٢٩رجب١٤٤٤هجرية ٢٠ فبراير ٢٠٢٣م يحيى أحمد صالح سفيان مقال نُشر في صحيفة ٢٦ سبتمبر على حلقتين اُعيد نشره منقحاً ————————- الحُريَّة والشجاعة وشذرات من العزة ————————-
الشَّجَاعَة لغةً : الشجاعة: شدَّة القلب عند البأس، وأصل هذه المادة يدل على جرأة وإقدام. يقال: شجُع شجاعة: اشتد عند البأس (انظر: لسان العرب لابن منظور ، الصحاح للجوهري ، مقاييس اللغة لابن فارس ، مختار الصحاح للرازي .
الشجاعة إصطلاحاً : قيل هي الإقدام على المكاره ، والمهالك ، عند الحاجة إلى ذلك ، وثبات الجأش عند المخاوف، والاستهانة بالموت (تهذيب الأخلاق المنسوب للجاحظ ). وقال ابن حزم : “حد الشَّجَاعَة : بذل النفس للموت ، عن الدين ، والحريم ، وعن الجار المضطهد ، وعن المستجير المظلوم ، وعن الهضيمة ظلمًا في المال ، والعرض، وفي سائر سبل الحق ، سواء قلَّ من يعارض أو كثر” ( الأخلاق والسير لابن حزم ص) .
معاني الشجاعة عند أئمة الرحمة إلى العالمين سلام الله عليهم .
الإمام علي (عليه السلام): الشجاعة أحد العزين (1).
– عنه (عليه السلام): الشجاعة عز حاضر (2).
– عنه (عليه السلام): الشجاعة نصرة حاضرة وفضيلة ظاهرة (3).
– عنه (عليه السلام): لو تميزت الأشياء لكان الصدق مع الشجاعة، وكان الجبن مع الكذب (4).
– عنه (عليه السلام): السخاء والشجاعة غرائز شريفة، يضعها الله سبحانه فيمن أحبه وامتحنه (5).
– عنه (عليه السلام) – من كتاب له للأشتر لما ولاه مصر -: ثم ألصق بذوي المروءات والأحساب، وأهل البيوتات الصالحة والسوابق الحسنة، ثم أهل النجدة والشجاعة والسخاء والسماحة، فإنهم جماع من الكرم (6).
[1957] تفسير الشجاعة – الإمام علي (عليه السلام): الشجاعة صبر ساعة (7).
– عنه (عليه السلام): العجز آفة، والصبر شجاعة (8).
– الإمام الحسن (عليه السلام) – وقد سئل عن الشجاعة -:
مواقفة الأقران، والصبر عند الطعان (9).
[1958] ما يورث الشجاعة – الإمام علي (عليه السلام): جبلت الشجاعة على ثلاث طبائع، لكل واحدة منهن فضيلة ليست للأخرى:
السخاء بالنفس، والأنفة من الذل، وطلب الذكر، فإن تكاملت في الشجاع كان البطل الذي لا يقام لسبيله، والموسوم بالإقدام في عصره، وإن تفاضلت فيه بعضها على بعض كانت شجاعته في ذلك الذي تفاضلت فيه أكثر وأشد إقداما (10).
– عنه (عليه السلام): قدر الرجل على قدر همته، وصدقه على قدر مروته، وشجاعته على قدر أنفته (11).
الشجاعة 1413 – عنه (عليه السلام): شجاعة الرجل على قدر همته، وغيرته على قدر حميته (12).
معنى الحرية لغة : ورد في معجم لسان العرب أنّ الحر من كل شيء هو أعتقه وأحسنه وأطيبه، والأحرار من الناس هم الأخيار والأفاضل، والمرأة الحرّة هي المرأة الكريمة، والشيء الحر هو كلّ شيء فاخر، أما كلمة الحرية في اللغة العربية فتطلق على الخلاص من العبودية، فحين يقال إنّ هذا الشيء أو هذا الشخص حر أي غير مملوك وغير مسروق، وتأتي أيضاً بمعنى الشرف والكرم والطيب، فنقول هو حر أي طيب الأصل كريم وشريف، ويقال هو من حرية القوم أي من أفاضلهم وأشرافهم .
جاء تعريف الحرية اللغوي في معجم الرائد على أنّها القدرة على التصرف بملء الإرادة والخيار، والإنسان الحر هو الإنسان غير المقيّد بأي من القيود المادية وغير المملوك لأحد، وهو الكريم في نسبه الخالص في إنسانيته التي لا تعكّر صفوها شائبة. معنى الحرية اصطلاحاً : تعددت تعاريف مصطلح الحرّية نتيجة الاختلاف في الآراء والاتجاهات الفكرية، نورد منها تعاريف مختلفة كما جاءت في بعض الاتجاهات.
