بقلم ناجي امهز
مؤخرا تسارعت الاحداث كثيرا خاصة في سوريا بظل الكلام عن متغير سياسي روسي يحصل، مما يدل على انه هناك خللا ما بالعلاقات الروسية السورية.
وبما اني لم اكتب عن هذا الموضوع حديثا، تلقيت العديد من الرسائل حول ماذا يحصل والى اين تتجه الامور.
في الحقيقة انا لست مستغربا مما يجري بالسياسة بين سوريا وروسيا، لانه في العام 2011 كتبت مقالا كان عوانه امريكا الشيطان تحاصر اوروبا وتعزل روسيا وسوريا وتستنزف ايران، حذرت فيه من الدخول بهذا الحصار لاني اصلا لا اؤمن بالسياسة الروسية، كما ان مقابلاتي المتلفزة كنت احذر من التفاؤل كثيرا من التصفيق الحاد لابو علي بوتين، ويمكن العودة الى مقابلاتي.
ولكن للاسف العقل العربي مريض لا يريد ان يفرق بين امنياته وبين الواقع السياسي الذي تحكمه المصالح، وبان الدول الكبرى لا تنظر الينا الا اننا اداة لخدمة توسع نفوذها او فرض وجودها.
وبما اني لا اكتب فقط من اجل ان اكتب فان المقال الذي انشره هو كالنقش بلوح الزمن لا يتغير او يتبدل، فانا لا انصت لما يقال او ما يصرح به الساسة ، انا اتابع الاشارة التي اربطها بواقع زمني مع متغير سياسي اقارب فيه حقبة تاريخية لان الساسة يتغيروا بالعالم، ولكن مدرسة السياسة العالمية لا تتغير.
نعم هناك متغير ورسي يحصل وهذا الامر كتبت عنه في 18/05/2018 اي قبل عامين وشرحت بالتفصيل المطول ما يريده الرئيس بوتين من الرئيس الاسد
وعندما تطالعون المقال الذي نشر قبل عامين وتحذيري لمحور المقاومة من السياسة الروسية، ويقارن بما يحدث اليوم ستدركون كم كنت دقيق بوصف السياسة الروسية وكان المقال الذي نشر في 18-05-2018 يحمل عنوان
” بوتين قال للاسد يجب خروج إيران وحزب الله عسكريا من سوريا”
قال الرئيس بوتين للرئيس الاسد، نحن لا يمكن ان نقف معكم أكثر من ذلك في مجلس الامن او نقاتل إلى جانبكم عسكريا أكثر، عندما تحالفنا معكم بحربنا على الارهاب كان لنا مصالحنا وأهدافنا كما لكم وللمحور اهدافه ومصالحه، لان الحرب على الارهاب شيء والحرب مع إسرائيل شيئا مختلفا كليا، عندما حاربنا الارهاب كنا تحت مظلة اممية معترف بها من جميع الدول وخاصة الدول الغربية التي ضربها الارهاب التكفيري في عواصمها كما ان عواصم القرار كانت متفقة على خارطة معينة تساهم بالتوازن من اجل ان يكون للصراع على سوريا متغيرا سياسيا وديموغرافيا معين ينسجم مع المتغير العالمي، لذلك كان العالم مستعد ان يغض النظر عن بعض الأخطاء التي كانت تنتج بسبب الهجوم الكثيف على بعض المناطق التي يسيطر على الارهاب، ولكن ان تضرب وتقصف إسرائيل من قلب سوريا فهذا الامر يشكل خرقا لاتفاقيات حافظ عليها حتى الرئيس حافظ الاسد طيلة 34 عاما، لذلك نحن لا يمكننا ان نزودكم بدفاعات صاروخية او نكون شركاؤكم سياسيا في هذه المعركة، وانتم تعلمون اننا عملنا ما بوسعنا من خلال علاقتنا باسرائيل ان نوقف بعض الهجمات الجوية، ولكن في الختام إسرائيل تشعر انها مهددة بالخطر من التواجد الايراني العسكري في سوريا كما هي مهددة من قبل حزب الله الذي هو على مشارف حدود إسرائيل جنوب لبنان واصبح متواجد شرقا عند تخوم الجولان، كما لا يمكننا ان نذهب بعيدا للدفاع عن قضية 80% من النظم العربية تخلت عنها، كما لا يمكنك ان تذهب لتحرير الجولان من بوابة فلسطين، لان ازمة الجولان هي ازمة يتم حلها بناء على اتفاقيات حصلت، والا كيف يمكن ان تبقى معاهدة كامب ديفيد عند حدود سيناء، وكما تعلمون سوريا دولة لها مصالحها ودورها السياسي والاقتصادي وهي بحاجة إلى الاعمار وقد اعلنت غالبية الدول بأنها لن تدفع دولارا واحدا لاعادة بناء سوريا بظل التواجد العسكري الايراني وحزب الله فيها، ونحن نعمل بجهد من خلال مؤتمر سوتشي ان ننجح سياسيا بالخروج من الازمة السورية بالحفاظ على الجميع ومنهم الايرانيين، ولكن الغاء التفاهم النووي الذي جاء ردا على السياسة الايرانية بالمنطقة كان قاسيا حتى علينا نحن في روسيا لاننا كنا نهف من خلاله إلى تقريب وجهات النظر التي تؤكد ان دور إيران مهم جدا بعملية السلام بالشرق الاوسط، لقد تغير العالم وهناك متغيرات لا يمكن لاي دولة ان تبقى خارجها وخاصة الدول الكبرى ونحن منها، وقد ان الاوان لوضع حدا لنهاية هذا الملف المتأزم بالمنطقة، لذلك نحن سوف نكمل بالعمل سياسيا من خلال مؤتمر سوتشي، ونتمنى منكم التجاوب مع ما ينتج من اتفاقيات، لانه لا يعقل ان تستمر الازمة إلى مالا نهاية، وخاصة ان ادارة الدولة السورية تطلب عملا وجهودا كبيرة على كافة المستويات ومن الجميع.
وافق الرئيس الاسد على نتائج سوتشي مسبقا وخاصة ان فريقه المتابع سجل العديد من المكاسب السياسية واعلن عن ارسال مندوبين لمتابعة اللجنة الدستورية التابعة للامم المتحدة ، وما تبقى يتدارسه مع حلفاؤه الايرانيين وحزب الله.
وبالفعل ظهرت نتائج لقاء القمة بين الرئيس الاسد والرئيس بوتين في أكثر من مكان وخاصة بعض تصريحات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والتي كانت واضحة ولا لبث فيها من القضية الفلسطينية حيث قال نحن نرجو من الجانب الاسرائيلي ان يتعامل بحرص شديد مع المحتجين الفلسطينيين لان افعالهم مشروعة ونحن لا يمكننا ان نقدم للفلسطينيين أكثر من هذا الخطاب.
وايضا سارعت دول الخليج بعد علمها بموقف الرئيس بوتين باضافة اسماء على لائحة الارهاب من ضمنها اسم امين عام حزب الله سماحة السيد نصرالله بمحاولة لدعشنة حزب الله في سوريا ولبنان تمهيدا لضربه بواسطة تحالف عربي اسرائيلي مدعوم امريكيا، وصمت روسي.
رابط المقال : https://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2018/05/19/464225.html
Discussion about this post