حتى قطرة المطر وهي تتمسّك بورقة الورد ترفض أن تسقط ، و حين تسقط لا نسمي استجابتها الفطريّة لجاذبية الأرض سقوطا بقدر ما هو السقوط في معناه الأقوى هو للإنسان حين تسقط عنه مبادؤه حين يستهين بها و يستخفّ؛ فنراها تتساقط عنه شيئا فشيئا حتّى تنكشف سوأة نفسه و أزماته القيميّة ،
نراه حينها يسقط أخلاقيّا و إنسانيّا و فطريّا ، و يكون سقوطه مدوّيا قياسا بكونه أثقل مخلوق عقلا و لبا و قلبا ، و إن وُجِد في الكون ماهو أعظم و أكبر منه خِلقةً لكنّ ثقله بقيمة ما يزنه من قيم و مبادئ و التي لو تساقطت عنه فسقوطه سيكون كسقوط الجلمد العظيم من أعلى قمّة في الجبل سقوطا مدمّرا لمن حوله و قبلهم مدمّرا له فسيتحطّم و مع حركة الزّمن فيه سيتحول إلى ذرّات من التّراب ستتناثر و ستذروها الرّياح في كلّ اتجاه كباقي غبار القفار ،،
نعم : ألهمني تمسّك قطرة المطر بورقة الوردة جمالا فشعرته دبيبا في الرّوح التي ستتشبّث بالقيم النّبيلة ما كُتِبت لها الحياة ، و لن تيأس لو رأت كلّ تلك الانزلاقات القيميّة لمن حولها ؛ فشياطين البشر و إن كانت طرقهم كثيرة لاستدراج هذه القيم ، لكنّها لن تسقط و سيبقى اللّه حاضرا في الرّوح التي خلقها ، و ستبقى الرّوح واثقة به، مستقيمة مستوية مرتفعة كاستواء السّماء رفعها على الأرض بغير عمد نراها ،،
لن نيأس و قد أصابنا قرحٌ بل قروح من مسوخ البشر ، و لكن مادمنا مع اللّه لا نعبد سواه فلازلنا نرجو منه ما لا يرجون ، و السّلام .
عيدكم مبارك مقدما
أشواق مهدي دومان
Discussion about this post