الحرية في الفقه الإسلامي : الحرّية في الفقه الإسلامي كما عرفها أحد العلماء بقوله إنّها المكنة العامة التي قررها الشارع للأفراد على السواء، تمكيناً لهم من التصرف على خيرة من أمرهم دون الإضرار بالغير، واستند في تعريفه ذاك على قاعدة فقهية تقول إنّ الأصل في الأشياء الإباحة.
الحرية في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان : ورد تعريف للحرية في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي أُصدر عام ألف وسبعمئة وتسعة وثمانين للميلاد على أنّها حق الفرد في أن يفعل ما لا يضرّ بالآخرين .
الحرية في دول الغرب : عرفها بعض المفكرين في دول الغرب فهي الانطلاق دون قيد، والتخلص من كل ضابط والتحرر من كل رقابة ، حتى وإن كانت رقابة ذاتية نابعة من ضمير الشخص، بمعنى أن يُترك الإنسان وشأنه يفعل ما يحلو له ويَترك ما لا يشاء، دون قيود وضوابط، وألا يعكر صفو استمتاعه في الحياة أي شيء، وعلى المجتمع أن يسلّم بهذه الحرّية، وعلى سلطة الدولة أيضاً أن تحميها من أي اعتداء وأن تحافظ عليها .
مفهوم الحُريِّة ومنابعها عند
الإمام علي سلام الله عليه
يلخص ذلك سلام الله عليه في أُطِر قيود العلاقات والرغبات والقرارات وأن اساس حُرية المؤمن التقوى وفي كل هذا له فيه سلام الله عليه كلام مستفيض مجملاً ومفصلاً وكلامه مصروفً إلى مستوى الافراد والجماعة والشعب والدولة .
فإذاً ما نستخلصه من جملة التعريفات أن الشجاعة من منظور فكري إيماني وحقيقة في حياة المؤمنين ليست ذات الحرية وهو ما يعني أن الشجاع ليس هو ذات الحُر فالحُرِّية أيضاً من منظور فكري إيماني وحقيقة في حياة المؤمنين هي مدرسة فكرية تقوم على الأخلاق والفضيلة والمبادئ السامية ولها مواقف يُسجلها الأحرار بمختلف مستوياتهم قولاً وعملاً على الواقع ، وللحُريِّة علاقة عميقة وتلاحم واسعيْن مع العقيدة والشريعة والأخلاق والآداب والعلوم كما هو شأن وحال المبادئ الإنسانية والأخلاق السامية والفضيلة في أبعادها العلمية والفكري والفلسفي وعلاقتها العضوية والتلاحم الوثيق بالعقيدة والشريعة والأخلاق والآداب والعلوم مع تفاوت كل ذلك في جميع هذه الأُطُر وفي ما بين بعضها البعض في قيام أحدها أو بعضها أو تدنيه وفقده .
وأن من صفات ومواقف وتفردات الأحرار المؤمنين أن لا يسمحون ما بقوا أحياء لأي إنسان أو جهة حكومية أن يسلبهم حريتهم بالتعرض والعدوان والمصادرة لحقوقهم المعنوية والمادية أو بالتعرض والعدوان والمصادرة لأحقيتهم في الدفاع عن جميع حقوقهم أو بعضها ولو كانت جهة التقنين والتشريع إلَّا في حدود ما ينظمه ديننا في علاقات الناس بمختلف مستوياتهم في الدولة والمجتمع وأن لا يسمحون لأي إنسان أن يفرض ولايته على علاقاتهم ومختلف شؤون حياتهم وعلى وجود من هم من رعيتهم وعلى أجزاء نفوسهم وجوارحهم التي يجب أن تكون في طاعة الله جل جلاله وأن لا يسمحون في كل ذلك لأي من لا ولاية له ككرامة من الله سبحانه وتعالى كما هو حال أنبياء الله جل جلاله ورسله صلى الله وسلم عليهم جميعاً وعلى الحبيب المصطفى محمد وآله الطيبين الطاهرين وكما هو من أحوال أوليائه والصالحين من آل بيت النبي وسائر عباده سلام الله عليهم ورضوانه ، فإنما ولايات غير هؤلاء وما يظهر منهم لفرضها إلا خوارق شيطانية إستبداداً وفضولاً وتكبراً وتجبراً وإستكباراً وتجرؤً على ربوبية الباري جل جلاله سبحانه وتعالى .
ولصد ذلك ومنعه والوقاية منه فيجب على كل الأحرار المؤمنون أن يجعلون ولاية الله جل جلاله سبحانه وتعالى على نفوسهم وجوارحهم وأجزاء نفوسهم ومختلف شؤون علاقاتهم وعلى أموالهم وعلى كل شؤون حياتهم فهنا ومن هذا تتحقق الوقاية والتحرر من الشطانات وخوارق أولياء الشياطين ومن المستبدين والفضوليين ومن المستكبرين كانوا ظاهرين أو خفيين ومن هواء النفس ومن المتجريين على ربوبية الباري سبحانه وتعالى والمصرين على تجرئهم .
