*عدنان علامه*
*حصلت ثورة الدواليب في العام 1992بعد أن ارتفع الدولار إلى سعر قياسي (3000 ليرة). مما اضطر الرئيس عمر كرامي إلى تقديم إستقالته. وهبط الرئيس الشهيد الحريري بالبارشوت وتم تكليفه بتأليف الحكومة. وأول قرار أخذه بعد أن أصبح رئيساً للوزراء هو منع إستيراد الدواليب حتى لا يتم إستعمال هذا “السلاح” في عهده.*
*واذا رجعنا بالذاكرة إلى الإنتفاضة الشعبية العفوية العابرة للطوائف في 17 تشرين الماضي كان سعر الدولار بحدود 2000 ليرة. ولما تدخل سارقوا الحراك إرتفع سعر الدولار إلي حدود 3500$ فقدم الرئيس الحريري إستقالته نزولاً عند رغبة الشعب كما قال. . وللأسف تخلى الرئيس الحريري عن مهمة تصريف الأعمال وظروف عزوفه عن الترشيح معروفة للجميع. وطرح إسم د. حسان دياب بعد حرق عدة أسماء، وتم تكليفه. وحين القيام بعملية التسلم والتسليم تيقن بأن البلد مفلس. وبسبب صراحته وشفافيته اتخذ القرار بمحاربته.*
*إن الوضع الإقتصادي خطير جدأ ويتجه إلى المزيد من التأزم بسبب المال الموهوب والمنهوب والمهرب. وللأسف هناك من يصر على وضع العربة أمام حصان الحركة الإصلاحية للحكومة ومحاسبة الفاسدين.*
*ويبدو ان الكثير من اللبنانيين اصبح لديهم ذاكرة السمك. فلنتذكر تهديد فيلتمان خلال شهادته أمام لجنة الكونغرس. وكان التهديد الوقح واضحاً جداً في حال مخالفة لبنان للإرادة الأمريكية : ” لبنان سيعاني الفقر الدائم أو الإزدهار المحتمل”.*
*فما نشهده اليوم في لبنان والمنطقة هو حرب إقتصادية أمريكية شرس مجردة من الإنسانية على لبنان وسوريا لدفع الناس إلي “الثورة الهدامة“ وليس “الخلاقة”. ولمن يشك في ذلك أشير إلى تزامن إرتفاع سعر صرف الدولار إلى أرقام قياسية في لبنان وسوريا في نفس التوقيت. وإعلان ترامب تطبيق قانون قيصر على سوريا يؤكد ما ذهبتت إليه.*
*لا أحد ينكر الوضع الإقتصادي الصعب جداً على المواطنين. ولكن أتمنى أن لا يتم إرتكاب الخطأ ذاته الذي تم إرتكابه خلال ثورة الدواليب. لأن ما نعانيه اليوم هو تراكم فوائد سندات الخزينة الذي تم إصدارها بفائدة تزيد عن 45% إلى جانب عدم محاكمة الفاسدين والناهبين وعدم القدرة على محاسبة أصحاب المصارف الذين هربوا أموال الودائع إلى الخارج وامتنعوا عن رد الأمانات إلى أهلها.*
*فالخيار السليم هو عدم الوقوع في الفخ الأمريكي الذي يُرسم للبنان وعلينا جميعاً بالمطالبة بالمحاسبة الفورية للناهبين، الفاسدين والَمهربين بدل المطالبة المتوقعة بإستقالة الرئيس حسان دياب.*
*وإن غدا لناظره قريب*
*12/06/2020*
Discussion about this post