الكاتبة/بدحيه هلال

أطفالنا صغار في العمر هم لكنهم كبار وعظام في المواجهة والتحدي والثبات والإصرار على ووأد المعاناة وجعلناها صغيره  ..!!

أطفالنا رغم صغر سنهم ورغم مايعانونه من ويلات الحرب والاستهداف ونزيف الدماء واليتم والحرمان لكنهم أصبحوا كبارا يحملون على عاتقهم المسؤوليات الجسام..

إذحملوا معاناتهم على أكفهم ماضين الي مدارسهم تحت  القصف ودوي الانفجارات على مسامعهم ..فتبسمت شفاههم سخرية ماضين وغير آبهين بهذه القذيفة وبتلك القنابل.. !!

أضواء قذايفكم صارت العابا نارية وساحة حربكم اضحت منتزها ..وطائراتكم أصبحت في نظرهم طائرات ورقية يتمتعون برؤيتها في السماء ..

أيها العدوان ..خسرت أمام براءة اطفال هم في الحقيقة كبارا أمام تصرفاتكم الطائشة و الصغيرة. واصبحتم انتم الصغار بعجزكم انتم الاقزام امام صمود هؤلاء العظام.. !!

عظام لانهم لم يجعلوا من خبثكم ومن قذايفكم ومن حقدكم قيودا تكبلهم.. لا.. لأنهم هاهم في طوابير الصباح المدرسية في الصفوف الاولى لم يفروا مثل مافررتم انتم من طابور صفوفكم المعركة..!!

هاهم لم يلبسوا الحفاظات خوفا من ان يتبولوا على انفسهم ..وتركوها لكم تلبسوها كي تتستروا على انفسكم من فضيحة التبول على انفسكم أيها الصغارياجيوش الحفاظات.. !!

هاهم تحت ركام المدارس ينفضون الغبار ويتعلمون ..هاهم تحت أزيز طائراتكم يتغنون ويرددون أهازيج النصر فرحين لأنهم الكبار.. فلم تقتلوا فرحتهم ..لا.. بل انتم من قتلت فرحتكم فاصبحتم يائسين متخبطين صغارا أمامهم.. !!

فماذا فعلتم?!

قتلتم أبي فشيعته بروح العزة والفخر والإباء ..صارخا في وجهكم قائلا :

هنيئا لك ياأبي الشهادة وأنا ماض على دربك ماحييت.. !!

قتلتم اخي فصرت أنا رجلا بعده حاملا مسؤولياته بعد ان كنت صغيرا.. فانطلقت الي مترس اخي رافعا رأسي شامخا وقائلا:

سنقدم الشهيد تلوالشهيد من اخوتي وانا أولهم.. !!

قتلتم أمي فصارت مدرستي هي امي الحانيه ..دمرتم مدرستي فصارت مدرستي وامي وابي واخي هو وطني الغالي ..والذي لايمكن ان تقتلوه ..كلا لن تقتلوه ..مهما فعلتم لان وطني يمن الايمان ..الايمان الذي لم يستطع اجدادكم ولاتحالفاتكم ولا امتدادكم الشيطاني ان يقتلوه.. !!

ودماء اطفالنا سوف تزرع في العالم اطفال عقولهم مليئة بالثقافة القرآنيه.. دمائهم ستنبت أطفال يغيروا مفهوم العالم بكله.. ودماء اطفال اليمن ستنير العالم كما أنار دم السيد حسين العقول الجزر.. !!

نحن لانبكي على دماء اطفالنا بل نفخر بذلك لان دمائهم إرث من دماء عبدالله بن الحسين بن علي عليه السلام.. دمائهم إرث من إرث ابناء أئمة آل البيت.. ولن تستطيعوا قتلهم..

فياأيها الصغار أما آن لكم أن تعقلون? !!!

 
اليوم ــ العالمي ــ للطفل