ومِنْ هنا وبهذا تأتي ويتحقق العزة الحقيقية لعباد الله إذ أن هناك من الناس من لديه مفهوم خاطئ عن العزة ويعتبر أنه بمجرد أن يملك من الدنيا فإنه قد صار له حضاً من العزة وصار بذلك عزيزاً أو أنه قد اعتز ! لا ليس هذا هو العِزّة التي يخبرنا بها الباري جل جلاله في كتابه العزيز ليس العزة هو الإنتقال من حالة الفقر إلى حالة الغنى وامتلاك المسكن الفاخر والمركوب الفخم والوظيفة القيادية والثروة الطائلة والعقارات الشاسعة والأرصدة الضخمة والكثير من المظاهر المادية والسلوكية قلّتْ أو كثرة والتي يتنافس عليها بعض الناس في إطار الدولة والمجتمع ويبذلون ما في وسعهم لتحقيقها وإتيانها فإن هذا المفهوم الخاطئ للعزة قد أبعد الكثير من أبناء الأُمة الإسلامية عن العزة الحقيقية وانصرفوا عن الأخذ بأسباب تحققه وتنميته لدى النشئ وتصحيح المفهوم الدخيل ، وللأسف الشديد أنه بسبب الفهم المغلوط للعزة فقد اتجه الكثير من المسلمين وأبناء وطنّا جزء من ابناء الأمة الإسلامية وبعضهم ومنذ أن جهلوا وابتعدوا عن المعنى الحقيقي للعزة قد اتجهوا إلى تحقيقها من طريق التكالب على متاع الدنيا والصراع على ذلك بكل الوسائل والأساليب حتى بالتي لا يرضاها الباري سبحانه وتعالى لأجل إمتلاك وإتيان ما أشرت إليه من متاع الدنيا وبهذا صارة البيئة الإسلامية بيئة اكثر تهيئاً وتناسباً لحلول قيم غير قيم ديننا وأخلاقياتنا وآدابنا ولتقريب الفهم أكثر لما هو واقع من اضداد العزة التي هي لله جل جلاله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم وللمؤمنين كما يخبرنا كتاب الله العزيز في قوله تعالى ( يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ ) المنافقون الآية ( 8) وفي قوله تعالى ( إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) يونس الآية ( 65) ولمزيداً من الإشارة إلى معاني العزة ومن جهة القول يعرف الشيئ بضده سأذكر هنا مثالين لذلك مكتفياً بهما لتقريب الفهم والإشارة لتعذر التبيين هنا عن معاني العزة ومظاهرها في الخلق ففي ذلك كلام مستفيض استبقيه إنشاء الله لما سافرده بهذا الخصوص في محله في مؤلَّف آخر والمثال الأول موقف الإمام علي كرم الله وجهه وسلام الله عليه حينما برز لعمر بن ود العامري في غزوة الخندق أو الأحزاب بعد أن صال وجال عدو الله وتغطرس وهزئ بالمؤمنين وظن أنه هو العزيز في ذلك الموقف على خلفية فهمه الخاطئ للعزة معتبراً أن قوته البدنية التي كانت كما تحكيه المصادر التأريخية بألف فارس وأن قدميه كانت تخط في الأرض وهو على صهوة فرسه وأنه اشجع الفرسان وسيد قوم وهو ومن معه يملكون السلاح وجملة العتاد واكثر عدداً وقد اطبقوا الحصار على المؤمنين ومعهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى وصل الحال إلى أن بلغت القلوب الحناجر كما يوصف كتاب الله العزيز الموقف ولكن لأن العزة لله ولرسوله والمؤمنين كانت النتيجة للموقف مختلفة تماماً عن ما ظنه عدو الله ومن معه فكانت العزة لله ورسوله والمؤمنين والهزيمة والذلة لأعداء الله حينما برز له الإمام علي سلام الله عليه وقد كتُبَت العزة لرسول الله والمؤمنين بموقف الإمام وفي شخص الإمام فيضرب عدو الله ويقضي عليه بضربة يذكرها الناس في كل أيام الهزائز كما قال الإمام كرم الله وجهه في ابيات شعرية رداً على شعر عدو الله أراد به النيل من مقام النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومن معه من المؤمنين ومن أراد تفاصبل هذا الموقف فليرجع إلى مصادره وهي كثيرة ، والموقف الآخر الذي يمكن أن نستلهم