنيا
وفي المقابل نحن نعيش في البيوت الفاخره والتي تحتوي على كل مقومات الحياه المرفهه والمريحه وكل المقومات التي تجلب الراحة والسعادة
والنوم يكون بالساعات الطويله فننام من بعد الفجر الى وقت العصر والبعض يطول نومه الى الساعه الرابعة عصرا والبعض الى قبل اذان المغرب بنصف ساعه والأغلب في هذا الوقت هو الرجل فبعض الرجال يستمر في نومه ويغفل عن صلاة الظهر والعصر ويتخاذل في نهار شهر رمضان الذي قال عنه رسول الله صلى الله عليه واله وسلم عندما قال (وساعاته افضل الساعات )
بمعنى ساعات النهار وقت الصيام او وقت الإختبار اليومي
وقت الجوع والعطش وقت الإمتناع عن كل الشهوات والرغبات الإنسانية
وفي المقابل نأتي لسن الفطر وبدأ الاكل
ونقوم بالتذمر وقت العشاء اذا نقص اي شي او اذا لم يكتمل مانريده
ونحن في الأصل نحن مقصرين ومتخاذلين عن العبادات ولانحمد الله
ونقول اننا لانرتاح ولا نشعر بالراحة وكل مايحيطنا يضيق بنا ونتضجر من كل شي ولا نشعر بأي شي من الاطمئنان
ودائما نشعر انه لايوجد مننا أي تقصير ولانعترف باخطائنا وذنوبنا
وان وجد من يذكرنا بالرجوع لله والاستغفار
يكون جوابنا اننا لانقصر ولايوجد لدينا ذنوب لكي نستغفر
وهذا هو ما سيجعلنا في غفلة دائمه ويجعلنا دائماً في عيشة ضنكا ثم نحشر يوم القيامه عمي اذا ظللنا على هذا الحال
ونكون في عذاب دائم لا دنيا عشناها براحه
ولا آخره حظينا بها بالجنة والنعيم الدائم
رساله اخيرة لكل رجل يقبع في بيته سواء لديه عمل
او ليس لديه عمل
الكل مسوؤل ان يراجع حساباته ويحاول ان يتذكر رجال الله الذابلة شفاههم
الزاهدين من رفاهية الحياه الزائلة
كيف صبرهم وصمودهم وصيامهم في ميادين الشرف والعزه والكرامة ؟
فسلام الله على المرابطين المجاهدين الصائمين الصيام الذي يريده الله
فاكتب لنا ولهم ياالله الأجر واعنا على فقدهم واشتياقنا لهم
واعنا على صيام رمضان وقيامه كما اعنتهم وهم في البراري لا يتوفر لهم إلا مايسد بعض من عطشهم وجوعهم
ياارب اعنهم على عدوك ومدهم يا الهي بالنصر والثبات والتمكين
وسلام ربي على اولياء الله واحباؤه
جنود الله وناصروه
Discussion about this post