حسام خلف
يحتاج الحق أن يبقى حاضرا ليبقى حقا ؛ وليبقى حاضرا يحتاج إلى ذاكرة حية ؛ والذاكرة تحيى عندما يراد لها أن تحيى ؛ من هنا ومن هذه النقطة بالتحديد أطلق الإمام الخميني يوم القدس العالمي …
للذاكرة نوعان ذاكرة عاطفية وذاكرة وظيفية ؛ إنك قد تذكر الماضي فتبكي أو تفرح تذكره بحثا عن الأيام الخوالي أو السود دون أن يكون لذلك معنى في مسار حركتك ،ذاكرة تجدد الشعور وتلهب الحماس وتذكي الروح والانفعال وتعيد تحشيد الجماهير خلف قياداتها .
أما الذاكرة الوظيفية ؛ فتلك ذاكرة المراجعة والمساءلة والاعتبار …
ذاكرة التجديد وإصلاح المسار …
وتعني طرح الأسألة وتقييم المرحلة والبحث في الأسباب واستنتاج الإجابات .
في الذاكرة الوظيفية أنت لاتسأل هل العدو عدو أم صديق ؟؟ ولاتسأل هل نكره عدونا كثيرا أم قليلا ؟؟ ولا تسأل حتى : من ضيع فلسطين ؟؟ …
إنما تسأل مثلا ؛ ماهي الأسباب التي ضيعت فلسطين من أيدينا ؟؟
في أي موقف من الضعف كنا حتى ضاعت فلسطين ؟؟
أين الخلل ؟؟ولماذا تأخرنا كل هذا التأخر في تحرير فلسطين ؟؟
هل الأساليب التي نستعملها في أعمالنا صحيحة ؟؟هل سنحسن أن ننتصر على عدو نحاربه من الأسفل ؟؟
هل ينبغي علينا أن نعلوا إلى القمة لنستطيع المدافعة عن حقوقنا ؟؟
هل هناك خلل في الجوانب الثقافية و الاقتصادية والاجتماعية يمنعنا من تحقيق أهدافنا ؟؟
هل نقوم بمراجعة حقيقية لأفكارنا لاتجاهاتنا لسياساتنا لأعمالنا ؟؟
لقد كان القرآن الكريم يركز على صنع الذاكرة الوظيفية إلى جانب العاطفية فكثيرا مايشدد على الاعتبار …وكان توجيهه أن ( اعتبروا ياأولي الأبصار ) ، وكان لاينظر فقط إلى جانب العمل والحماس وبالأوضح كان لايركز على العاملين فقط فكان يشيد بدور كل من (( أولي الأيدي والأبصار )) أصحاب التفكر والتدبر والاعتبار…
الذاكرة الوظيفية هي مايصنع الفارق ويجدد المسارات أم الذاكرة العاطفية فهي تزيد من سرعة المشي وكلنا نعلم خطورة السرعة فيما لو كنا على غير طريق وللقارئ الحكم وتحديد أي الذاكرتين تسود عقولنا فهو الحكم وصاحب القرار والسلام على أهل السلام .
Discussion about this post