منه حقيقة العزة هو موقف الإمام زين العابدين علي بن الإمام الحسين سلام الله عليهما بعد أن أنتهى من طواف الكعبة واراد استلام الحجر الأسود وكان هشام بن عبدالملك حاضراً ولشدة ازدحام الناس لم يقدر على استلام الحجر الأسود فنُصـب له منبر فجلس علیه وأطاف به أهل الشام فبينما هو كذلك إذ أقبل علي بن الحسين السجاد وعلیه إزار ورداء، من أحسن الناس وجهاً وأطيبهم رائحةً وأنظفُهم ثوبا، بين عينيه سجّادة فطاف بالبيت، فلما بلغ الحجر الأسود تنحّى الناس كلّهم وأخلَوا له الحجر ليستلمَه، هيبة وإجلالا له ( وهنا تتجلى العزة للمؤمنين ) إذا قد تنحى الناس كلهم من غير أن يكون له أي مظهر من المظاهر التي يحاط بها الحكام والأُمراء لإخضاع الناس بل واغلب الناس المتواجدين في الموقف لا يعرفون من هوا ولكن كان ما كان من ( العزة ) فغاظ ذلك هشاما وبلغ منه . فقال شامي : من هذا الذي قد هابه الناس هذه الهيبة يا أمير المؤمنين ؟! فنكره هشام وقال : لاَ أعرِفُه . لئلاّ يرغب فيه أهل الشام ويسمعوا منه . فقال الفرزدق (وكان من شعراء بني أمية ومادحيهم) وكان حاضراً : لكنّي أنا أعرفه . فقال الرجل الشامي ّ: مَن هو يا أبا فراس ؟! فأنشأ قصيدة قال فيها :
يا سائلي أين حل الجود والكرم ؟ :: عندي بيان إذا طلابه قدموا
هَذا الّذي تَعرِفُ البَطْحاءُ وَطْأتَهُ :: والبيت يعرفه والحل والحرمُ وَالبَيْتُ يعْرِفُهُ وَالحِلُّ وَالحَرَمُ وَالبَيْتُ يعْرِفُهُ وَالحِلُّ وَالحَرَمُ وَالبَيْتُ يعْرِفُهُ وَالحِلُّ وَالحَرَمُ وَالبَيْتُ يعْرِفُهُ وَالحِلُّ وَالحَرَمُ
هذا ابنُ خَيرِ عِبادِ الله كُلّهِمُ :: هذا التقي النقي الطاهر العلمُ هذا التّقيّ النّقيّ الطّاهِرُ العَلَمُ
هذا الذي أحمد المختار والده :: صلى عليه إلهي ما جرى القلمُ بِجَدّهِ أنْبِيَاءُ الله قَدْ خُتِمُوا
لو يعلم الركن من قد جاء:: يلثمه لخر يلثم منه ما وطئ القدمُ
هذا علي رسول الله والده :: أمست بنور هداه تهتدي الأممُ
هذا الذي عمه الطيار جعفر :: والمقتول حمزة ليث حبه قسمُ
هذا ابن سيدة النسوان فاطمة :: وابن الوصي الذي في سيفه نقمُ
إذا رأته قريش قال قائلها :: إلى مكارم هذا ينتهي الكرمُ
يكاد يمسكه عرفان راحته :: ركن الحطيم إذا ما جاء يستلمُ
وليس قولك من هذا بضائره::العرب تعرف من أنكرت والعجمُ
ينمى إلى ذروة العز التي قصرت::عن نيلها عرب الاسلام والعجمُ
يغضي حياءا ويغضى من مهابته:: فما يكلم إلا حين يبتسمُ
ينجاب نور الدجى عن نور غرته :: كالشمس ينجاب عن إشراقها الظلمُ
بكفه خيزران ريحه عبق :: من كف أروع في عرنينه شممُ
ما قال: “لا”قط إلا في :: تشهده لولا التشهد كانت لاؤه نعمُ …….إلخ القصيدة إذاً نحن أمام موقفيْن من مواقف العزة التي تأتي تأييداً وإحساناً من الله جل جلاله وإنعاماً وفضلاً ومكافأة ورحمة بأنبيائه ورُسله صلوات الله عليهم وعلى الحبيب المصطفى الصلاة والسلام وعلى آله الطيبين الطاهرين وكذلك بأوليائه والصالحين من عباده ومن سائر المؤمنين دفاعاً عنهم وحماية لمقاماتهم ووقاية من المتجرئين وكنَّا أيضاً أمام مظهريْن من مظاهرها الموقف الأول موقف المواجهة بين الإمام علي كرم الله وجهه وسلام الله عليه والفارس عمرو بن ود العامري في غزوة الأحزاب ( الخندق ) وقد برزتْ في الموقف وتجلت عدة أمور مما تقدم الكلام حوله وما نحن بصدده من محاولة معرفة حقائق ودقائق الحُريِّة والشجاعة والإشارة إلى بعض مظاهر وحقائق العزة إذ قد تجلتْ حُريِّة الإمام علي سلام الله عليه في اختياره لأن يكون من يبارز عمروا بن ود الذي صال وجال وهدد