ديما الفاعوري
عدو خفي اجتاح دول العالم دون معرفة هويته وطرق محاربته ودول عظمى اعلنت استسلامها وعدم قدرتها على الصمود بالرغم من امتلاكها لافضل الانظمة القتالية والصحية .. فالعالم اجمع على ان السلاح هو بيد الجميع من ناحية الالتزام والتحوط صحيا.. ولكن في العراق الوضع مختلف تماما .. السياسيون منشغلون بتشكيل الحكومة وتوزيع المناصب والوزارات والمواطنين لا يأبهون المرض .. فقد اعتاد العراقيون من وجهة نظرهم على مواجهة اعداء كثر ورؤية الدم والجثث فالامر اصبح عاديا وطبيعيا وبحسب تقارير صحية واعلامية واقوال اطباء فإن اغلب العراقيين لا يكترثون لخطورة المرض ويرفضون اجراء الفحص الطبي ما يعني ان الاعلان الحكومي عن اصابة ١٠٠٠ شخص بالفايروس هو مجرد رقم تقديري فالارقام الحقيقية اكثر بكثير والامر لم يصل الى هذا الحد فقط بل تجاوز لما هو ابعد واخطر ففي بعض المحافظات ترفض العشائر السماح بعزل النساء اللائي تظهر عليهن الأعراض لأنهم لا يريدون أن تبقى نساؤهم بمفردهن في المستشفيات .. وحتى الجثث هي الاخرى كان عوامل تهدد بتفشي الكارثة وزيادة اعداد الاصابات بعد رفض المقابر استقبال جثث المتوفين جراء الوباء وتكدسها بين الاحياء .. اذن نحن امام كارثة حقيقية في العراق والكارثة الاعظم ان عدم مبالاة ملايين من البشر في دولة تبلغ مساحتها اكثر من ٤٣٧ الف كم مربع وعدد سكانها قرابة ٤٠ مليون سوف لن يهدد وضعهم الصحي وحده بل قد يمتد لا سمح الله لدول مجاورة ..
الجهل وغياب الوعي وعدم المبالاة والفساد عوامل جميعها اصبحت تهدد العراق وصحة ابنائه الذين مازالوا لا يدركون حجم العدو ولا امكاناته .. فعدو اليوم لا يحتاج اطباء فقط لمحاربته بل يحتاج الجميع لمحاربته .. نناشد نخوة العراقيين وغيرتهم الالتزام ببيوتهم لاجل العراق ولاجل صحتهم ..
Discussion about this post