*عيدنا الأفضل*
*بقلم /عفاف محمد*
الحمد لله ما كبّر وما هلّل عيدنا في اليمن هو الأفضل، لأن العيد في اليمن له ميزة خاصة وطقوس جميلة ،وزد على ذلك روحانية هذه الأجواء بعد ان إزدهرت الثقافة القرآنية وأيقظت في النفوس التراحم ووثقت حبل صلة الرحم أكثر من السابق..
ينهض اليمن اليوم من بين براثين النار التي تلتفه من كل جانب. بالرغم من تعثراته المتوالية، فإنه يتغلب على كل الصعاب . فالعيد اليوم في اليمن له صور إيمانية وإنسانية عظيمة ،وباتت جبهات القتال صوراً سامية للعيد، وثمة علاقة وطيدة بين العيد والجبهة بالرغم الإختلاف في سيكلوجية كلاً منهم. فالجبهات توحي بقرقعة وفرقعة السلاح وأصوات المتحاربين والبيئة الصلدة ورائحة الموت التي تفوح في تلك البسيطة المتسعة والمخصصة للإشتباك والحرب.
والعيد يبشر بالفرح والسرور وكل جديد، وتبادل التهاني و الزيارات ،وكل ما يبهج النفس ويدخل إليها الإنتعاش ويبعث فيها الأمل..
لكن تلك النفوس التي تعشق الخير والفرح والسرور والتعاطي هي ذاتها التي تعش الكرامة والعز والفخر والحرية.
وهذه الأنفس اليمنية ليست شحيحة لتبذل الغالي والنفيس لتعيش كريمة ،ولم تختار موقف الذل. أحبت الفرح الممزوج بالعز، الممزوج بالحرية والممزوج بالكرامة.. ولن يكون ذلك إلا بمواجهة الشر وإن كان في عز الفرح وفي وقت الراحة والإستجمام في مثل هذه المناسبات..
فكلمة اعيادنا جبهاتنا بات مضمونها وقوداً وزاداً بات مضمونها فخراً وإعتزازاً وشعاراً لكل حر .
وبات حكمة ينتهجها كل من يهوى الحرية وكل من كان إيمانه بالله قوياً ولا يبخل أن يبذل نفسه في سبيل أن يحيا بعز ولأجل نصرة الحق..
صار اليمنيون يسخون بأرواحهم ويفاخرون بأعيادهم في الجبهات مفارقين الأهل والديار.. وصارت زيارة الجبهات في العيد أمنية وحلماً يراود أنفس الكرماء. ولايهنأون بعيدهم إلا في الجبهات كما كان يفعل شهيدنا ورئيسنا الصماد سلام الله على روحه الطاهرة. كان وهو رئيس الجمهورية يفارق لذيذ الهجوع والعيد في محيط أسري حميم؛ ويفضل عليه العيد في الجبهات في أوساط المجاهدين الأشاوس
الكرماء النشامى، الذين تعجز الكلمات عن وصفهم والذين ارتقوا لدرجة إيمانية استطاعوا بها التغلب على شهواتهم وقبعوا في محاريبهم يجاهدون في سبيل الله ولأجل نصرة قضيتهم .
لهذا… عيدنا افضل!
عيدنا في اليمن افضل لأن ثقافة الجهاد والإستشهاد علمتنا كيف نبذل ونعطي ،وكيف نوقر الشهيد ونجعله من اولويات زياراتنا العيدية ،وعلمتنا كيف نهب أسر الشهداء فرحة عيدية معنوية ومادية، وعلمتنا كيف ننفق لنهدي رجال الله هدايا وحلوى عيدية وهم في متاريسهم المقدسة.
فكم هو عيدنا افضل ونحن بشغف نتابع على شاشات التلفاز كيف يكون العيد في الجبهات لا كيف يكون العيد في مولات دبي او في المدينة الجليدية أو أمام النافورات الضوئية أو أي مكان ترفيهي في دولة أخرى ..
عيدنا افضل لأننا نشعر بحميمية ونآزر بعضنا ونرحم فقيرنا ونواسي حزيننا..
عيدنا أفضل ونحن نرى حب الخير قد تفشى في محيطنا وأهل الخير يتكفلون بكسوة اسرة الشهيد والأسير والمفقود والنازح والمريض والمحتاج. ونرى تلك الحلويات العيدية تساق قوافلاً للجبهات وللأسر التي لفحتها نيران العدوان..
فكم هو عيدنا أفضل لأنه متميز عن سائر الاعياد.
كم هو عيدنا أفضل ونحن ننتشي بسماع الزوامل العيدية وكل ما انتجته قرائح الشعراء من قصائد عيدية شامخة تبث كل القيم والمبادئ بلونها الجهادي .
وكم هو عيدنا أفضل ونحن نسمع المجاهد عيسى الليث وهو يزومل قائلا عيدنا الأفضل.
وقد صدق القول الشاعر الفذ نجيب الغولي الذي عانقت كلماته الأرواح معبرة عنها بقوله
على الشرف والكرامة عيدنا الافضل.. ويسوق كلماته البديعة واصفاً حالنا والعيد ،بإعتزاز وانفة وشموخ ..
وفعلاً عيدنا أفضل.
وكل عام وأنتم بألف خير.. وعيدكم أفضل.
Discussion about this post