وتوعد ووبخ وهزئ ونادى وبح صوته ( هل من مبارز هل من رجل ) والقلوب قد بلغت الحناجر والنبي صلى الله عليه وسلم ينتظر من القوم غير الإمام علي ليبرز لعدو الله أو كما قال النبي كما تحكي بعض المصادر أنه قال من لهذا الكلب أي لعمرو بن ود فلم يكن في هذا الموقف من المؤمنين حراً ولم يقبل ويأبى غطرسة وتكبر وتبجح وعدوانية وتطاول وهزؤء وتمادي عمرو بن ود سوى الإمام علي كرم الله وجهه وسلام الله عليه وهو موقف تبرز فيه أيضاً الشجاعة والكثير من الأخلاق والفضيلة وتجلت الشجاعة أكثر ورباطة الجأش والإيمان الحق والإستبسال عند المواجهة ابتداءاً من رده على الابيات الشعرية التي قالها الكافر المستكبر عمروا بن ود العامري إلى الحوار الذي دار بينهما إلى أن تلاقا السيفان وسقط عدو الله صريعاً على الأرض وجثم على صدره الإمام علي سلام الله عليه وقبل أن يجهز عليه قام بتفل الإمام علي على وجهه لعنه الله والقوم من الخندق يصيحون اجهز عليه يا علي لكن الإمام سلام الله عليه نهض من على صدره وابتعد قليلاً ثم عاد بعد وقت وأجهز عليه وقتله فعندما سأله بعض القوم لماذا لم تجهز عليه حينما كنت جاثماً على صدره فقال خشيت أن اقتله غضباً لنفسي بعد أن ( أي بعد أن تفل الملعون ) فعدتُ بعد ذلك وقتلته غضباً لله أو كما قال الإمام وهنا تبرز الكثير والكثير وتتجلى مكارم الأخلاق والفضيلة في الإمام سلام الله عليه أبرزها التقوى والصبر والحلم والعلم والفقه الذي تجلى في استحضار الشريعة والعمل بها ( وهي خاصية من خصائص الأئمة سلام الله عليهم – استحضار أحكام الشريعة وأخلاقياتها وآدابها في أخطر واحرج واصعب المواقف التي لا يمكن يضبط نفسه ويستحضر الشرع فيها إلَّا معصوم ) وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأنه قال واصفاً موقف المواجهة ( برز الإيمان كُلّه إلى الكُفر كُلّه ) وقال صلى الله عليه وآله وسلم ( ضربة علي يوم الخندق أفضل من عبادة الثقلين إلى يوم القيامة ) وفي رواية أُخرى ( من عمل أُمتي ) .
والموقف الثاني موقف الإمام زين العابدين السجاد علي بن الإمام الحسين سلام الله عليهما وفيه مظهرين من مظاهر العزة التي جاءت إحساناً من الله وفضلاً ومكافأة وحماية ووقاية ودفاعاً ورحمة ومصداقاً لما نطقة به الآيتان (……وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ ) وقوله تعالى ( إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) العزة التي صار الكثير من ابناء الأُمة يجهل معناها الحقيقي ودلائلها ومظاهرها الحقيقية ومنهم من انحرف وظن كما أشرت سابقاً أنها الإنتقال من حالة الفقر والصعلكة ومن حالة أن يكون الفرد او الجماعة بكل مستوياتها مرؤوس إلى حالة الغنى والثراء وإلى حالة القيادة والرئاسة والزعامة بكل انواعها رغم أن كل هذا وغيره من المُلك والأرزاق المادية وليس من العِزّة والبعض ظن أنها الإفراط في العفة إلى أن انعكس عليهم بالبخل وباللؤم وهناك من سقط بمستنقع الكِبر بسبب الفهم المغلوط لمعنى العزة وعدة انحرافات وسوء فهم للمعاني الحقيقية للعزة في مختلف الأوساط الإنسانية في المجتمعات الإسلامية مما اورث المنحرفين عن المعنى الحقيقي جملة من الرذائل والأخلاق القبيحة والذميمة ، وبالعودة إلى ما كنَّا بصدده نجد أن العزة قد تجلَّت في الموقفين وكل منهما يقول العزة للإمام زين العابدين بن علي سلام الله عليهما الأول حينما تنحى الناس بكل إجلال ومهابة من طريقه ليستلم الحجر الأسود رغم كثرتهم وشدة ازدحامهم واغلبهم لا يعرفون من يكون وتنحومن غير اجبار ولا أوامر وتوجيهات