*بقلم : إكرام المحاقري*
هي تلك العادة المعهودة لقوى الإستكبار العالمية إذا ما أرادت أن تحتل بلدا وتسطو عليه عسكرياً. وما يحدث في المملكة السعودية اليوم هو شيء من التمهيد لإحتلال جديد تحت مسميات ليست ببعيدة عن كل ما قبلها. فبداية كل عناوين المحتلين تكون متقمصة لدور الإحسان وحماية مصالح الشعوب وتنتهي بمأساة وإحتلال.
فالأخبار المتداولة عن وصول مجموعة كبيرة من المارينز الأمريكي للأراض السعودية يكشف ستار مسرحية إسمها “تحالف عسكري من أجل إعادة شرعية هادي في اليمن”، ويكشف حقيقة سيناريو كتبه ضابط إماراتي عنوانه “الإنسحاب من اليمن”، ويوضح للعالم ما مدى مصداقية الشهيد القائد عليه السلام الذي سبق وتكلم عن هذه الخطوات في العام 2002م حيث حذر من يوم سيحتل فيه الأمريكيون “مكة” تحت ذريعة محاربة الإرهاب!!
فما تم ذكره ليس من شطحات خيال كاتب، بل إنها حقائق شهدت عليها الأحداث الأخيرة. فالمشروع الصيهوأمريكي قد بات واضحاً لمن تجاهله وغض الطرف عنه، ونظر فيهم نظرة المحسنين. هي لعبة مدروسة وليست وليدة يومها. لكن العرب تجاهلوا هذا المخطط الخطير لإحتلال “مكة” وجميع المقدسات الإسلامية وتدنيسها بسبب بعدهم عن دينهم وتفريطهم بحق كرامتهم وجهلهم لما أملاه عليهم ربهم!
فالمشروع الأمريكي قد أتى أكله؛ حروب ضروس بين العرب من أجل تمدد المشروع الأمريكي في عموم الشرق الأوسط. فعندما أنحرفت بوصلة الصراع من عربي – صهيوني إلى عربي – عربي. خلت الساحة لذلك المشروع وتمدد حتى وصل إلى “مكة” بعد ان نال الموافقة بتواقيع بعض الحكومات العربية لتطبيع العلاقة مع “إسرائيل” وتسليمها القدس. كذلك الموافقة على بنود واهداف “صفقة ترامب” التي هي في حقيقة الأمر صفعة القرن لكل من أرتضى بأمريكا وإسرائيل وطبل وزمر لهم!
فأمريكا قد خططت وتوعدت ومن ثم نفذت. وصار إحتلال مكة اليوم أمراً لا شك فيه؛ فقد بدأ العد التنازلي لإحتلال “مكة” بنفس المسارر الشيطاني الذي أحتلت به القدس والعراق ولبنان وبعض الأراضي السورية آنذاك وبعض الأراضي اليمنية في الوقت الراهن. فماذا بقي للعرب؟! لم يبقَ لهم كرامة ولم يبقَ لهم سيادة ولم يبقَ لهم قرار!! فهل سياتي يوم لا يبقى فيه لهم حج ولا عمرة بل ولا قبلة طاهرة يصلون باتجاهها؟!؟
مازالت الأيام حبلى بمزيد من المفاجآت التي ستجعل من كل المطبعين والمطبلين غرقى في حسرتهم على ما فرطوا من جنب الله.
وإن غدا لناظره قريب.
Discussion about this post