(من الإرشيف)
كتبت-عفاف محمد
ياسيد العظماء يا هامة الكرماء يامن سبحنا في عبير رؤاك ..
يا لجة نفرت من محيطها
فغمرتنا سناء و بهاء واسكنت في الروح مع القرآن انسجام يا عين غفت لتهجع الروح في سلام ..
افتح عينيك سيدي …
لترى تفرق الغيوم وصفاء السماء من بعد تلبد
حينها همت شمسك بالشروق بعد انسحاب الليل الملتبس فأنارت الفجر المندى وأطل علينا وجهك الطلق ضاحك القسمات وانت هو المحدث اللسن ..
لمحناك من خلف الغيم طوفان لا يفتر ولا يقر له قرار إلا بدنو الحق الظافر وكنت لنا خير ناصر..
يا من رحبت عاطفتك تجاه ارضك واهلك حتى شملت كل ما يحيط بنا بنفسك السخية التي اعطيت من ذوب عصارتها نفسك العلوية من طبعك وخلقك و عملت على اصلاح العيوب الخلقية والنفسية التي تفسد العقول والأذواق و خولك كل ذلك المكان الأسنى بين صفوة العارفين ومنقذ الغافلين
رزقك الله سعة العاطفة الإنسانية وسلامة الذوق ومتانة الخلق وطبيعة الوفاء، سكن بك روعنا فأمنتنا و تضضعنا وانت من هديتنا
ياصفوة الوارثين وعلم الثلة الأخرين يامن لا تنتهي سجاياك الي صفة ..
افتح عينيك لترى كيف اضحت امتك التي ابحرت في بحورك و استسقت من ثقافتك .بعد ان عيل صبرها وتجمدت ملامحها ولجمتها السنون، بعد تطبيع الهزيمة وتطويع الوعي لتقبل الهيمنة
أشجتنا دروبك من بعد الهوان وهزنا منك نافل القول فرسمناك املاً في قابل الأيام
يا صفحة بيضاء بلا ثنيات ولا تعاريج كانت نفسك تحمل اشكال الجمال فانعكست على هذه الامة ..لكم كنت حريص على التمسك بحبل الله المتين وتدرجت بطبيعة تفكيرك الذي حددت به سير عملك وامتلكت من التعبير البديع الذي تسرب للنفوس في طواعية ليجتر المتلقي للعمل والحركة
تطلعت في اسرار الكون و اثارت لديك ملكات الكشف والاستقصاء ..تأملتها بعمق نظرت لكل ماحولك بعين مختلفة بعين الناقد المترفع عن الدنايا جانح الى الطهر واستقامة الظمير ..
انبجست تحركاتك من روحك كما تنبجس ينابيع الماء العذب وسط مجالي الطبيعة فأخضوضر كل ماحولك وشع نوراً من نورك البهي الأزلي فما خلناك غير هبة إلهية من السماء اجزل الله لنا بها بالعطاء
..
افتح عينك لترى ..اين وصل صدى تلك الصرخة التي قلت عنها وصدق القول سيصرخون بها في اماكن اخرى، وتطلع لكتاب الله كيف انتشت ارواحنا بعد ان اعدت له بريقه .
انت من ادركت كنة الاشياء دوننا و عمدت الى توجيه سداده الصدق ولحمته الإدراك والبيان
حفيته بصيغ من العطف لله وللوطن كانت عاطفة الثورة ضد الظلم والطغيان والظلال هي من تتأجج بداخلك فتحركت على اثرها كل النوازع واثمرت واينعت
تركت لنا ارث تاريخي غويص المفاهيم اتضح لنا ثقله من كل خلجة ونبرة وكل رأى هو لك
افتح عينك لترى السيول الجرارة التي اهتدت بهديك الشريف
كان ناتج تلك الروح القلقلة بداخلك على مستقبل الامة الإسلامية جمعاء انبثق من روحك حب الانتماء للعروبة رغبت كثيراً في كسر الاغلال التي تزيد من هموم الأمة وتطوقها فتجعلها متعثرة راكدة جامدة لاحياة فيها
يا إيها المتفرد شهاباً ساطع يامن حملت هوية العلماء والادباء والخطباء والعارفين و الصالحين و المبتهلين ،يا رجل وقره دين من وهبك الله فصاحة اللسان وجمال البيان..
لأنك شرف رفيع لم تسلم الأذى عنفت عليك صروف الدهر وكانت تأتي عليك بالين طوراً وبالتشديد تارات
كدرتك النوائب لكنك لم توجلها ..كنت كرمة زهت في السماء طول
لم تعج بك تلك الرزايا الشائكات بل كنت فهراً لم يجتره السيل العرم
تداخلك البلى واهلك وديرتك وكانت مأساتكم مرآة كربلاء المفجعة ..
ابليت صبرا لم يبله احد وتقاسمتك مأرب شعب رثيناك كما ترثى الفواقد السلب
لعنوا اينما ثقفوا من هم
قتلوك قتلهم الوغر وعاث بهم الزمان على ماكان منهم من خطل
لعمري ياذا الحسب الزاك والعهد ذا الأسلاف كيف لنا النزوع عن دربك ونهجك ياسد الأشراف
لفرط شعاعك قد اتاك السواد الأعظم فأفتح عينيك لترى من هم وهبوا انفسهم في سبيل هديك الذي تشربوه من علمك الوفير يامن البسك الله ثوب الجلال ..
زهدت في الدنياء فأعتليت عنان السماء
بسط الرحمن منا مودة
لك ولهديك ..
افتح عينيك لترى عضدك من نسلك كيف قاد السفينة من بعدك واوصلها بر الأمان
افتح عينيك لترى الهامة القيادية التي احكمت القبضة وشدت بنا الرحال من جديد واذكت فينا نيران المقاومة ضد الظلم والظالمين ..
افتح عينيك لترى ان تلك التربية الصالحة لا زالت جذورها حية ..تنبض بالحب والولاء لله وللوطن والولاء لك ياسيدي ..
التربية التي نشئتم عليها على يد البذرة الأولى السيد بدر الدين سلام الله عليه الذي انتج جيل صالح معطاء جيل مهذب وراقي جيل تهذب بخلق الانبياء ..
هاهو اليوم سيدنا عبدالملك خلف لخير سلف يكمل الدرب هو عزنا والشرف ..
عاهدناه الولاء وعاهدناه الثبات وعاهدناه البذل ..حتى النصر فليمض بنا حيث شاء
افتح عينيك سيدي وتطلع كيف انقشع الغمام وهزمنا المعظلات الجسام ومرغنا آناف اللئامِ.
Discussion about this post