ولا حرس تؤمن المكان وتمنع هذا وذاك من التواجد أو تشق صفوف الناس بسلطان الدولة وإمكانياتها وحصول ذلك بحضور رجل الدولة وأميرها هشام بن عبدالملك الذي لم يستطع أن يستلم الحجر الأسود رغم ما يحيط به من مظاهر المُلك والآخر هذه القصيدة للفرزدق والتي جاءت منه وهو أحد شعراء بني أمية المشهورين ومادحيهم ولكن الله سبحانه جل جلاله قد أجرى الحق على لسانة رداً على تجاهل وحسد وحقد هشام بن عبدالملك للإمام زين العابدين سلام الله عليه حينما سأله الشامي عن من يكون ذلك الذي تنحى الناس له إجلالاً ومهابة فتنكر واظهر عدم علمه بمن يكون والقصيدة بمعناها الإجمالي والتفصيلي وقولها مِنْ أحد شعراء بني أُمية المشهورين والمقربين يعتبر مظهر من مظاهر العزة والتي في أبياتها معاني ومقاصد يفهم منها أيضاً خفايا معاني وحقيقة العزة والكثير من المعاني والدلالات والمقاصد الأُخرى ومن اراد المزيد لمعرفة تفاصيل الموقف والإطلاع على كامل القصيدة فليرجع إلى مصادر ذلك وهي كثيرة . ثم لا ننسى فلنذكر وليتذكر أُولو الألباب كيف كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم تتجلى في حياته العزة وكذا الأئمة سلام الله عليهم والكثير من آل البيت رجالاً ونساءاً ومن سائر المؤمنين على مر التاريخ سوى كان ذلك حال المواقف والمواجهة حينما يستهدفون من اعداء الله أو حينما تأتي العزة كعواقب ومصداقاً لما نطقت به آيات كتاب الله العزيز وهم في واقع حياتهم يلبسون الخشن ومنهم من طعامه الملح والزيت وكسرات من خبز ويسيرون بين الناس بدون المواكب من الحرس والعسس وجملة مظاهر المُلك والثروة بل إننا نجد مظاهر العزة تظهر وتستمر وتلحق بكل المؤمنين حتى بعد وفاتهم من حياتهم الدنيا وإن تفاوتوا بهذه الكرامة والفضل الإلهي ولكن ذلك يبقى ويتسق مع كل مواقف ومظاهر العزة التي كانت تتجلى في حياتهم الدنيا وكُتُب سّيَرهم وأخبار كراماتهم وفضل الله عليهم مليئة بما لا يعني ولا يفهم منه إلا أنه العزة التي نطقة بها آيات كتاب الله العزيز أنها لله ورسوله والمؤمنين ، وأما المحاطين بكل مظاهر المُلك والثروة فما سَلِمَ ولن يَسْلَم أحد من اصحابها من مواقف الذل والمهانة وهم في نفس الوقت محاطون بها ومالكين لها ومتصرفين بها ولطالما كانت وتكون مصدر الشعور بالعزة لأغلب من جهلوا أو أنحرفواعن حقيقة العزة ومظاهرها ومصدرها ، بل وتلحق بهم مظاهر الذلة والمهانة والاستصغار حتى بعد موتهم وطول الزمان ، والتطرق لمثل كل هذا يحتاج لمجلد لاستيعابه ،
وفي اطار ما يمكن أن نعلمه عن العزة فلنعلم أن الأحرار المؤمنين وحتى وقتنا الحاضر وإلى ما شاء الله سبحانه وتعالى في صراع مع الظالمين والمستبدين والمستكبرين صراعاً ظاهراً وخفياً وأخطر صراع يخوضوه هو مصارعة المتجرئين على ربوبية الباري سبحانه وتعالى جل جلاله وعلى إلوهيته جل شأنه .
وبالعودة الى تعريف الشجاعة فإننا نجدها خُلُق وفضيلة من فضائل من ينتمي إلى مدرسة الحُريِّة ومن مستلزماتها ووسائلها وعناصرها الأخلاقية التي لا غنى في تحقق الحُرِيَّة عنها ومنقبة من مناقب الأحرار وليس كل شجاع حُر وإنما كل حُرٍ شجاع وهنا تبرز أهمية الشجاعة في تحقق الحرية ، والشجعان لهم مستويات في مؤهلاتهم الأخلاقية كما للأحرار المؤهلات الأخلاقية ومستوياتها إلى جانب مؤهلاتهم الخبراتية ومؤهلاتهم العلمية.
ومن خصائص وطباع ومواقف وأحوال الأحرار أن لا يشعر الحُر أنه بحاجة إلى من يزكي وطنيته من س أو ص من الناس الذين يعتبرون من ادوات السلطات البوليسية وسلطات الاستبداد ( دولة إبليس والشياطين ) .
