مياء العتيبي
كاتبة سعودية
صفقة القرن التي أعلنها الرئيس ترامب هي نكبة جديدة لفلسطين بعد نكبة 1948، ومشروع استيطاني استعماري لتكملة الاستيلاء على ما تبقى من ارض فلسطين، وإنشاء كيان ديني يهودي عاصمته القدس مع قوننة المستوطنات وضم غور الاردن والجولان، وسرقة اجزاء واسعة من الضفة الغربية والقدس، على حساب تصفية القضية الفلسطينية وحلّ الدولتين وشطب حق العودة للأجئين الى أرضهم.
بهذه الرؤى المشؤومة تعتبر صفقة القرن مشروعا عدوانيا مخالفا للقانون الدولي ولقرار مجلس الامن الدولي رقم 242 الذي طالب ”إسرائيل“ بالانسحاب من الاراضي التي احتلتها في عدوان 1967، وبمثابة إعلان حرب على الشعب الفلسطيني ودولته الموعودة وحقوقه المعقودة، وعلى الدول العربية التي تستضيف اللاجئين الفلسطينين الرافضة لتكريس مبدأ التوطين، والتي قد تزعزع الاستقرار الامني في فلسطين ومحيطها العربي، وقد تجرّ الى حروب مدمرة تقوّض السلام الاقليمي والسلام الدولي.
وما حدث من ثورات االربيع العربي وتغيير الانطمة الداعمة لفلسطين الى أنطمة تابعة لامريكا.. وما فُرض من عقوبات اقتصادية ظالمة على إيران.. وما تأسس من تنظيمات ”داعش“ وملحقاتها الارهابية، وتوجيهها بشنّ حروبها على الدول العربية الممانعة في لبنان وسوريا والعراق واليمن، وعلى شعوبها وبيئتها المقاومة وما خُطط من اغتيالات قادة وما نُظم من مؤتمرات ومحفزات اقتصادية في البحرين وما روّجه حكام الخليج من سياسات تطبيعية مع ”إسرائيل“ وتواطؤ وصمت عربي ، ما كانت إلا خطوات تمهيدية لتعبيد الطريق امام اعلان ”صفقة القرن“ من قبل ترامب ونتنياهو، وبهذا التوقيت الان إلا لإرضاء اطماعهما الشخصية بالاستئثار بالسلطة للنفاذ من السجن بسبب فسادهما، وتوظيفها في الانتخابات الامريكية والاسرائيلية لكسب اصوات اللوبيات الصهيونية والمسيحية الانجيلية الامريكية المؤيدة لـ فكرة ”إسرائيل“ كدولة دينية يهودية وارض مقدسة لبناء الهيكل كمقدمة لقدوم المسيح (ع) حسب معتقداتهم التلمودية-الانجيلية.. وخير دليل على ذلك خطابا ترامب ونتنياهو حيث كانا خطابا دينيا واحدا بعيدا عن السياسة والواقعية يشوبه الكذب وتزوير الحقائق والتاريخ والعبث بالخرائط والجغرافيا والاستخفاف بحياة الملايين من الفلسطينين داخليا وشتاتا ومستقبلهم ووجودهم والتاريخ شاهد بان الصفقات والمفاوضات لا تعيد حقا ولا ترد أرضا (لان ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة)، لذا على جميع الفصائل الفلسطينية توحيد الموقف والثبات على رفض هذه الصفقة العار، والتوكل على الله والاعتماد على محور المقاومة وخيار المواجهة وتفعيل الكفاح المسلح لاستعادة كل فلسطين، وإحياء مجددا اللاءات الثلاث: لا تفاوض، لا صلح، لا إعتراف بـ ”إسرائيل.
الصهاينة و بعض حكام العرب، نقلوا قضية فلسطين من كونها “إسلامية” إلى كونها “عربية”. ثم نقلوها من كونها “عربية” إلى كونها فلسطينية” فقط.. والهدف هو أن لا يبقى البعد الإسلامي الذي يُحرِّك الأمة تجاه قضيتها لكن شعوبنا أقوى من جميع الإتفاقيات التي يوقِّعها الحكّام العرب مع إسرائيل وستبقى هذه الشعوب رافضةً للتطبيع مع الإحتلال . مغرّدون يجبرهم النظام السعودي على التغريد،ضد القضية الفلسطينية في الغباء و يطبلون و يطبعون على مستوى التواصل الاجتماعي
البيان السعودي يدعم صفقة ترامب على استحياء. يتحدث كأنما هي دعوة للتفاوض، وليست معدّة للتطبيق.
