روان عبدالله
سيدي ياحسين البدر
فيك تكون الحروف تحدٍ ، وفيك تصير اللغات سراب ، وتعيش الحروف أزمة المعنى الجليل ، وبين الرجال يصعب الحديث بنعومة ، فأنت قائداً أضاء المستقبل بوهج من صمود ورسمت طريق العزة والحرية والإباء بخط من نضال ، قدت معارك النصر وعلّمت الأجيال معنى الإنتصار ، قائداً شهد لك العالم واختارك التاريخ عنواناً للتضحية والحرية والعروبة والفداء .
نعم إنك أكبر من كل الكلمات وأبلغ من كل العبارات ، فقد حملت في قلبك وعقلك ووجدانك قضايا أمتنا فكنت وإياها كياناً واحداً نذرت نفسك لأجلها حتى الرمق الأخير ، فكنت أجدر بأن تلقب حكيم اليمن وضميرها فكيف لا وأنت من جعلتنا نستذكر بعد رحيلك سجاياك وإخلاصك اللامتناهي وإنتماءك الذي لا يعرف الحدود ، ومواقفك المشّرفة الوطنية الجذرية رغم سنوات المطاردة والاعتقال و سنوات الحروب عليك وعلى أبناء منطقتك والتي لم تنل من عزيمتكم وإصراركم فقد رحلت وتركت خلفك إرثاً مقاوماً صامداً صابراً عزيزاً و نضالياً من العمل الدؤوب والمثابر في خدمة بلدك وشعبك وقضيتنا الوطنية ، رحلت وقد أسست مسيرةٌ عظيمة أساسها القرآن العظيم .
سيدي ياحسين البدر
راهن الكثيرون على اندثار ماصنعته وانطفاء ما أشعلته بعد رحيلك ولكن ماخلّفتهُ فينا وفيمن أحبوك وساروا على نهجك كان الضمانة الحقيقة للاستمرار على النهج الحي الذي لا يموت مابقي هنالك رجال أعزاء شرفاء ، قد قهرتهم بترك وراءك المسيرة القرآنية و الأمل والإيمان بالمستقبل العزيز المقاوم الصامد متمثلاً بالقائد السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي-سلام من الله عليه- قائدا لسفينة النجاة لبر الأمن والأمان من كيد الطغاة والشيطان .
نعم وسط هذه العتمة الحالكة والغفلة السائدة في العالم لايزال هناك رجال الله يواجه العسرات والعقبات بأزيز المسبحين وأكف المتضرعين ، ودموع الخاشعين في أوقات السحر وحين البأس ، أولئك الذين درسوا في مدرسة الشهيد القائد حسين بن بدر الدين الذين صدقوا وآولئك هم المنتصرون بإذن لله .
فسجّلك التاريخ في صفحات الخالدين بإسم من ذهب ، وبحروف من حزن كتبت مفردات الرثاء ، وبدموع الألم وضعت النقط وبغصة وجع شدد الحرف ، فقد رحلت وباتت قلوبنا تعتصر الأسى لكنّك علّمتنا أن نسمو فوق الجراح وأن نكون أكبر منها ، علّمتنا أن المصيبة محك الرجال .
فكنت أنت الوفيّ لشعبك ، الناصر للمظلومين ، والساند للكادحين ، و كما كنت كبيراً في الحياة ، فأنت كبير في الاستشهاد ، فاليمن التي أحببتها وولدت وترعرعت فيها ، وظليت مدافعاً عن أرضها وعروبتها وحريتها واستقلالها ، ووفياً لها حتى عروجك إلى السماء ، فقد خرجوا عن بكرة أبيهم في وداعك ، حتى الذين اختلفت معهم ، فكان وداعك بالحجم والقدر الذي يليق بك وبتاريخك ونضالاتك وتضحياتك .
وصمودنا اليوم وتضحياتنا واستبسالنا ومقاومتنا هي ثمرة من ثمار تضحياتك يا حسين البدر .
#اتحاد_كاتبات_اليمن
Discussion about this post