فإن شعر الأحرار افراداً أو جماعة أو في أي مستوى بذلك فهم بمجرد أن يشعروا بصيرون في نفس اللحظة فاقدين لحريتهم ويكونون قد سلموا أنفسهم للأوغاد والظالمين والمستبدين والانتهازيين وجملة شياطين الإنس ويكون من تلك اللحظة عار على الأحرار والحُريِّة وسُوُسِة ناخرة في صفوف الأحرار وفي مبدأ الحُريِّة إن لم يَعْرِف مَنْ حَوُلِه من الأحرار حقيقة موقفه واستمر بادعائه أنه حُراً .
والشجعان والأحرار هم مِنْ أهل الفِداء والتضحية ومصدران لذلك ( وقد افردتُ لموضوع – اهل الفداء والتضحية – كتابة مستقلة ) والأكثر حزماً وذكاءً وعلماً وتقوى وورع وحكمة وإخلاصاً وغير هذا من المؤهلات الأخلاقية إلى جانب مؤهلات الخبرة والمؤهلات العلمية هو القائد والمدير في مختلف المستويات القيادية لِمختلف المواقف والمهام والأدوار والواجبات والمواجهات وعلى مستوى الدولة والمجتمع في حالة السلم أو الحرب في جميع مؤسسات الدولة والمؤسسة العسكرية خاصة .
والشجاعة تأتي في إطار تغلب الإنسان على الخوف والجبن والتردد والتذبذب في نفسه أي ًكان مصدر الخوف والجبن والتردد والتذبذب وعلى مستوى الفرد أو الجماعة أو حتى الشعب والدولة في المواقف التي تَطّلب الشجاعة والإقدام .قلتُ أما الحُريِّة فليست مواقف فحسب ولا أمراً طارئاً تفرضه المواقف وتستدعه الضرورة من وقت لآخر للتغلب على أمراً في داخل نفس الإنسان في مختلف مستوياته أو خارج ذاته بل إن الحُرِّية هي الفِطْرَة على أكثر مني اعتبار وبهذا فهي الدين الإسلامي كما ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الفِطرة وبهذا فالحُريِّة هوية ومحور في وجود الإنسان بشكل عام والمسلم المؤمن بشكل خاص .
ولهذا فإن من أحوال الأحرار المسلمين المؤمنين أن يكون شعورهم الدائم ما بقيوا أحياء في الدنيا أنهم جزء من عالم الأحرار من مختلف الأُمم والأعراق على اعتبار حقيقة ثبوت قواسم مشتركة أخلاقية سامية بين الأحرار ولو لم يتحقق بينهم كامل التجانس الديني والثقافي والعلمي والأخلاقي والشرعي والأدبي فبتلك القواسم الأخلاقية المشتركة يضل الأحرار المؤمنين المحققين لمبدأ الحُرية بأبعاده واعماقه العلمييْن والفكرية والفلسفية وبحالتيْه النظرية والعملية السلوكية جزء أصيل من عالم الأحرار ومنهجيتهم في مبدأ الحُريِّة هي منهجية الحق وبالتالي المرجعية الأسلم والأصدق لكل باحث عن الحُريِّة ومبدأها على أُسس علمية فإذا لم يشعرو بذلك ولم يسلكوا سبيله هذا الذي اشير إليه هنا وسبق أن قدمتُ شيئ من التفصيل فمفهوم الحُريِّة لديهم ناقص ويعتبر ذلك دلالة على أنهم يحملون فكراً ناقصاً وقاصراً لحالة جهل لديهم وبالتالي نتيجتيْن لحال كهذا موقف وحالة غبى أو موقف وحالة تعصب عن عمد عناداً ومشاققة ودوافع أُخرى ، ولأن كل الكون قائم على قضية توحيد الله وأن يتحرر العباد من عبادة ما دونه عز وجل وأن يكون الدين لله وأن الالتزام بالفضيلة والأخلاق السامية هو لابتغاء مرضاة الله فبهذه الإشارات تبرز ملامح الحُرِّية كمدرسة فكرية إسلامية محمدية لها علاقتها بمختلف شؤون المؤمنين بمختلف مستوياتهم كدولة ومجتمع على خلاف الحُرِّية في بقية المجتمعات التي لا تؤمن بدين رسول رحمة الله إلى العالمين محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله وسلم وبعضهم لا يؤمنون بدين الله وإن كان لديهم في ذلك ما قد يكون مدرسة فكرية في الحُرِّية إلا أنها مدرسة تجميعية من أديان ومن محض عقولهم وأهواء نفوسهم وأقل علاقة في شؤون الإنسان لضبطها وتنظيمها بمختلف مستوياته في اطار الدولة والمجتمع