كتب د.سليم الخراط
ما يأخذنا اليوم نحو ثورة حقيقة قادمة هو المشهد الفلسطيني في ظل التطورات الحاصلة في المنطقة والعالم، فالشعب الفلسطيني اليوم يحتاج القيادة التي ترتقي لمستوى تضحياته، والى إعادة بناء البيت الداخلي الذي لا يمكن أن يبدأ إلا بإعادة إحياء دور منظمة التحرير الفلسطينية وفق تفاهمات ورؤية بمواقف صادقة وبإشراك كافة الفصائل تحت مظلتها، بما فيها الجهاد وحماس رغم مشاريعها الإخوانية الخاصة عليها أن تشارك وباقي الفصائل الفلسطينية الناشئة ..!! ، ليكون كل ذلك تحت عنوان : الديمقراطية وإعادة بناء المؤسسات الفلسطينية والاتفاق على آلية لتنفيذ كافة الإنتخابات المطلوبة لآحياء المؤسسات على قاعدة ان أوسلو انتهى بالمطلق منذ عام 1999، حين لم يحقق شرط الدولتين بعد مضي أكثر من 23 عاما على هذا الاتفاق االذي ثبت في مرحلته انه يمثل في مضمونه المؤامرة على القضية الفلسطينية كلها .
لذلك لابد من إحياء وإعادة دور المجلس الوطني الفلسطيني الذي يمثل كافة القطاعات الشعبية الفلسطينية، وإنبثاق مجلس مركزي فلسطيني بالتوافق ما بين كل الفصائل ومؤسسات الشعب الفلسطيني في العالم والشتات والداخل قادر على تحقيق معادلة التوازن وكسب الإنتصار، على مبدأ لاإعتراف بالكيان الصهيوني المؤقت أولا، وأن القدس هي عاصمة فلسطين ثانيا، ووو..
فما نجده اليوم في ظل مجريات الاحداث وانعكاساتها ان الوضع العالمي مازوم بالمطلق في ظل الضغوط الأميركية وحلفاؤها الاوربيون ضد روسيا الاتحادية، ما جعل اوكرانيا كبش يضحى به على ساحة الصراعات ما بين الناتو وروسيا التي تمثل العالم الجديد الصاعد نحو القطبية المتعددة، فالصراع ليس مع اوكرانيا فقط بل هو مع الناتو واميركا، فكل
ما نتابعه اليوم ونراه يؤكد انه لا يمكن توقف الحرب في اوكرانيا ما لم يحقق الأمن والسلام لروسيا خاصة وفي المنطقة من العالم عامة، نحو التوجه لضبط التوازنات الدولية القائمة ما بعد الحرب العالمية الثانية في ظل حرب باردة ما بين القوى العالمية ..
لذلك كان لعراب السياسة الأميركية الصهيوني اليهودي الثعلب هنري كيسنجر موقفه ، حيث كان كان اول من حذر من إنعكاسات محاولة ضم اوكرانيا لحلف الناتو، وما سينتج عنها من مساحات السياسة الدولية في تعديل خارطة العالم وتوزع النفوذ والمصالح وحمايتها، والتي لا تقوم إلا على مبدأ الفرض بالقوة، فلا يفل الحديد إلا الحديد ..!! .
في وقت نجد دور الوساطة الصهيونية والمبنية على سياسة ودبلوماسة كسب الود الروسي بهدف الإبقاء على استمرار دعمه في المنطقة، في مقابل الهجمات والاعتداءات المستمرة على سورية، بحجة تواجد وانتشار القوات والاسلحة الايرانية وعناصر حزب الله، ما كان وراء ادعاءات إسرائيل أنها على الحياد في الحرب الدائرة ما بين روسيا وأوكرانيا ..
كما أتت قمة النقب واجتماع دول العمالة التاريخية من أنظمة العهر العربي والكيان الصهيوني المؤقت، والأميركي، ومشروع تحالف الشام الجديدة، والتحالفات المطلوبة في ظل استمرار التطبيع وصولا ليكون الكيان الصهيوني المؤقت عضوا اساسيا بارزا في هذا التحالف لاحقا، وكل ذلك تحت حجة الاعداد لمواجهة دولة إيران الاسلامية ومشروعها المزعوم في المنطقة ..
لذلك كان ما يجري في فلسطين ووضع وحال الأسرى المعتقلين، والعمليات الاستشهادية التي بدأت في العمق الفلسطيني هي من سيسطر معالم مستقبل القضية الفلسطينية والعودة لسياسة تصويب وتوجيه بوصلتها، وهو ما يستدعي من الشعب الفلسطيني وفصائله التوجه نحو تحقيق ما لابد من تحقيقه اولا، وهو وحدة الموقف والبندقية، والابتعاد عن سياسة المحاور والتوجهات والتبعيات، ليبقى التوجه الوحيد لبوصلة القضية الفلسطينية هو احياء المقاومة، وعودتها من خلال الانخراط في المحور المقاوم لمحور الشر .. لتعود قضية فلسطين فارضة نفسها القضية الأولى وأول القضايا في العالم اليوم والعربي بانظمته العاهرة الراكعة للأرادة والقرار الصهيواميركي بشكل خاص، وهي المكانة التي فقدتها من خلال سياسات التطبيع القائمة على حساب القضية الفلسطينية وشعبها، والمطلوب اليوم وقفة ضمير وطني فلسطيني حقيقية وجادة من قبل الجميع لا استثناء لاحد فيها، وإلا فالجميع يستحمل القادم المجهول، والقرار لفلسطين الشعب صاحب القرار ومصدره، والقادم من الداخل الفلسطيني قلتها سابقا وسيتم، بإرادة شعب فلسطين ستصنع المعجزات، وهي الطريق السليم لقرار سليم سيجمع الداخل بالشتات ويتوعد فلسطين ام القضايا وبوصلة الحق في إسترجاع الكرامة والسيادة لفلسطين السبية، فقد بدأ العد التنازلي لمشوار العودة، والميع يتحمل المسؤولية امام الله والتاريخ وشعب فلسطين ..
د.سليم الخراط
Discussion about this post