هام الهوى وتعاظم شأنه بيني وبين تلك القواعد التي نهجها شمس التبريزي في قواعده العشقية، بدأت أرى طرقا متعددة إلى الله ،غير السجادة والمسبحة والمسجد واﻵذان ، طرق لايضج بها البشر، طرقا روحانية بشكل ينصت القلب لها طواعية دون أي تثاؤب، ويشدو بأروع الشعور، طرقا مليئة بالتأمل بالعفوية والسماحة، اتسم به ديننا الإسلامي بعيدا عن غلو المتشددين في الدين.
بدأت أحب كل شيء في الحياة، أعشق الطبيعة، البشر ، الحيوانات ، النباتات ، كل شيء ليس لأنها جميلة، أو بيننا رسائل ودية منذ زمن ، لا… بل لأنها جميعا كانت تدلني على الله، لا أرى شيء بشعا أو قبيحا أو حزينا في نفسي أو غيري ، كل شيء يبدو لي جميلا ليس ﻷن الحياة فيها حياة ، وإنما ﻷن الله لن يتركنا ننجرف دون أن يساعدنا بلطفه ، فقط الشيء الذي لم يرق لي هو السيل الأسود الذي نجده يجري في ذواتنا الأمارة بالسوء من صبرنا القليل ونظرتنا المتثائبة للقدر.
ولما كان عقلي فضوليا لايشبع بالأجابات المألوفة ،كان شمسا هو فيلسوفا حذقا خاطب عقلي وروحي بميزانية خارقة تأخذني لواحة واسعة من اﻷدلةالدامغة ، واﻹجابات الغامضة، والمعتقدات التي تشبع الروح عن اغترابها ﻷي مكان آخر .
شمس: كان رجلا يرى أبعاد الكرة اﻷرضية عن بعد وفي يديه خيوط تفسيرية آسرة تأخذ اﻷرواح، وتسفر بها عبر سفينة القواعد اﻷربعينية إلى الله، كان دينه على عهد وثيق من نبينا محمد حين قال الله عز وجل عنه ((رحمة للعالمين))لم يبرح اﻷرض إلا وترك له عشقا مخلدا في قلوب اﻷحياء، كان طريقه إلى الله معبد بالحب والسلام وكأنّ العشق الإلهي والدين الصوفي، هو الحل لكل آثام العالم.
ولازلت باحثة ومع حثيث بحثي، كم أتمنى أن تكن حروفي شعاعًا صادقا من طيف شمس، حتى إذا مت واندثرت وحل القرن السبعيني يأتي شخص ليقرأ حروفي “عفاف البعداني” يجد نفسه متاثرا ومتجها نحوالله بطرق مفعمة بالحب، كما لجئت أنا من عصري وذهبت إلى صوفية شمس اﻵسرة .
استدارك : أتعرف ياشمس، الكثير يقول عني مسرفة في الكتابة، وأنني أفرط في الحديث ومبالغة دائما فيما أذكره، لكني لا أرى نفسي إلا أشبه بمزارعة مخلصة، لا أنتظر الثمار حتى تسقط بل أُمسكها براحة يدي فتنضج ومن حنان يدي هي تصدق وأقدمها لجائعي نيسان وفاقدي شعور ابتهاج الزمان وهناك من له بالعرفان عين وهناك من له عينان.
#اتحاد_ كاتبات_اليمن.
Discussion about this post