وعلاقة هذيْن المستوييْن الإنسانييْن بالآخر من العالَم الإنساني بمختلف مستوياته وما يجري فيهما من الأحداث وما تفرضه حقيقة الوجود لكل الأطراف من مواقف وعلاقات وتصرف إنساني نبيل تجاه بعضها البعض يُعَبِرُ عن الحُرِّية ، وما كان في اليمن من ثورة شعبية منذ فبراير 2011م لا يعني إلا أنه مُجَدّدَاً تظهر بداية نشأة ثم كان غربلة ثم تدافع ثم بداية تبلور لإرادة أصيلة علاقتها بالحُريِّة كعلاقة الشجر بالماء ولم يهزأ بذلك ولم يتآمر على ذلك ولم يغدر بذلك ولم يتمرد على ذلك ولم ينقلب على ذلك ولم يعتدي على ذلك حقداً وحسداً وظُلماً وعدوانا وتجبراً واستكباراً على مستوى الأفراد والجماعات المنظمة وغير المنظمة وعلى مستوى الدول إلَّا المنتفعين والمتسلقين والانتهازيين والأغبياء والجبناء والمطايا والخائنين والمستبدين والمجرمين من الداخل الوطني وخارجة ، وإنه رُغم ما واجهته الحُرية في وطنَّا اليمني وما يواجه الشعب اليمني الثائر الحر وخاصة الأطفال والنساء وكبار السن من عدوان للتحالف السعودي ومن سفهه وتعنته وحقده ومشاققته للحق إلَّا أنها ماضية ولن يكون في مدرسة الحُريِّة وخندقها إلَّا مكوناتهما الحقيقية التي لا تنفك عنها الحُريِّة كخلقة وجودية مع أبناء الشعب وهذا ما يتناسب ويتطابق مع كل ما ورد فيهم عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم من تباشير وصفات ومحامد ومناقب وتفردات وتميزات وأوائل وسوابق الحب في الله والبغض في الله وكل ذلك الذي ورد في عشرات الروايات الشريفة سيتحقق بالتحرر من الأضداد وكل العوارض التي اعترضة وتعترض أبنا شعبنا على مدى التأريخ الإسلامي لتخرجه عن ما أخبر به وشهد به النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولكن ومن بعد ثورة الشعب فبراير 2011م وحتى الوقت وما في ذلك من المواجهات والتضحيات والتغيرات والتبدلات لا أظن أن يكون هناك تراجع عن الحُريِّة لأنها حُرِّية شعب علاقته بالحرية علاقة إيمانية وأخلاقية وعلاقة إنسانية وعلاقة وجودية وهذا الوجود للشعب اليمني يأتي منه الفرج كما ورد أيضاً في الروايات الشريفة كنتيجة لكل ما اخبرت به وبشرت به عشرات الروايات الشريفة التي بمجملها ليست سوى مقدمات لحقيقة ونتيجة واحدة هي أن الفرج من اليمن وجاء في الحديث الشريف بصفة ( نّفّسُ الرّحْمنِ ) فيا له من موقف ومن شرف ويا له من تفضيل جدير بالباحثين والعلماء والمفكرين والفلاسفة أن يدرسوه بعين البصيرة والحكمة للأخذ بيد هذا الشعب من مستنقعات كل العوارض التي يأتي في مقدمتها الفقر والإفقار الذي هو اخطر من الفقر والتجهيل ليعرف كل أبناء الشعب حقيقة وجودهم وفقاً لِمَا أخبر في شؤونهم ولِمَا شهد لهم وبشر لهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذ أنهم في الوقت الذي يدركون ويفهمون ويعون ذلك فإنه سيكون انطلاقهم القوي وتحركهم الواعي وتقريبهم لموعد مجيئ نّفّسُ الرحمن من اليمن لِيَعُم الأُمة من ذلك وما شاء الله من المجتمعات .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
.(١) غرر الحكم: ١٦٦٢، ٥٧٢، ١٧٠٠، ٧٥٩٧، ١٨٢٠.
(٢) غرر الحكم: ١٦٦٢، ٥٧٢، ١٧٠٠، ٧٥٩٧، ١٨٢٠.
(٣) غرر الحكم: ١٦٦٢، ٥٧٢، ١٧٠٠، ٧٥٩٧، ١٨٢٠.
(٤) غرر الحكم: ١٦٦٢، ٥٧٢، ١٧٠٠، ٧٥٩٧، ١٨٢٠.
(٥) غرر الحكم: ١٦٦٢، ٥٧٢، ١٧٠٠، ٧٥٩٧، ١٨٢٠.
(٦) نهج البلاغة: الكتاب ٥٣.
(٧) البحار: ٧٨ / ١١ / ٧٠.
(٨) نهج البلاغة: الحكمة ٤.
(٩) تحف العقول: ٢٢٦.
(10) البحار: 78 / 236 / 66.
(11) نهج البلاغة: الحكمة 47.
(12) غرر الحكم: 5763.
Discussion about this post