✍🏻 عبدالملك سام
أذا سمحتم لي أن أقول بأن القائمين على المنتجات المحلية الخاصة بالأسر المنتجة “يفتقدون للكفاءة”، وهذه العبارة بذلت جهد أسطوري لتخرج بأقصى درجات اللطف! وهذا الوصف هو أقل ما يمكن أن يقال في حق من يدمرون أحلام الأسر المعوزة، بل وأحلام أسر شهداء ومرابطين كانت تطمح لتكفي نفسها، وأحلامنا نحن بوجود صناعة يمنية محلية تغنينا عن المستورد، وتساهم في تحسين وضع البلد الأقتصادي.
أنها جبهة كان يمكن ربحها بقليل من الضمير والعمل الجاد، ولكننا تفاجأنا بأننا أمام أشخاص مهتمين بالتصوير وأطلاق التصريحات الصحفية فقط! ومع مرور الأيام أختنقت أحلامنا ونحن نرى خيبة الأمل بتطوير المنتجات حتى تجد مكانها على رفوف المتاجر في كل مكان! فأين الخلل؟! وماهي التدابير التي أتخذها هؤلاء المعنيون بهذا “الحلم” لحل الإشكالات؟! ولماذا نشعر أنهم لا يفعلون شيئا؟! أسئلة كنا نتمنى أن نجد لها أجابة شافية، ولكن يبدو أن “أكتفاء” كان يعني أنهم مكتفون بما وصلوا له حتى الآن فقط!
أقسم لكم أني لست بصدد أبتزاز لمصلحة خاصة، كما أني لست مدفوعا من قبل جهة لأنتقاد جهة، بل اتمنى أن يعتبر المهتمون بالأمر بأن كلامي من باب النصح والحرص. الموضوع أنني شاهدت واحدة من هذه النسوة وهي تحاول بيع (مباخر) صنعتها بنفسها، وبصراحة كانت تحفة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى حتى أني قلت مازحا: “ضاعت الصين”، وبمجرد أن عرفت أنها من صناعتها سألتها عن المنتج ولماذا لا تتخاطب مع المسؤولين عن المنتجات المحلية بدل أن تبحث بنفسها عن مشترين أحيانا قد يكونوا سيئين معها، وكان جوابها انها حاولت، ولكن مشكلة الأحتكار والوساطة والأستغلال كانت عصية على الحل! تخيلوا معي هذا؟! عمل كهذا كان سيساهم في حل مشاكل عدة وهامة للبلد، لكنه يواجه بهذه البيروقراطية والصلف!
الحل برأيي.. المؤسسة القائمة على الموضوع يجب أن تطور من عملها، يجب أن يتم انشاء ادارات للتدريب والجودة والتسويق، وربما اختيار أشخاص مهتمين أكثر قد يغير من الواقع بشكل كامل، فهذا المجال يحمل الكثير من عناصر النجاح نظرا للحاجة الكبيرة له. يجب التخاطب مع كل الوزارات للنظر بأمكانية تحسين الجودة وتوسيع العمل والقضاء على المعوقات بما يضمن أنتشار المنتجات ودعمها بما يحقق لنا أكتفاء حقيقي وتوقف النزيف الناتج عن الإستيراد، كما أن هذا الأمر يرتبط بعدة جوانب كالأقتصاد والسياسة والصحة، فنجاح الأمر كفيل بالقضاء على البطالة وتحسن الوضع الاقتصادي وعدم خضوعنا للأبتزاز، ودعم العملة، وأيضا وجود منتجات صحية نعرف تماما كيف يتم أنتاجها.
اخيرا.. أتمنى أن يتم فهم هذا المقال كما يجب، والبعد عن الرؤية الضيقة لما فيه مصلحتنا جميعا، وكلنا نطمح لذات الأهداف ودعم صمود هذا الشعب، وقليل من الحماس والمثابرة والمصداقية وتحمل المسؤولية سننتصر في كل المجالات بأذن الله.. ودمتم بود.
🔑 https://telegram.me/abdullmalek_sam
Discussion about this post