في يوم الشهداء تعود بنا الذاكرة ليوم الشهداء تاريخ السادس من أيار من عام 1916.. وعقود مضت ونحن نحتفي كل عام ومن جديد بما جسدناه عيدا وطنيا ورمزا للشهداء الذي كرس منعطف تاريخيا واقعا وحقيقية في تاريخ سوريا الحديث، فهو اليوم الذي قالت سورية فيه كلمتها الفصل فل تاريخ المنعطف الوطني وهي البداية التي تؤرخ للآجيال القادمة كلها وحتى اليوم والقادم من الأيام تفاصيل عن هذا اليوم، وتذكرها ان الشعب السوري العظيم قدم الكثير من الشهداء قوافل لم تتوقف في سبيل نيل حريته والدفاع عن كرامته ومطالبته بسيادته واستقلاله، هو يوم تهافت عليه كل الكتاب والشعراء السوريون والعرب وتكلموا وكتبوا عنه وتغنوا وافتخروا به وكرسوه في كتاباتهم ليكون منارة لصناعة الأوطان، شعراء كتبوا الكثير الكثير من شفيق جبري وبدر الدين الحامد وما جسدوه من معنى الشهادة التضحية التي تتكلم عن معنى الكرامة والسيادة ، إلى عبد الكريم الكرمي ابو سلمى وأنشودته عن النجوم العربية التي تلالاة في سماء الوطن العربي إلى بدوي الجبل الذي نادى بالشهادة طريقا لا بد منه بعودة الحق لاصحابه، إلى سليم الزركلي الذي صور بشعره الشهداء الذين انتصروا لسورية بأرواحهم ليكون نصرا العرب كلهم، إلى عبد الرحيم الحصني وزكي قنصل ونديم محمد وغيرهم الكثير من الشعراء والكتاب السوريون والعرب وفي المهجر، هكذا خطوا معالم انتصار سورية وشعبها ورسموا بشعرها كيفية الانتصار وكيف انتصرت سورية وشعبها، وكيف كان الطريق لقهر المحتل ونيل الاستقلال واستعادة السيادة والكرامة، فهو عيد الشهداء الذي سيبقى معلما تاريخيا عظيم في ذاكرة الوطن والاوطان لأنه يجسد ماضي العزة والفخر والكرامة .
فنحن اليوم نعيش أجواء ذكرى هذا اليوم العظيم المجلجل الذي يحاكي واقع اليوم الذي أكثر ما نحتاجه نداءات تنادي لارتباط هذا اليوم بعيد التحرير الكامل لسورية من براثن المحتلين من القوى الأجنبية ممثلة بالاحتلال الأميركي والتركي والصهيوني ومرتزقتهم من الأنظمة العربية والعالمية التي تحتل وتسيطر على أجزاء من سوريا ما الغالية .
نحن من يصنع القرار اليوم بالتحرير، ونحن من سيعيد الكرامة والسيادة، وليس عيد الشهداء وذكراه المتجددة كل عام إلا تذكير للآجيال المتعاقبة من أبناء شعبنا العربي السوري وشعبنا العربي قاطبة بمعنى السيادة ومعنى الشرف ومعنى التضحية والفداء للوطن لنيل الحرية والكرامة، فهذه سورية اليوم التي راهنت اعدائها على تدميرها طائفيا ومذهبيا وقد فشلوا فشلا ذريعا في تحقيق غايتهم النجسة، فالشعب السوري البطل هو شعب عظيم وشعب واحد موحدا ملون نسيجه بالوان الطيف ازاهيره رياحين، فهو سيبقى شعب عظيم والرهان الذي يواجهه هذا الشعب اليوم هو رهان على الوعي السوري بين كامل اطيافه لاسترداد سيادته وكرامته من المحتلين كما كان في الماضي وسيكون في الحاضر والمستقبل .
نعم الجولان المحتل واللواء الحبيب اسكندرون مهما طال الزمان سيعودان وكل شبر من سورية ومن كل أرض عربية، وسينتصر شعب سورية العظيم على كل اعدائه وسيطهر الأرض السورية كاملة ارض الرسل والأنبياء ومهد الرسالات، أرض الحضارات عبر التاريخ ومنبعها منذ آلاف السنين، فهو شعب سورية التي أنجبت أباطرة للعالم حكمته وقيادات صنعت الكثير في هذا الزمان ماضيا وحاضرا وستستمر في صناعة المستقبل، فسورية اليوم تواجه أعتى المؤامرات العالمية ستنتصر وتختم انتصارها في إنهائها كافة أشكال الاحتلالات لاعدائها على ارضها بدفنهم او طردهم ولن تنام او تغفل عينها عن محاسبة كل من اجرم وغدر وخان بحقها عاجلا في الداخل والخارج ..!!