هولاء الخونه لايؤمنون بقوله تعالى:(سبحان الذي اسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله) ولايؤمنون بالحديث:(لن تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود)،واليهود نفسهم يزرعون شجره الغرقد لحمايتهم . لم يكن أحد يتوقع أن يأتي يومٌ في بلاد الحرمين يُصبح فيه نصرة القدس إرهاب.
تضج مواقع التواصل بحملة سعودية اماراتية لتسويق صفقة القرن ، في تدخل سافر بحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني الذي لا توجد قوة في الدنيا تجبره التنازل عن حقوقه المشروعة ، وأقولها لكم باسم كل الفلسطينين في العالم لا نريد صفقة القرن طبقوها على الامارات و السعودية في اراضيكم . تخوين وتكفير ثم شتم وقذف وسخرية واستهتار هكذا بدأ الذباب في الهجوم على فلسطين ومقدسات الأمّة كعادتهم مع اي قضية تخوين الآخر ارهبته الطعن في إسلامه سبه وشتمه والسخرية منه ثم يأتون بكل بلاهة ويتسائلون لماذا يكرهوننا؟
رغم الظروف التي يمر بها لبنان، أصرّ العشرات من شباب الأمّة وشاباتها من مصر وفلسطين والمغرب والجزائر وتونس وليبيا والسودان والعراق والأردن وسوريا والكويت والبحرين على إرسال طلبات للمشاركة في الندوة التي تنعقد تحت عنوان “الشباب العربي والتنمية المستقلة”، وتخصص الجلسة الأولى بعد الافتتاح لمناقشة عامة حول دور الشباب في مواجهة “صفقة القرن التي وصفها.
نعم فلسطين ليست للفلسطينيين إنها أرض عربية وهي لكل العرب من محيطه إلى خليجه ولا تملك فئة أن تتنازل عن أي جزء منها سواءً كانت هذه الفئة فلسطينية أم عربية.
لا تختصر القضية الفلسطينية بأن يكون الإشراف الكلي أو الجزئي للمقدسات الدينية بإشراف فلسطيني أو عربي أو إسلامي ونعتبر هذا الإشراف الصوري إنتصاراً للفلسطينيين أو أمتنا العربية أو الإسلامية
نحن شركاء في كل فلسطين وكل مساحات الوطن العربي بأراضيه وبتروله ومقدراته.
إن أي مصدر من مصادر الثروة العربية ليست ملكاً لدولة ما أو فئة حاكمة بهذه الدولة أو تلك تتصرف بالمقدرات كما تشاء ، تحرم أبناء الدولة من المقدرات وتحرم أيضاً أبناء الأمة من ذلك وتتنازل عن حق لا تملكه إلى من لا يستحقه.
لا نرضى بما يرضاه فئة من الفلسطينيين
الفلسطينيون وحدهم غير قادرين على مواجهة صفعة القرن ولا يجوز التخلي عنهم بزعم أن القضية فلسطينية ونرضى بما ترضى به بعض قياداتهم إن صفقة القرن ليست لعبة قمار في أحد نوادي ترمب ، إما أن نقبل بها أن نخسر كل شيء لا نحتاج معونات من الدول العربية وأغنياء العروبة والإسلام لبناء المنازل التي يهدمها العدوان الصهيوني بل نحتاج حقنا العربي في ثرواته للدعم الحقيقي للمقاومة في فلسطين وباقي أنحاء الوطن العربي لدعم حق تقرير المصير ولا نحتاج لموافقتهم على هذه الصفعة ورغم أن المهلة النهائية لتسلّم طلبات الاشتراك هو 7/2/2020، إلا أن عدد الذين أرسلوا الطلبات حتى اليومقد بلغ السبعين كثيرمن شاباً وشابة من خارج فلسطين، يتحملون تكاليف سفرهم إلى لبنان ويسهمون في كسر الحصار المفروض عليه.
أما محاور الندوة، التي يعد المشاركون في الندوة أوراقاً حولها، وينحصر مناقشتها بالشباب المشارك فهي صفقة القرن هي اكبر عملية نصب مالي مكشوفة على دول الخليج ، هذه الصفقة لن تمر ، وال٥٠ مليار دولار التي ستدفعها السعودية والإمارات صاغرتين لتمويل الصفقة ، ستذهب الى جيوب عراب الصفقة توني بلير وعصابته، والايام بيننا.
ثمة عنصر مشترك بين الكيان الصهيوني وبعض أنظمة العرب التي باركت خيانة القرن وحضرت حفلة الشيطان الأكبر وهو أنهم كيانات وأنظمة بلا شعوب ولا انتماء وطني هم مغتصبوا أوطان وشذاذ آفاق يخشون أن يتخطف عروشهم مقاوموا الاستبداد وطلاب الحرية فيحمون وجودهم ببيع الشرف .
كاتبة سعودية
Discussion about this post