ومضات تحليلية عن ٢٦ سبتمبر ١٩٦٢ م
في ادبيات علوم السياسة عندما يقتل الملك او الزعيم بتدخل اجنبي مع تمرد قيادات من الجيش فهذا يعتبر انقلاب وليست ثورة ، لان الثورة هي عندما تنتفض جموع من المواطنين المستضعفين تواجه و تتحدى اعتداءات وغطرسة النظام الحاكم.
وجدت المملكة السعودية فرصة في الاستفراد بالقرار والوصاية على الشعب اليمني بعد ٢٦ سبتمبر ١٩٦٢ م و انهيار الدولة في اليمن هيأ لقيام نظام هش ركيك مستعبد بعد ان كان هناك دولة قوية لها علاقات مع اغلب دول العالم وصاحبة قرار سيادي و محل احترام من المجتمع الدولي ، رغم وجود سلبيات لكنها لا ترقى الى مستوى الخيانة والتفريط في سيادة الوطن.
بعد عام ١٩٦٧ م وانتهاء الحرب بين الجانبين الملكي والجمهوري سمحت السعودية بوجود نظام جمهوري تابع لها و ذلك ليس حبا في اليمنيين ولكن خوفا من النظام الاشتراكي في الجنوب اليمني وليبقى نظام صنعاء ندا لنظام عدن.
حقائق غائبة
تم استبعاد رموز ٢٦ سبتمبر ١٩٦٢ م ومعظم قياداتها اما اغتيالا او نفيا واستطاعت السعودية الاستفراد بفصيل جديد من الثوار بقيادة الزبيري و غيره وتمكنت من استبعاد وتدمير معظم رموز التيار القومي الناصري وبدات مرحلة جديدة من اخونة النظام بطريقة تقليدية ذكية خاصة بعد انقلاب ١٩٦٥م على السلال ولتضمن ان يكون هناك تيار اخواني اسلامي يمكن استغلاله في صفقات سياسية ضد الجنوب اليمني او اي توجه معاد للإمبريالية والراسمالية بقيادة امريكا ، وهذا هو ما سبب لقيام حركة التصحيح للرئيس الراحل ابراهيم الحمدي لاعادة الامور الى مسارها الاصل ولكنه فشل في ذلك وتم اغتياله.
لو تمكن رموز ثورة ٢٦ سبتمبر من الحوار مع النظام الملكي آنذاك وتغيير نظام الحكم الى نظام ديموقراطي مع بقاء الملك والقيام بإصلاحات جذرية سياسية وتأسيس مجلس اعيان منتخب وتحديث مؤسسات الدولة ليكون هناك تنمية سياسية شاملة لما نحت الامور منحى سلبيا وعكسيا و تم التفريط في سيادة الوطن بداية من النفوذ المصري ثم السعودي والخليجي الامريكي.
صادق المحدون
Discussion about this post