قانون قيصر.. أغوار خبيثه…ميتٌ قبل الولادة ..- قانونيآ وشرعيآ وإنسانيآ-..
➖➖➖➖➖➖
✍️عبدالرحمن اسماعيل الحوثي
كاتب ومحلل سياسي
9/7/2020
الجزء الثاني
ذكرنا في الجزء الأول عدم قانونية وشرعية هذا القانون , وعرفنا أنه من التغابي أن نصدق مبرر الإدارة الإمريكية بحماية حقوق الإنسان السوري , وأشرنا إلى ان صاحب التسريبات ماهو إلا شبح بالنسبة للعالم كله ماعدا الإمريكيون.
فلماذا وسموه ب (قيصر) ؟؟!! , وماهو هدفهم الحقيقي؟؟!! , ولماذا تم إقراره في هذا التوقيت ؟؟!!
1 – ( قيصر ) هو لقبٌ بيزنطيٌ قديم يُطلق على الحاكم الذي يتولى السلطة في إطار الإمبراطورية آنذاك , أو من يكون وليآ للعهد وسيحكم تاليآ.. وهو لقب تشترك فيه العديد من الدول الأوروبيه , وأشتهر سابقآ لدى الرومان (القطب المسيحي ) في ذلك الزمان.
فبرمزية الحاكم يشير الإمريكيون إلى أنهم سيحكمون سوريا بموجب بنود هذا القانون بعد فشلهم عسكريآ , وبالرمزية المكانية يُظهر الأمريكيون عنصريتهم ضد العرب , ويشيرون إلى أنه قانون جامع للعناصر الإستعمارية الغربيه مثل بريطانيا وغيرها من دول أوروبا , وبالرمزية الدينية كأنهم يلمحون إلى أن الإضطهاد الذي يدًعونه في الأفلام والصور المسربه يقع على طائفةٍ دون أخرى في محاولةٍ بائسةٍ لشق الصف السوري من جهةٍ ولتحفيز آخرين في العالم من جهةٍ أخرى.. أما الرمزية السياسية فهي معروفةٌ تاريخيآ بين قيصر وكسرى قطبي العالم في زمنٍ من الأزمنه.
إذآ التسمية تحمل في طياتها الحقد واللاإنسانية , والعنصرية المقيته , واللاديمقراطية , والدليل على ذلك هو إجماع الطرفين السياسيين الإمريكيين في مجلس النواب ( الكونغرس) وهما المتناقضين دائمآ على هذا القانون , وأيضآ ذلك التمرير الذي حدث للقانون في مجلس الشيوخ بربطه مع الموازنة العسكرية الإمريكية وإقراره بنسبة ثلثي الأعضاء بعدما فشل إقراره بإجماع 100 بالمئة في مجلس الشيوخ قبل ربطه بالميزانية.
2 – الغرض من هذا القانون ليس كما يدًعون ” حماية حقوق الإنسان السوري ” , بل الغرض منه هو إسقاط نظام الأسد الذي لم يرضخ ولم يستسلم للمستكبرين وأذيالهم في الوطن العربي , والدليل هو : أن القانون ستنعكس آثاره على الشعب السوري بأكمله ( وطنيين و عملاء ( معارضين كما يسمونهم ) وفي هذا غبنٌ وضيمٌ وضررٌ للشعب السوري , وهل تكون حماية الشعب بقتله وإماتته جوعآ وحصارآ ؟؟!! وأيضآ يدل على هدف إسقاط النظام هو إدخال بند فرض عقوبات على الرئيس بشار الأسد ورئيس الحكومة والأشخاص والجهات العسكرية التي واجهت العدوان الإمريكي الداعشي ضمن قائمة قانون قيصر , ومن الأدلة أيضآ أن هذا القانون يمنح ما يسمى ( المنظمات ) في الداخل السوري كل الصلاحيات والنسهيلات , وجميعنا يعرف إرتباط هذه المنظمات بالجانب الإستخباراتي أكثر منه بالجانب الإنساني.
