بقلم _ عباس الزيدي
إدارة الأزمات هو علم شأنه شان العلوم الأخرى وربما يرتقي الى مستوى الفنون مثل فن التفاوض والعلوم الانسانية الأخرى التي هي بحاجة الى مجموعة من القواعد وخبراء من ذوي الاختصاص •
الأزمات ومعالجتها بحاجة الى رباطة جأش وشجاعة متناهية وايثار ونكران ذات وخبرة غير قليلة بالحرب النفسية ومن اهمها امتصاص الصدمات واعادة التنظيم في ظروف استثنائية وتقدير موقف يشخص مكامن الضعف والخلل والأسباب والدوافع والعلل بعيداً عن حسابات النتائج المترتبة او المنافع المتوقعة كل ذلك يجري في ظروف شائكة ومعقدة وردود الأفعال غير المحسوبة أو تلك المتوقعة في الحالات الاعتيادية والطارئة وكل ذلك يقع تحت ضاغط كبير ومرعب وهو عامل الوقت المحسوب بأعشار الثواني لما للزمن من أهمية قصوى في حسم المواقف
الذي يترجم تارة بالحسم والمواجهة والمعالجة والإغاثة والاستجابة السريعة •
والنجاح والفشل لايكمن فقط في حجم الموارد أو في مساحة المناورة المتوفرة فقط بل يكمن في ….
1_ القائد ومايمتلكه من سمات الشجاعة والصبر والثبات والإقدام
2_ سرعة وقوة القرار الذي هو بدون شك من قوة القائد _ يا يحيى خذ الكتاب بقوة _ الآية الكريمة
3_ مزايا أدوات القائد المتمثلة بجنوده الذي يتحرك بهم
4_ حجم ونوع العلاقة مابين القائد ومعيته
5_ العمل بالإمكانيات المتاحة لتحقيق أعلى المكاسب والنتائج
6_ صناعة وسائل الانتصار عن طريق المستحيل ومنها تحويل التهديد الى نصر
7_الالتقاطة التاريخية للفرصة
8_ المرونة في تغيير قواعد الاشتباك
9_ الفكر المتوقد رغم الصعاب للانتقال عبر محطات من التكتيك الى الاستراتيجية من خلال اقتناص اللحظة المناسبة
10_ ومن أقوى العوامل تكمن في الثقة بالله وحسن التوكل والصبر المتناهي والافق الواسع•
لنراجع التاريخ ونرى مراجعنا العظام وكيفية مواجهتهم للأزمات انهم تلامذة المعصومين عليهم السلام تراجمة القرآن الكريم الذي لايأتيه الباطل من بين يديه ولامن خلفه تنزيل من حكيم حميد•
مراجعنا العظام واجهوا أزمات ومحن ومن خلال علاقتهم وثقتهم بالله المطلق و الصبر والثبات استطاعوا تحقيق انتصارات كبيرة تكللت بآثار عظيمة حصدت متها الأمة منافع جمة •
ولعل عصرنا الراهن زاخر بالعديد من تلك الأمثلة ومنها عراق الحسين وعشرات الازمات وكيف واجهها سيدنا الامام المرجع الاعلى ابو محمد رضا السيستاني اعلى الله مقامه ومن قبله مراجع الدين رغم ظلم النظام الصدامي العفلقي القذر
كذلك مراجع الأمة الإسلامية الذين واجهوا الاستكبار والصهيونية العالمية مثل الإمام الخميني طاب ثراه وكذلك الإمام المستطاب السيد الخامنئي دامت انتصاراته •
ومن القادة المعاصرين الذين نفتخر بهم منهم السيد الحوثي والسيد حسن نصر الله دامت انتصاراتهم
ولاشك منهم قادة النصر كل من الشهداء العظماء الحاج قاسم سليماني والحاج ابو مهدي المهندس (ابونا الشايب) رضوان الله عليهم •
انه زمن التحدي وزمن الغربلة والتمحيص وزمن النحديات والازمات و أيضا زمن الفرج القريب ونسال الله الثبات وحسن العاقبة •
نحن نعيش معجزات وانتصارات كبيرة في ظل الازمات مثل نصرنا على داعش وتاسيس الحشد المقدس وهذه الاستجابة السريعة حيث انطلاق مئات الشاحنات في وقت قياسي واستثنائي رغم كثرة الاعداء وخذلان الناصر وقلة الامكانيات والموارد وقرارات الحصار الجائرة
وكل ذلك النصر بفضل الله ومراجعنا وقادتنا •
ويرونه بعيداً ونراه قريباً
Discussion about this post