إنه شعب شو ية العظيم الذي لا يعرف معنى للحياة إلا بالانتصار لأنه قدره، ويقدر عبر التاريخ ومراحله ان الانتصار لا يؤتى بدون ثمن، والثمن هو التضحية والفداء وقوافل الشهداء من الرجال المؤمنين بالوطن، وسورية تنتصر ومن جديد بإيمان رجالاتها الشجعان وتضحياتهم الجسام من جديد تحت قيادة قائد الوطن المغوار د.بشار الأسد .
إنها حرب عالمية كونية رابعة وليست الثالثة التي تسللت عبر حرب باردة بين شعوب الأرض واقطابها في مراحل الخمسينات حتى الثمانينات من القرن المنصرم، لتفجر سورية صانعة الانتصارات ورجالها اليوم ثقافة المقاومة واكاديميتها، سورية التي علمت العالم معنى التضحية والبطولة والفداء في سبيل الأوطان وتحريرها من كل غاضب ومحتل ..
اليوم محور المقاومة ومعقله سورية وثقافتها في المقاومة الوطنية، سورية وتضحياتها، سورية التي ستبقى هي مدرسة المقاومة الحقيقية بقيادة القائد المغوار د.بشار الأسد، وهي في مراحل من التاريخ فاصلة في معالم رسم العالم الجديد كله، لتكون سورية حاضرة في أساس بوصلة العالم الجديد وتوجيهها نحو تحقيق السلام والأمن والاستقرار، مدفوعة بعالم قادم متعدد القوى والأقطاب، لتكون الفاصلة في إخراجه من احتكار القطب ألواحد منذ الحرب العالمية الثانية، واليوم التحول الجديد نحو تحقيق عالم جديد متعدد القوى والاقطاب يعلن ختام وانتهاء همجية محور الشر الذي تتراسه الولايات المتحدة الأميركية الإمبريالية الاستعمارية وحلفاؤها من الاستعمار القديم، لنشهد اليوم ولادة العالم الجديد ومهد الأقطاب والقوة نحو بناء مرحلة جديدة من حياة البشرية جمعاء .
لذلك حين نتذكر ونذكر أجيالنا بمعنى الشهادة ومعالم الشهداء وانجازانهم، نذكرهم بكل ما قدمه من سبقونا من أجدادنا العظام من تضحيات في سبيل الحفاظ على السيادة الوطنية والكرامة والعزة والشرف، واليوم نعود من جديد لمجرد التذكير في انتصار شعبنا وجيشه ليجدد سورية الحديثة وإعادة بنائها واعمارها، فهي الأسطورة باقية ابدا، إنها سورية طائر الفينيق الذي يبعث حيا من الرماد .
سورية تعود من جديد وهي تنتصر وستختم انتصاراتها بتحرير كامل ترابها وكل شبر من ارضها المقدسة برجال تعلموا معنى الشهادة والتضحية والفداء ممن سبقوهم من الأجداد، ليجسدوا بتضحياتهم معنى الوطن والتضحية والكرامة والفداء … فالتاريخ يشهد ويوثق ويذكر بمناقب الشهداء وتضحياتهم الجسام، وكان لهم يوم زينو ساحة المرجة في دمشق الياسمين، وكانوا باجسادهم المسجات شموسة على الأرض تشع بنورها البعيد والقادم من الأيام، لتصعد أرواحهم للسماء لتتحول نجوم متلألأة تنير الأوطان ..
شهداءنا اليوم وكل جرحانا أمانة ستبقى في أعماقنا لنكون اهلا بمعنى الوطنية وحماية الوطن ..
تحية لشهداء سورية الأبرار مشاعل النور في دروب الانتصار لسورية الوطن العظيم
تحية لجرحانا البواسل الأبطال
تحية لكل الشرفاء المناضلين المؤمنين باوطانهم
تحية للوطن ولشعب سورية العظيم
تحية لقائد الوطن المغوار ابن شعب سورية العظيم
د.سليم الخراط
اليوم الجمعة 6 أيار 2022.
Discussion about this post