3 – فلماذا بدأ تفعيل هذا القاون خلال هذه الفترة , وما الغاية منه ؟؟!!
بالطبع أمريكا وبريطانيا وفرنسا وكل اللوبي اليهودي في العالم من العرب والعجم , كلهم يحمون ربيبتهم إسرائيل , ويسعون إلى تحقيق حلم الدولة اليهودية الإسرائيلية العظمى , وجميعهم طيلة العقدين الماضيين وما تتخللهما من حروب وعدوان على لبنان وسوريا وإيران كانوا يأملون في إضعاف المقاومة اللبنانية , وإسقاط أو إخضاع النظام السوري , وبالتالي محاصرة وتحجيم النظام الإيراني وتقويض الدور الروسي والضغط عليه كعدو تقليدي , ليعلنوا إقامة الدولة الإسرائيلية , ولكن إنتصار السوريين على العدوان الداعشي السعودي الإمريكي البريطاني , وإنتصار حزب الله على إسرائيل وتعاظم قوته وخبرته خاصةّ بعد أن توسع نطاقه الجغرافي والعملياتي بتواجده في سوريا , وتطور القوه العسكرية الإيرانية , وروسيا تواجدت ميدانيآ على الأرض السورية , إلى جانب إتساع رقعة الوعي الشعبي الذي يكشف ظلم أمريكا وإسرائيل , ناهيك عن الإنتصارات اليمنية التي تشكل مصدر قلق كبير لليهود والأمريكيين خاصة بقرب زوال الحاضنة الكبرى لليهود ( المملكة السعودية ) كل ذلك أدى إلى تأخير مشاريع التمكين اليهودي كصفقة القرن , والتوسع في الضفة , وهدم سور الأقصى وإقامة حائط المبكى , هذه المشاريع كان المقرر بدئها منذ سنوات لولا المتغيرات التي ذكرناها إلى جانب , فما كان من الأمريكيين ألا إتخاذ خطوات تستطيع من خلالها معالجة هذه التطورات السلبية – بالنسبة لهم ولمشروعهم – وأحدها هو إعلان تنفيذ ما يسمى قانون قيصر . بالإضافة إلى أن اللوبي اليهودي في بريطانيا وفرنسا شكل ضغطآ كبيرآ دفع بتنفيذ هذا القانون خلال هذه المرحلة التي ظهرت فيها الذئية التركية التي حملت عبء قيادة الإخوان والدواعش ميدانيآ بدلآ عن أمريكا وبريطانيا بصفقةٍ وعقدٍ من الباطن يوحي لها خبثها بإعادة أمجاد الدولة العثمانية ولو جزئيآ “” فأعداء الماضي عندما كان أهل الحق ضعافآ يتقاسمهم أعدائهم أصبحوا اليوم حلفاءآ لأن أهل الحق صاروا قوةٌ تستطيع مواجهة المستكبرين “” فما كان من الإمركيين إلا السعي لضمان التوازن المرغوب الذي يحقق مصالحهم بفرض ما يسمى قانون قيصر على الدولة والشعب السوري البطل.
إلى جانب إعتقادنا ان الإعلان ببدء تنفيذ هذا القانون فيه إستباقٌ لتطورات كبيرة على الصعيد السعودي والمنطقة ستكشف عنها المرحلة المقبلة.
👈 فكيف يمكننا مواجهة هذا القانون ؟؟!! وإستكمال حلقة الإنتصارات في زمن النصر ؟؟!!
وما دور دول محور المقاومة ؟؟!!
سيتم مناقشة ذلك في الجزء الثالث والأخير بإذن الله..
👈 يتبع في الجزء االأخير…
✍️ عبدالرحمن اسماعيل الحوثي
كاتب ومحلل سياسي
9/7/2020
Discussion about this post