بقلم ناجي امهز
انا اتفهم من لا يميز بين الفاسد والصالح، ربما حبه او اتباعه لزعيم اعمى بصيرته وتشاكلت عليه المفاهيم، فاصبح عاجزا عن التحديد.
انا اعرف ان العقول متفاوتة بالآراء والمفاهيم لانها نسبية، وما اؤمن به انا ليس من الضروري ان يؤمن به غيري فالمذاهب الفكرية هي بالتضاد.
ولكن ان تجد شعب لا يفهم بفهمه وشعوره علة الموت او انه الفاصل بين البقاء والرحيل، فهذا الامر لا يقبله عقل او منطق، لان الحيوانات بغريزتها الفطرية تحاول الفرار والنجاة من الموت، حتى الحشرات عندما تشعر باقتراب الموت تحاول جاهدة ان تقاومه.
غريب امر ما يجري بوطننا لبنان، وكأن الناس اصيبت بمس الجنون، وانعدام الاتزان وغياب الادراك والوعي.
بكل الدنيا فيروس كورنا قلب الموازين وغير المفاهيم وبسبب تداعياته تغيرت مخططات واستراتيجيات دول، على كافة الاصعدة وبكل الاتجاهات، وفرض اعلان الطوارئ او ان هناك مدينة او بلد منكوب..
اقتصاد دول تبخر بين ليلة وضحاها، 60 بالمائة من الصناعات الثقيلة تعطل انتاجها، 30 بالمائة من حركة البناء توقفت، مهرجانات رسمية وشعبية ورياضية الغيت، تقريبا كافة الاماكن المقدسة ولمختلف الاديان اغلقت، 80 بالمائة من المؤسسات التربوية (جامعات معاهد مراكز) تمنعت عن التعليم، العالم شبه مشلول، لا رحلات جوية او بحرية ولا حتى برية، دول عزلت نفسها، وضمن عزلتها فرضت الحجر الصحي، وانا اتكلم على مستوى العالم.
الا في لبنان مازال الجميع يبحث عن جنس الملائكة، وهل انت تحمل العلم الايراني او اللبناني الفرنسي او الامريكاني السعودي او السوري، انت 8 اذار او 14 اذار، هل تراب القديس يشفي ام تراب كربلاء، هل ما جاء بالبخاري صحيح او غير صحيح، هل مات الملك او عاش الملك، هل الثورة على حق او ليست على حق.
هل فلان فاسد او فلان هو الفاسد.
هل الفيروس من ايران او ايطاليا او الصين.
الفيروس هو صناعة امريكية، لا بل صناعة صينية، لا انه غضب من الله، لا انه من اكل الوطاويط.
يا شعب يا عالم، يا هو، الوطن فيه فيروس بحال انتشر لن يبق صغير او كبير، يوجد شيء بيننا اخطر من قنبلة نووية وهو يكاد يتفجر، شيء اعنف من زلزال واصعب من تسونامي، واكبر من مجاعة ونقص السيولة وسعر الدولار.
نحن بحاجة ان نصمت قليلا ونبكي كثيرا ونتضرع الى الله،
نحن بحاجة الى كل طاقة ايجابية من المحبة لبعضنا البعض، فاليوم لا تحميك طائفتك او دينك او ما كتب بهويتك او ان كنت تعيش بمنطقة كلاس او حتى بأحياء شعبية، ولا حتى زعيمك الخائف من رؤيتك علك تحمل فيروس كورونا.
اتركوا الناس تعبر عن ايمانها كما تريد وبما تشعر، وتوقفوا عن الاستهزاء بمشاعر ورعب الناس.
اوقفوا البرامج الفنية والسياسية وانطلقوا نحو البحث عن شفاء من هذا الموت، الذي يطرق الابواب بقوة فالناس تعيش الخوف حتى من الهواء.
اين رجال الدين والكهنوت، اين الدعاء والبكاء والسجود،
اين الاطباء واصحاب برامج التغذية والارشادات العائلية،
اين واين ؟؟؟…
هناك شعب مهدد بالموت بحال لا سمح الله انتشر فيروس كورونا وخاصة ان وطننا صغير بحجم مساحته، فنحن جميعا لا نعادل شارع في الصين.
نحن بخطر حقيقي بظل الامكانيات الضئيلة للغاية بسبب الفساد والاستهتار الذي التهم كل شيء حتى اصبحنا عراة مكشوفين امام فيروس كورونا.
دعونا نقوم بأي شيء، بعيدا عن التنكيت، ودور لبنان انه نقطة محور العالم.
هل يمكن تأجيل كل هذه الصراعات والجدل البيزنطي وحروب منصات التواصل الاجتماعي لمن يبق حيا بحال ان بقينا احياء.
ولا اقول الا لا حولا ولا قوة الا بالله.
Discussion about this post