بسم الله الرحمن الرحيم
*”لا تقومُ الساعةُ حتى يتقاربَ الزمانُ فتكون السنةُ كالشهر ويكون الشهرُ كالجمعة وتكون الجمعةُ كاليوم ويكون اليومُ كالساعة وتكون الساعةُ كاحتراق السعفة”*
هذا حديث نبوي رواه الإمام أحمد بن حنبل في مُسنده وقد اختلف المفسرون في معنى *”يتقاربُ الزمانُ”* ولم يتصوروه فقالوا ان المقصود به هو غياب البركة في الوقت وان الانتفاع بالسنة سيصبح كالانتفاع بالشهر وهكذا…
شخصيا أشعر باختلاف غريب في إيقاع الوقت بين أيام طفولتي وبين هذه الأيام يتجاوز غياب البركة، فالوقت يمضي الآن بشكل أسرع مما كان والأمر ملحوظٌ جدا.
كنا أطفالا ننتظر رمضان فلا يأتي إلا بشق الأنفس، وكذلك العيد حتى ظننت ان السبب هو في نظرتي للحياة بعين الطفولة المتطلعة للمستقبل الخالية من الهموم لكن المفاجأة عندما سألت أطفالا من مختلف الأجيال عن رمضان والعيد هل يأتيان سريعا أم يتأخران؟! فجواب أطفال هذا الجيل بالإجماع كان أن رمضان والعيد يأتيان سريعا لذلك فقد خلصتُ إلى ان الإحساس بالوقت مختلف في هذه الحقبة.. على الأقل ذلك ما أقطع به شخصيا باعتباري عشت الحقبتين وشعرت بالحقبتين…
السنة تمضي فعلا كأنها شهر والشهر يمضي فعلا كأنه أسبوع والأسبوع يمضي فعلا كأنه يوم واليوم يمضي فعلا كأنه ساعة والساعة تمضي فعلا كأنها احتراق سعفة، صدق النبي الكريم ولعل هذا يكون دليلا آخر على ان الاستخفاف بالسنة النبوية وإسقاط جميع المرويات عنه صلى الله عليه وآله وسلم خطأ كبير قد يصل إلى حد الإعراض عن الحق!
أما الشخص الذي سيُنكر حقيقة *تقارب الزمان* في هذه الحقبة ويبدأ في تحليل أسباب شعورنا بسرعة مرور الوقت بأن وسائل الاتصالات الحديثة جعلت تعاقب الأحداث الكثيرة سببا لشعورنا بمرور الوقت سريعا فهو من حيث أراد النفيَ فهو يُثبت بُعدا من نوع آخر لهذا الحديث النبوي وهو إخبارُ النبي بأثر وسائل الاتصالات الحديثة قبل ان يُشاهدها ودون أن يتصورها.
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما صليت وباركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم انك حميد مجيد
✍🏻 محمد حسن زيد
٥ ربيع الأول ١٤٤٥
Discussion about this post