حسام خلف / يكتب
لست أعتقد أن اغتيال سليماني والمهندس هو فاتحة العواصف إنما هو حلقة من حلقات مسلسل العاصفة التي تضرب منطقة غرب آسيا منذ عام ٢٠٠٦م وحتى الآن .
لم تكمن احتمالات الحرب وإن مرت بفترات خمود بركاني ؛وكما قيل ” ليس السلام إلا مرحلة بين حربين ” عندما تختفي فرص التفاهمات طويلة الأمد.
وقد بدى وطيس الصراع في نهاية ٢٠١٩ وبداية ٢٠٢٠ حاميا لاتعد المناورات الروسية الصينية الإيرانية شرارته الوحيدة .
كان اغتيال سليماني والمهندس علامة على دخول الصراع مرحلته الأشد إحماء إذ تبدو الاحتمالات متشعبة أكثر من أي وقت سلف .
والسؤال المهم هل تريد أمريكا وإيران الدخول في الحرب المباشرة ؟
قطعا لاتريد أيا منهما الحرب لكنهما على استعداد لها .
إن احتمال الحرب لايبدو صاحب الفرص الأكبر في ظل توازن الردع والتوزع المتجانس لأوراق القوة بين الطرفين والتهديد العالمي الذي تشكله الحرب ليس على المستوى الأمني فقط وإنما على مستوى الاقتصاد والعلاقات الدوليين .
أما سينارو الرد المحدود فيبدو صاحب الحظ الأوفر وتؤيده سلسلة الردود المحدودة المتبادلة بين الطرفين كاقتحام العراقيين المتحالفين مع إيران السفارة الأمريكية والذي جاء الاغتيال ردا عليه وعلى المناورات. وكإسقاط المسيرة الأمريكية العام الفائت ردا على تجاوز الأجواء الإيرانية وشواهد أخرى من بينها الاستهداف الاسرائيلي المحدود للوجود الإيراني في سوريا .
ترى هل سيأتي الرد من الخليج أم من اليمن أم من لبنان أم من سورياأم العراق ؟؟…كل الاحتمالات مطروحة… أرجح من بينها عملايستهدف القواعد الأمريكية في العراق .
يؤيد هذا الاحتمال عوامل عدة :
•حالة الفوضى التي يعيشها لبنان والتي تجعل البحث عن الاستقرار أولوية كبيرة بالنسبة للبنانيين .
•الحالة الاقتصادية التي تمر بها سوريا والحاجة لتبريد الساحة مما يبعد احتمالا انطلاق الأعمال من أراضيها .
• يحمل الاحتمال اليمني قوة أكثر من سابقيه إلا أن بعده عن الساحة وفقدان الرمزية قد لايجعل الكفة تميل لصالحه .
•وقوع الحدث على الأراضي العراقية وسقوط شهداء من قادة الحشد الشعبي يجعل فكرة الانتقام فكرة مشتركة بين العراقيين والإيرانيين، والفوضى التي يعيشها العراق، كلها عوامل مساعدة على تبني الخيار العراقي من قبل صانع القرار الإيراني والله أعلم .
حسام خلف
Discussion about this post