*بقلم :إكرام المحاقري*
أقل منِ نصف ساعة كانت كفيلة بتعرية الأمم المتحدة وجميع قوى العدوان السياسية والعسكرية. وذلك على لسان رئيس الوفد الوطني الأستاذ :محمد عبد السلام، حيث أدلى بدلوه وأوضح للشعب اليمني وللعالم بحقائق الصراع في المنطقة؛ سواء في اليمن أو فيما حوله ومستجدات الأحداث في المنطقة.
حيث أوضح الأستاذ محمد عبد السلام في بداية الحديث بأن زيارته إلى “موسكو” أتت بناءً على دعوة من وزارة الخارجية الروسية. وما هذه الدعوة إلا دليل على أن روسيا تحسب حساب للوفد الوطني وللمجلس السياسي الأعلى أو مايسمى “حكومة صنعاء” في الوقت الذي لا يعترفون بشيء أسمه شرعية خاصة في الامور المتعلقة بالحل السياسي في المنطقة.
ففي الوقت الذي يكون فيه الوفد الوطني على طاولة لا يكون في طرفها الآخر إلا عبارة مرتزقة يمثلون قرارات تخطها أمريكا وتطبع أوراقها “السعودية” ويقرأوها ممثلو وفد الشرعية!!
كما قال الأستاذ محمد عبد السلام في نفس السياق بانه تم مناقشة الرؤية الوطنية للحل في اليمن مع مسؤولين روس إضافة لآخر الخطوات التي قام بها الجانب الوطني فيما يخص “إتفاق السويد”. وذلك بما شهد له الواقع من تنازلات هائلة بشآن ملف إعادة الإنتشار بميناء الحديدة وملف الأسرى، وكذلك مبادرة صرف المرتبات التي أقتضت بتسليم عائدات الميناء وغيره لحساب واحد يقتضي بصرف الرواتب لجميع فئات المجمتع اليمني دون إستثناء.
كما أوضح رئيس الوفد الوطني، بأن الشرعية شماعة يتحرك بها تحالف العدوان تستند إلى الدم والجوع والعدوان. وما يحدث اليوم في الجنوب من إقصاء وتعرية لمن رهنوا أنفسهم للعدوان خير شاهد على تلك الشماعة التي تقمصت المصلحة؛ وهي في حقيقة الأمر أفعى سامة نفثت سمومها في أرجاء جنوب اليوم. وأبخست بقدر كل من قام بصف العدوان حتى “عبد ربه منصور هادي” نفسه.
وفي سياق الحل السياسي في اليمن أكد رئيس الوفد الوطني بانه لم يعد معقدا. ولكن عقدة الموقف هي فشل العدوان عسكريا. وأنه لا يمكن أن نقبل بحوار سياسي لنكون تابعين لا قرار لنا فاليمن بلد مستقل وله الحق في إقامة علاقات مع دول الجوار ولن يكون الحل السياسي في اليمن إلا بذلك ولن نساوم على حرية قرارنا.
كذلك قال رئيس الوفد الوطني بشأن المبادرة الإقتصادية التي قدمها المجلس السياسي الأعلى لم تتعاطَ معها الأمم المتحدة بشكل جيد. ونحن نعلم مسبقاً أن الطرف الآخر لن يقبلها لكننا عملنا بمبدأ إلقاء الحجة. فهذه الحجة مواصلة لسيل من الحجج التي أقامها الوفد الوطني منذ إقامة أول جلسة لمفاوضات “السويد” التي أشرفت عليها الأمم المتحدة و25 دولة. فالحجة ليست قائمة على وفد المرتزقة بل انها فضيحة وتعرية لزيف مصداقية وفد مرتزقة الرياض؛ وحجة بينة على 25 دولة مع الأمم المتحدة الذين شهدوا جميع التنازلات للوفد الوطني وشهدوا على جدية الوفد الوطني في تقديم أوراق الحوار الخاصة بملفات الأسرى وتحييد الإقتصاد وإعادة الإنتشار وكل القضايا الإنسانية في اليمن. وجميعم شاهدوا بأم أعينهم مماطلة الطرف الآخر وعرقلته للحل السياسي وعجزه في طرح أوراق الحوار المطلوبة منهم أممياً.
فلسان رئيس الوفد الوطني : محمد عبد السلام، هو لسان لكل مواطن حر يأبى القهر والظلم والعبودية للطاغوت ، فسفينة الشعب اليمني بقيادته الحكيمة ستصل إلى بر الأمان مهما حلك ظلام المكر والتدجين للرأي العام. ليس في جنوب اليمن فحسب، لكن في العالم أجمع.
ولسان الحق دائما يطلق الكلمات كرصاصات حامية تصيب العدو في نحره. وما ختام مقابلة مدتها أقل من النصف الساعة كانت كفيلة بأن تكشف الحقائق وتبطل الدسائس وترفع من شأن الشعب اليمني العظيم. فقد وقف موقف الصمود والتحدي لقوى العدوان العالمية الظالمة. وقد أشفى الله بذلك قلوب قوم مؤمنين.
Discussion about this post