أشواق مهدي دومان
و كم كتبتُ عن لصوص الكلام و المقالات ، و كم ألمحتُ عن الذين يكمن خطرهم أو بالأصح خطرهن عندما يسرقن خلاصة و لبّ غيرهن !!
و يا للعجب أن تنتزع روح غيرك لتسكبها في روحك دونما إلماح و كأنّك تخنقه ، و عجيبة تلك الدّقة و الاحتراف في سرقة الحروف من بين الحروف !!
لا أدري من أين أبدأ و لا أدري إن كان شهر الفضيلة يسمح لي بإشهار أسماء تلك المتطفّلات المقتحمات حصون غيرهن ، و بأي وجه تستبيح مقالاتي لترقّعها في مقالاتها بمايشبه تطعيم الفاكهة بفاكهة أخرى ؟!
لا أدري كيف تجرؤ على أن تتلصّص على غيرها فتبحث ، و تنقّب لتجد الأنسب لموضوعها ، و هذه المرةّ أجدها تتفنّن أكثر من غيرها من سوارق النّصوص ، حيث و إنّها تتمّم عملية ترقيع الحروف بالحروف بشكل متناسق و بهدوء و أناة ، و لكن قد يغيب عنها أنّ حروف الإنسان كروحه لا تقبل غير جسده ، و أنّ النّفس تعرف قاتلها و لو بعد حين ،،
و حمقاء من تضع نفسها هذا الموضع السّفلي ، و من تظنّ أنّ تفنّنها ذلك مانعها من معرفة المسروق لحروفه،
حمقاء من تظنّ أنّي صمّاء لليوم عن سابقاتها و اللاتي بتّ أبادلهنّ الاحترام فبمجرّد التّلميح لهنّ فقد غادرتهن تلك الهواية ، و لهنّ أصدق التّحيّات و أسمى الأمنيات ،،
و لكن و اليوم : تتجدّد مأساتي حين أسمع صدى وقع حروفي المكمّمة بين حروفها فيما تشعر حروفي بأنّي عاجزة عن سمعها ، وقد نادتني أن قد سُرِقت منكِ فتعالي ، و أخرجيني ؛ فأنا في غير وطني غريبة رغم أنّي مرقّعة بدّقة ،،
كما و لا أدري متى سيقام الحدّ على لصوص النّصوص ؟!
فاليوم أطمئن و أمرّ على مقالات بعد أن تركت المرور لظروف و مشاغل فأتفاجأ بحروفي بين دفّات حروفها ، رأيتها بيقين تطعّم مقالاتها بها و تفتخر بنشرها .. عرفت تعابيري التي جذبت روحي إليها جذبا !!
نعم عرفت حروفي بين طيّات حروفها تنتحب ، و كم من المرّات سأظلّ أعاني من تلك السّرقات ، و أنا لا أغترّ و لا أتكبّر لكنّها حقوق الفكر ، و حقوق العاطفة الممتزجة بها ، و حقوق اللغة ، و حقوق الأسلوب .. حقوق الكلمة و الجملة ، و التعابير المترابطة و التي أعرفها من بين مليون سطر ؛ لهذا سأطالب وزارة الإعلام و وزارة الثّقافة ، و من يهمه الأمر أن يقتفوا أثر وزارة الصّحّة و يقيموا مساكن للحجر اللغوي تعقّم و تطهّر و تحجر باللّه أرواح البعض علّه يتوب عن سرقة روح غيره ، و تضع حدودا لكل من يشتبه به حاملا لفيروس كورونا المقالات ، تلك السّرقات التي لا قيمة لها و قد رخص مبدأ الإنسان ، و تجرّأ حين تطاول على أن يأخذ ما ليس له من مشاعر و أفكار ( و إن تشابهت ) لكنّ اللغة هي الحكم ، كما أطالب بلجنة تحكيم و تحقيق تحاكم النّصوص بعد أن تتحقّق من نصوص السّارق و المنتحل و نصوص المسروق منه ، و إلّا فالتّشهير ، و إن كان رمضان شهر فيبدو أنّ تلك لم تُقِم له قدسيّة الصّون ، و الصّوم عن سرقة الأرواح ، و حينها سأعلن من سرقت نصوصي بالاسم و لن أبالي و لن أطيل صبري و مراعاتي للمشاعر و الأخوّة و الصّداقة ، و كوننا ضدّ العدوان فهذا سيّدي القائد يعلّم أمّته كيف و أساسيّات نظافة الرّوح و الجسد ، و كقائدي و قدوتي سأطالب بتنظيف و تطهير عالم الكتّاب من وباء سرقة المقالات ، وبعدها سأشهّر ، و ” لتعلمنّ نبأه بعد حين “.
أشواق مهدي دومان
Discussion about this post