عبدالفتّاح علي شمّار
- “بدا كالبدر توّج بالثريّا” النّاطق الرسميّ للجيش واللجان الشعبيّة “يحيى سريع” ليشرح كيف نفّذ المجاهدون الأبرار عمليّة “نصر من الله” وكم كانت المشاهد غايةً في الجمال والإثارة؛ فقد كان الاستطلاع حاضرًا ولأكثر من شهر لمراقبة حركات وسكنات العدوّ، ثمّ جاء دور فرق الهندسة لزرع الألغام في طريق المدرّعات والآليات، وأخيرا تمّ استدراج ثعالب العدوان للاقتراب من عرين الأسد، وبغباء ثعالب آل سعود الذين تفوقهم ثعالب الغابة ذكاءً وحنكةً فقد طمعوا فيما ليس لهم بحقّ، ولمّا وصل المنافقون المنبطحون الخائنون إلى حيث خطّط رجال الرّجال انقضّ عليهم أسود جيشنا ولجاننا الشعبيّة فكان وقع المفاجأة عليهم مثل صاعقة العذاب على ثمود، وكم استمات طيران تحالف الأمريكان واليهود ودواعش آل سعود في محاولاته البائسة لإنقاذ المنافقين ولكن هيهات، وهل يملك النّسر الذي يعيش على الجثث المتعفّنة أن ينتزع فريسة من فم الأسد، ولو حاول لمزّقه الأسد بمخالبه إربًا إربا، كانت الأباتشيّ تغدو إلى ميدان المواجهة مسرعةً لعلّها تنال من رجال الله أو حتى تتخلّص من ثعالب العدوان الذين وقعوا في قبضة جيشنا ولجاننا ولكنّ عظماء هذا الشّعب تنبّهوا لتلك المحاولات فصبّوا نيران أسلحتهم الحارقة على تلك الطائرات لتعود إلى مرابضها خاسرةً خاسئةً حسيرة، ولمّا تجلّى ظفر رجال الله وانتصارهم على عدوّهم وأنّ المنافقين بين أن يسلّموا أنفسهم لرجال الرّجال أو أن يسلّموا أرواحهم لملكِ الموت فقد آثر من نجا منهم من نيران طيران العدوان الذي سعى إلى تصفيتهم بعد أن يئس من تخليصهم أو من تغيير الوضع الميداني لصالح العدوان أن يستثمروا صبر ونبل مجاهدينا العظماء ليحفظوا بتسليم أنفسهم واستسلامهم أرواحهم، وكم كان مؤثّرًا مشهد الصحيّ اليمنيّ المؤمن وهو يعالج جرح أسير خائن باع نفسه للشّيطان وسعى إلى تمكين أثرياء النفط التكفيريين الكفرة من احتلال اليمن وانتهاك حرمة بلد الحكمة والإيمان وإذلال أحرارها وحرائرها وهتك الأعراض ونهب الخيرات، كل ذلك مقابل مبلغ تافه زهيد جدا من المال السّعودي المدنّس، ولكن هيهات ففي هذا البلد رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ولن يضعوا أسلحتهم إلا بعد أن يروا الشّعار على واجهات ناطحات السّحاب الأمريكيّة وكلّ أرجاء هذه الأرض، فيا لله ما أعظمكم يا رجال الله، من أين يأتيكم كلّ هذا البأس لمواجهة أعتى عدوان في التّاريخ وفي نفس الوقت تتحلّون بنبل وأخلاق اولياء الله لدرجة أن تهتموا بإسعاف من كان قبل قليل فقط من استسلامه يسعى إلى قتلكم وإبادتكم ولو وقع أحدكم في يده لقام بتعذيبه والتّلذّذ بآلامه وأوجاعه وصولا إلى سبّه بأقبح الألفاظ قبل قتله ورميه من شاهق أو دفنه حيًّا ثمّ الاتّصال بأهله وخصوصا أمّه ليشمت الدنيء من حزنها على وليدها العزيز باحثا عن سعادته في إشعال نار الحسرة والندم في فؤادها لتردّ عليه بكل عنفوان المرأة المؤمنة المتأسّية بزينب عليها السّلام: لقد استشهد ولدي الغالي، فماذا عنك يا من بعت نفسك للشّيطان فأضعت آخرتك كما أضعت دنياك؛ لأنّ مصيرك الهزيمة اليوم والنّار غدًا، فما أرخصك، وما أقلّ وأحقر ثمنك الذي بعت به نفسك!
- ها هم المنافقون يتسابقون بالمئات من يسلّم نفسه أولا، فهل يعقل الخائنون المنبطحون الذين ينظّرون للعدوان من غرف الفنادق بأن كل أكاذيبهم قد تبخّرت ومن الحماقة أن يستمروا في استحمار الآخرين ممن لا زالوا يتابعونهم ويردّدون تفاهاتهم كالببغاوات تماما، وهل يعقل من يدافع عن دولة الجنوب في نجران بدلا عن أن يدافع عن نسائه اللواتي يغتصبهن السوداني والإماراتي والداعشي والامريكي في الجنوب، وهل يعقل من لا زال يحلم بدخول صنعاء بعد أن خرج منها بالعباءة والخمار بصفته “حرم السّفير السعوديّ” ورغم أنّه من المستحيل أن يعود إلا أنّني أستغرب كيف يفكّر بالعودة، وكيف سيقابل النّاس ويتحدّث معهم بعد ذلك الهروب المخزي والمذلّ جدّا، ولكن وكما قال الشّاعر:
- من يهن يسهل الهوان عليه ما لجرحٍ بميّتٍ إيلامُ
- أخيرا: شكرا إبراهيم سنجاب، شكرا عريب أبو صالحة، شكرا لكلّ حرّ وحرّة احتفل بهذه العمليّة الخالدة، ووقف أو وقفت في وجه العدوان الأمريكي الإسرائيلي السعودي الإماراتي على اليمن دون خوفٍ إلا من عذاب الله سبحانه وتعالى أو طمعٍ إلا في رضا الله سبحانه ومغفرته وفضله ولم يقبل أن يكون شريكا بموقفه في دماء نساء وأطفال ورجال اليمن.
Discussion about this post